اكثر المنشورات انتشارا على الفيس بوك
ذهبت لأعظ (700) سجيناًً من بينهم (67) محكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة لجرائم قتل، في سجن " ميتشيجان " بأمريكا، وهناك ألقيت عظة وبكيت كثيراً ثمَّ توجَّهت إلى هؤلاء التعساء وكنت أمسك بيد الواحد بعد الآخر وأصلِّي لأجله، وبعد أن أنتهت الخدمة قال لي مأمور السجن: أتذكر أخر رجل؟ لا، أتريد أن تعرف شيئاً عنه؟ نعم، فقال: هو توم جالسون، دخل السجن منذ ثمانية أعوام من أجل جريمة قتل، وكان أجرم المسجونين الَّذين رأيتهم في حياتي! وبسببه قضيت ليلة عيد الميلاد في مكتبي بالسجن! وفي الصباح وأنا أُسرع قاصداً منزلي وجيوبي مليئة بالهدايا لأبنتي الصغيرة، لمحت طفلة يستر جسدها ثوب رقيق قديم وفي رجليها حذاء مهتريء وفي يدها علبة صغيرة من الورق فتركتها وتابعت سيري، ولكنَّها أسرعت خلفي قائلة: هل أنت يا سيدي مأمور السجن؟ نعم، من أنتِ ولماذا لم تمكثي في بيتك؟ ليس لي بيت فقد ماتت أُمِّي منذ أُسبوعين في دار الفقراء، وقد عرفت منها أنَّ أبي توم جالسون مسجوناً، فهل تتكرّم وتدعني أرى والدي؟ فاليوم عيد الميلاد وأحب أن أقدّم له هذه الهديّة، لا، عليكِ أن تنتظري اليوم المخصص للزيارة، ثم تابعت سيري ولكنَّها أسرعت ورائي وأمسكت بطرف سترتي وقالت مستعطفة والدموع تملأ عينيها وجسمها يرتعش: لو أنَّ ابنتك الصغيرة كانت مكاني، ماذا كنت ستفعل لها؟
تأثر المأمور وامتلأت عينيه بالدموع، وأمسك بيد الطفلة وعاد إلى مكتبه بالسجن، وأجلس الفتاة بجوار المدفأة، وأمر بإحضار والدها، فما أن رآها حتَّى تغيّر وجهه وقطّب جبينه، وقال غاضباً: نللي! ماذا تفعلين هنا؟ اخرجي وعودي إلى أُمِّك، أُمِّي ماتت، وأخي جيمي مات بعدها، وأنا وحيدة واليوم عيد الميلاد وأُريد أن تقبل هدية من جيمي، وفتحت علبة صغيرة وأخرجت منها خُصلة صغيرة جميلة من الشعر ووضعتها في يد أبيها قائلة: لقد قصصتها من رأس جيمي قبل أن يدفنوه!
شهق الرجل بالبكاء كطفل وانحنى واحتضن طفلته، لقد كان منظراً مؤثِّراً جدَّاً لم يستطع المأمور أن يحتمله فخرج وتركهما وحدهما، ثمَّ عاد بعد ساعة فوجد الرجل جالساً بجوار المدفأة وعلى ركبتيه ابنته، فنظر إليه خجلاً وبعد برهة قال: سيدي ليس معي نقوداً لأُعطيها لابنتي، ثم خلع سترة السجن وطلب بدموع أن يعطيها لابنته لتحتمي بها من البرد، فقال المأمور: لا يا جالسون، لتكن سترتك لك وابنتك ستكون تحت رعايتي، فسوف آخذها معي إلى بيتي، وستعمل لها زوجتي كل ما يلزمها، فقال جالسون: ليباركك الرب!
بقيت الطفلة في منزل المأمور عِدَّة سنوات، وأصبحت مؤمنة بالرب يسوع المسيح، وبعد ذلك آمن توم جالسون ولم يعد يُسبب أيَّة متاعب في السجن، ونظراً لسلوكه الحسن صدر قراراً بالعفو عنه، وهو الآن يعيش حياة مسيحيّة مستقيمة مع ابنته.
أحبائي.. إنَّ الطفلة الصغيرة التي ليَّنت قلب والدها الحجريّ، وقادته إلى التوبة بهديّة عيد الميلاد الصغيرة، موجودة في بيوت كثيرة، والفرق بينهم وبين جالسون أنَّه استغل فرصة التوبة عندما أتته، فتاب وآمن بالرب يسوع وكانت أحب آية إلى قلبه: " لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ "
تعليقات
إرسال تعليق