يقول الأخ ماهر الجوهري شاهدًا عن التحول الذي حدث في حياته وكيف تمكن من الانتقال من الإسلام للمسيحية:
عرفت السيد المسيح وانا طالب في اكاديميه الشرطه عن طريق طالب مسيحي وضعه الرب بجانبي في عنبر النوم وقي حصة المذاكره وعندما علمت انه سيلازمني طوال السنة طالب مسيحي قلت في قراره نفسي ( ايه النحس ده يادي الحظ الهباب) ولكن لم يمضي الكثير حتي اصبحنا بنعمة ربنا أصدقاء لأني رأيت فيه اخلاقيات عالية لم اجدها في كل الطلبه .ان هذا الطالب كان يبشر بالانجيل بأخلاقه وسلوكه دون ان يتحدث عن دينه علانيه .هذا الطالب قد ساعدني على ان اقرأ الانجيل دون كتاب لانه كان انجيلا يمشي على قدمين .وعلى الرغم ان والدي كان مساعدا لوزير الداخليه الا انه لم يخاف يوما وظل يلقني تعاليم الكتاب حتى احببتها وكنت احس في احيان كثيره ان الرب حاضر بيننا وكنا من حراره الحديث عن الحبيب كنا نبكي سويا .احبائي لو سلك كل الشباب المسيحي مثل مسلك هذا الطالب معي صدقوني مابقي في مصر مسلم واحد .احبائي ان في مصر ارض خصبة مستعده لاستقبال كلمه الرب وتزكرو دائما مقولة بولس الرسول ويل لي ان لم ابشر .
فلم يسعنى سوى أن أقول له من شدة الفرح:
هذا الشخص، زميلك في السكن، حفزك على قراءة الإنجيل دون أن يُكثر من الكلام عن دينه بل هو نفسه قد أضحى الإنجيل الحي المعاش لأن الأنجيل حيّ وليس مجرد نصوص مكتوبة بل هو قوة الله الناطقة في كلمته والعاملة لأجل خلاص النفوس. والآن أنت يا ماهر هو الإنجيل الحيّ لتلمس كل ما يتلامس مع شخصيتك ويعرف سمو المسيحية وعظمتها على الإسلام، وكم هو فارق كبير بين رسالة السماء وترفعها وأخلاق الأرضيات النازعة إلى الفطرة الأرضية.
سيدي يسوع المسيح، ربيّ الحبيب، المسلمون يطلبون مني “براهين وأدلة” على صحة الإيمان المسيحي. كيف يكون هذا يا رب وأنت لست مشكلة لاهوتية كي ما نَحُلُها؟ بل أنت شخص! أنت شخص نلاقيه. وحينما ألقاك يا سيدي المسيح فإني لا أبحث عن “حلول” و”أجوبة” وإنما أبحث عن شيء واحد تعطش نفسي إليه وهو “الحياة” وأريد أن أستقبلها منك مباشرة. إلى “حياتك” أنت تعطش نفسي لا إلى البراهين. أشبعني بيك. جوعني إليك. ضع جوع شديد في قلوب المسلمين إليك فيشتاقون إليك ولا يرتبكون فيما بعد بـ “الأدلة والبراهين”. ذلك أن المسيحية ليس فيها إثباتات أو نفي. الإسلام هو الذي يطالب المسيحية بـ”الإثبات”…
ولعل المسلم يتسائل في فضول وبراءة: ما الجديد الذي جاءت به المسيحية للإنسان؟ وعندها أقول له إنه ذاك الإله الذي يتحرك نحو الإنسان؛ يطلب الإنسان، يسعى هو بنفسه في البحث عن الإنسان ويتحرك ويجري إليه ويضمه معانقًا إياه بعد أن كان يرتقب عودته كل يوم بفارغ الصبر ويحدق النظر في الأفق عند غروب الشمس وأخيرًا يجد الله ضالته الضائعة وهي الإنسان. الجديد الذي جاءت به المسيحية هو إله يطلب البشرية ويتحرك بنفسه ولا يكتفي بإصدار تعليمات وأوامر ومواعظ وإرشادات بل الأمر جد خطير بالنسبة له ويدفعه لأن يتحرك شخصيًا فورًا وأخيرًا ينزل هو بنفسه للإنسان ويحدث الإنسان بالإنسان أي من خلال إنسانية المسيح. في غمرة الصراع الديني كنت أظن أني أنا الباحث عن الحق وحتما سأصل إليه ولو بشق الأنفس ومهما كلف الأمر؛ وهيهات فلست أنا الباحث بل الله جل شأنه كان الله هو الباحث لأنه هو الذي بحث وفتش عني ووجدني. كنت ضالاً فوجدني. حملني على كتفيه وأنا خائر القوى وقد أنهكني البحث وجعل مني ابنًا سماويًا له … وأضحى قلبي قدسه بسكنى روحه القدوس فيا لسعدي بهذا الاصطفاء! حين تجدني أنت يا رب، أجد نفسي. سيدي يسوع المسيح، أشرقت بنورك في قلبي فكشفت لي نفسي على حقيقتها وكشفت لي نفسك أنت أيضا على حقيقتها فأبصرت إنسانيتك التي هي نموذجي الأعلى الذي ينبغي أن أقتدي به، ومع وبك تعلمت معنى الإنسانية الحقيقي فأبصر كل الخلائق بعينيك موقنا أني تراب وأن الجميع أفضل مني وأنهم جميعا مشمولون بحبك اللامتناهي والغير مشروط بالمرة. بالمسيح الإنسان صرت إنسان كما ينبغي للإنسان أن يكون.
المسيحية هي المسيح بنفسه وكأني أرى سيدنا يسوع المسيح يمشي وسطنا اليوم كما مشى في شوارع فلسطين القديمة والناس تترك كل شيء لتسير وراءه. تراه من يكون هذا الرجل! والمسيح في هدوء يجول القرى ويؤثر في الناس بقدرته الغريبة الجذابة التي يستخدمها ولا يزال يستخدمها حتى اليوم. تلك القدرة التي تؤثر في نفوس الجميع، بمن في ذلك أولئك الذين لا يريدون أن يخضعوا له. يا لها من جاذبية غريبة في شخصية المسيح! إنها جاذبية نور العالم، جاذبية ذاك الشخص الذي عنده كلمات الحياة الأبدية والتي يتوق كل إنسان لسماعها. إنها جاذبية المسيح الذي لا يرغم مطالبه على أحدٍ من الناس بل هو يستقطبهم كالمغناطيس بقدرة الحب والحب فقط. ليس في خطاب المسيح اتباعه طوعًا أو كرهًا … بل هو ذاك الحب الذي لا يكترث فيما للنفس بل هو حب مؤسس تماما على نسيان النفس بفضل جاذبية المسيح. هذا هو مسيحنا الجذاب والذي تركت دين الإسلام لأجله واتبعته في عام 1987 وصرت بذلك محسوبا في عداد النصارى. إنه المسيح و”الشعب كلّه كان متعلقًا به”. التعلُّق بالمسيح يا لها من فكرة من صميم المسيحيّة . كانت جاذبيّة الربّ مذهلة في التأثير؛ فلم تكن كاريزما شخص بل مجال حضور ونفث روحٍ جديدٍ وفتح طاقات حقيقيّة للرجاء وإشارة إلى بهاء الإنسان حينما يكتمل، وإعادة بعث النور ليشعّ على كلّ مَنْ جلس في الظلمة
الناس تركوا كل شيء واتبعوه. جماله شدهم إليه. هناك جاذبية في شخصية المسيح. يكفي البقاء في حضوره وأن يمكث معنا. يا رب قل كلمة. امكث معنا. انظر لحالنا واملأنا ولتملأ أنت علينا حياتنا فلا يكون فيها إلا أنت وحدك. جمالك يا سيدي المسيح سوف يطهر ما في نفسي من قبح ويمحو ما فيها من آثار ذاتي المريضة المتألمة الموجوعة. كم أنا بحاجة إليك سيدي يسوع المسيح اليوم لحظة بلحظة، وأحتاج إليك في كل يوم من أيام حياتي، فلا تتركني ولا ترفضني ولا ترزلني ولا تحرمني من مشاهدة وجهك أيها الحبيب. لا تسمح أني أتحدث عنك وكأنك فكرة لمجرد أني أجيد الكلام ولكن اسمح لي أن أتحدث عنك لأني أعيش معك وقد خبرتك وعرفتك وعاشرتك ومن فيض هذا فقط يكون لي الحديث عنك يا أبرع جمالاً من بني البشر، يا يسوع يا حبيبي؛ جمالك سباني سباني وبروحك ملاني. اغمرني بحضورك. لا تترك بقعة فارغة في حياتي وإلا جاء الشيطان وأقام فيها ولكني أريد لكياني بالكامل أن يكون لك مسكنًا.
وعندما يسألني المسلم: لماذا لم يقل المسيح أنا هو الله فاعبدوني؟ فإني أرى أن هذه أسئلة يراد بها إثارة الجدل والسفسطة بهدف التعجيز لا البحث عن الحقيقة. من أراد الحقيقة فلا ينبغي أن يبدأ بـ هل المسيح يستحق العبادة أم لا ولكن بالأحرى بالسؤال الأهم: من هو المسيح بالنسبة لي؟ ما موقفي منه؟ هل هو سيد حياتي؟ هل هو مخلص نفسي؟ هل أخضع له بالكامل؟ هل أتحدث إليه حديث الخل إلى الخليل؟ هل أؤمن وأصدق بكل ما قال لي عن نفسه وكلماته تخترق ثنايا نفسي أم أني لا زلت عبد وأسير للإيمان النظري الجاف العقيم؟ في سنة 1987، وما قبلها، كانت عندي كل هذه الأسئلة كمسلم وكانت عندي في صورة قائمة طويلة عريضة من الأسئلة. ولكن في داخل نفسي احتدم صراع قاتل: أين الحقيقة؟ أين أجدها؟ هل هي في المسيح أم في ما عشت عليه طوال هذه السنين الماضية؟ صرخت إلى الله صرخة صادقة من قلبي وأنا أصلي بالمسجد. يا رب أظهر لي الحقيقة أنت بنفسك والحقيقة التي سوف تظهرها لي سوف أنادي بها طوال حياتي. وبعد أسبوع من هذه الصلاة التي لم أنقطع عن أرددها رأيت المسيح في حلم ظهورًا نورانيًا: قال لي كلمة واحدة وهي “أحبك”. انفعلت بحبه وبكيت بحرارة أمامه وقلت: أحبك وأعرفك وأعرف أنك أبدي وأزلي. ثم استيقظت فوجدت دموعًا على وجنتاي وشعرت وكأن جبلاً تم رفعه عن صدري وبعفوية شديدة وجدت نفسي أناجي المسيح الذي ظهر لي في الحلم وأقول له مرارًا وتكرارًا: أحبك، أعرفك، وأعرف أنك أبدي وأزلي. أنت هو المسيح الحي الأزلي يا ابن الله. يا ابن الله استلم حياتي. امتلكني بالكامل. أنا لك بالكامل الكامل. اعبدك أنت يا ابن الله وجميع ما في داخلي يهيم بك وينحني بالسجود والشكران. عندما التقاني المسيح في قلبي، لم أحلل أي شيء وإنما فاضي قلبي له وطفت أناجيه دون انتقاء للألفاظ أو في كيفية الحديث إليه. والآن أقدر أن أقول مع فيروز: نسجد لآلامك أيها المسيح! مع أن الإنجيل لا يحثنا على أن نقول بمثل هذا القول صراحة بل هو قال للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد! وعندما جاء والدي من مصر وزارني في أميركا وسألني: هل آنجيلا (مراتي) تسجد للصليب؟ اندهشت من السؤال وسألت: هل أنا أسجد للصليب؟ وبعفوية رفعت بصري للسماء وقلت: أسجد لصليبك أيها الرب يسوع المسيح. وأخت أردنية مسلمة التقت بالمسيح لا تتمالك أمام العذراء سوى أن تقول لها ما لا يبينه لها الإنجيل صراحة فتنشد بالترنيم للعذراء هي الأخرى وتقول: الرب بنعمه زينك! نحن لسنا في حضانة حتى نقول هذا ولا نقول ذلك في العبادة بل نحن راشدون أحرار في المسيح والحب يحركنا لا القيود، وفي هيامنا بالرب لا يقيدنا شيء بل سننفعل بالثالوث الأقدس ونقدم له خالص العبادة.
…
عندما آمنت بالمسيح وصرت مسيحيًا في عام 1987 وشعرت بمذاق جديد لحياتي وطعم جديد لم يكن فيها من قبل إذ صارت الحياة كلها بطعم الفرح وتفيض بالحياة. والآن أستغرب من حال كثير من المسيحيين ممن يتعاملون مع الأمر كأنه قام بتصفية ما عليه من ديون وأخذ “الخلاص” وحجز مقعد مريح في السماء وترانيم السما. كيف يكون الإنسان مسيحيا وهو لا يكتشف الجديد في مسيحه المتجدد حيوية وكل كلامه جديد؟ كيف نسيء للمسيح باختزال الأمر لمجرد أني نلت الخلاص وربحت السماء وهنيا لي إلخ؟ زوجتي آنجلا أتعرف على شخصيتها وأعماق كيانها وأكتشفها كل جماليات الكيان هذه عاما تلو عام وكل ما في العلاقة جديد وجميل وهي علاقة طبعا لا تخلو من ما يحدث في أي علاقة زوجية بشكل طبيعي ولكن هناك دائما شيء جديد. هناك انتعاش كيف لا نشعر بالانتعاش أمام الرب؟ كيف لا نشعر بأن الرب “جديد” وكل تعاملاته جديدة متجددة؟ لا أريد السما ولا أريد الخلاص ولكني أريد المسيح وأن أكون ملك المسيح بالكامل وأن أسمع صوته يومًا بيوم وأحيا في التصاق حقيقي معه.
…
ساعدني يا رب أن أقوم بكل عمل تطلبه مني وتضعه في طريقي وكلي فرح، وكلي نشاط، وكلي إقدام، بكامل الحب، بكامل الإصرار. لا فتور. لا تباطوء. لا تململ. لا تراخي. لا تأجيل. لا تذمر.
تعليقات
إرسال تعليق