القائمة الرئيسية

الصفحات

عمليات خطف المسيحيين في الشرق…رسالة واضحة والمخطَط واحد!!!

يعيش الشرق على فوهة بركان منذ نشأته، حروب لا تهدأ، صراعات تتجدّد، وبركان الاضطهاد هذا يخلّف ضحايا أبرياء معظمهم لا ذنب لهم بكل ما جرى ويجري.
 
إنّه صراع الحضارة والتخلّف.
 
 
أبناء الحضارة يمكن وصفهم بأبناء النور، مجموعة تريد العيش بسلام، تعشق الحرية، تعشق العلم، تعشق الفنون، تعشق التطوّر…
 
 
أبناء التخلّف، يمكن وصفهم بأبناء الظلمة، مجموعة تريد العيش بحرب دائمة، تعشق الجهل، ترفض الفنون، تضرب التطوّر من جذوره…
 
 
أجدادنا في الشرق بنوا الأهرامات، بنوا المدن الفينيقية، بنوا بابل، بنوا تدمر، صدّروا الحرف الى العالم، صدّروا الفنون، وكتبوا التاريخ…
 
 
الصراع بين أبناء النور والظلمة بدأ مع قايين وهابيل، ورغم كل الرسائل السماوية التي أعطانا اياها الله كي نعيش بسلام، رفضها البعض لا بل أرسل هؤلاء رسالة الى الله يقولون فيها لا تتعب وليس نحن من نأتمر بك بل أنت.
 
 
اليوم، نرى بوضوح كمية الحقد والدمار التي يخلّفها أبناء الظلمة هؤلاء، لا يريدون للحضارة جذور، ولا يقبلون أن يقاسمهم أحد الأرض…يعشقون التخلّف ويدافعون عنه ويبرّرونه بايحاءات سماوية.
 
 
هذا هو الشر بذاته، الذي يدّعي الكمال بالله وهو قاتل الله ورسله.
 
 
بعيداً عن عمليات القتل والتهجير التي طالت المسيحيين خلال سنين، هذه العمليات ليست إلّا خطة ممنهجة واضحة لضرب الوجود الحرّ في هذا الشرق.
 
 
المسيحيون وجميع الأحرار في هذا الشرق مهددون، نعم، المسيحيون يمثلون الأحرار، لكن هناك أيضاً فئات من جميع الأديان والطوائف تقاتل من أجل حرية المجتمع، وهناك من يتعمّد قتلها.
 
 
أمّا عمليات الخطف من العراق، الى سوريا، لبنان، فلسطين، مصر وسواها من دول الشرق والتي تطال بغالبيتها المسيحيين، رسالة واضحة إلى هؤلاء وهي أنّ هذه الأرض ليست لكم، هذه الأرض لا يمكن أن نتشاركها معكم، لا يحق لكم بأي شبر منها ولا أهلاً ولا سهلاً بكم في رحابها.
 
 
المسيحيون منذ موت يسوع على الصليب، يعانون الاضطهاد ذاته، هو صراع بين ابناء الظلمة وابناء النور.
 
المسيحيون أدخلوا العلم الى هذه الأرض، بعثوا المحبة والسلام في وقت رفضها ابناء الظلمة وما برحوا يقاتلون الحرية والمحبة التي في عمقها هي رسالة المسيح للعالم.
 
 
أمّا اقباط مصر ومسيحيو لبنان وسريان العراق وأورثودكس قبرص (تسميات لا مبرر لها والمسيحية عليها أن تكون واحدة)  وسواهم من مسيحيي الشرق وعلى الرغم من ثقل الصليب الذي يحملون، لن يحقدوا، لن يكرهوا، لن ييأسوا، لن يتركوا هذه الأرض ولن يستسلموا…
 
 
رسالة واضحة إلى كل من يعتقد أنّ المسيحية في هذا الشرق ستنتهي نذكّرهم أن بعد الموت قيامة، وإن رشقوها بحجر فهي وبكل محبة تعطي خدها الأيسر بالمقابل.
 
المسيحية لا تخاف من يقتل الجسد، لا تخاف من يخطف من أجل فدية أو ترهيب، المسيحية لا تقاتل بسلاح هذا العالم، بل هي على قناعة ورجاء بمعلمها الذي وباسمه ستبقى رسولة سلام محبة حتى الشهادة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات