صدرت فتاوى عديدة عن التيار الإسلامى وخاصة مشايخ السلفية، بشأن لعب أو مشاهدة كرة القدم، حيث يفتون بإجازتها، ولكن بشروط، أو بمصطلح آخر فهى حلال بضوابط محددة. وتتجلى هذه الفتاوى، عندما تكون هناك مباراة هامة فى بطولة خارج مصر، كبطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليا فى الجابون، أو مباريات داخل مصر كنهائى الكأس أو الدورى، أو مباراة تجمع قطبى الكرة المصرية "الأهلى والزمالك".
ويحدد مشايخ التيار السلفى عددا من الشروط والضوابط لكى يكون لعب أو مشاهدة كرة القدم حلال، أبرز هذه الشروط ستر العورة، أى عدم ارتداء شورت يظهر الركبة، وأن لا تؤدى إلى تضييع الصلوات، والإلهاء عن الواجبات الشرعية، أو إلى التحزب والتعصب لنادى.
فتوى ياسر برهامى
ورغم توافق الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، مع الضوابط التى حددها مشايخ التيار الإسلامى إلى أن جزم أن لعبة كرة القدم تحتوى على أمور محرمة. ويقول الشيخ ياسر برهامى، عبر موقع "أنا السلفى"، ردا على سؤال حكم مشاهدة مباريات كرة القدم فى فتواه: "حكم مشاهدة مباريات كرة القدم مأساة أنا فى قمة الغيظ منها"، لافتا إلى أنها لا تحرم إلا بضوابط معينة اذا كانت تتضمن إلهاء عن فعل واجب أو تتضمن فعلا محرما كالعصبية أو كشف للعورات أو حب وموالاة للكفار والمنافقين، أو متضمنة أى محرم وغالبا ما تتضمن محرمات".
ويشير إلى أن تحريمها مقيد وغالبا الأمور المحرمة تقع وحاصلة، مضيفًا: "إلهاء الشعوب والأمم عما ينفعها بهذا اللهو نوع من تدمير هذه الشعوب، فأنا لا أدرى من أين يأتون بالوقت؟". ويقول "برهامى": "مباريات الكرة نوع من الإلهاء الشديد وتغييب العقل عما يحتاجه المسلم من انتباه لأمر دينه وبناء لشخصيته، مضيفًا:" من انشغل بها بالتأكيد سوف يحصل نوع من أنواع الخلل". واختتم فتواه بالقول: "أؤكد أن عامة من ينشغل بهذا واقع فى المحرمات".
فتوى الشيخ مصطفى العدوى الداعية السلفى
وعن سؤال ما إذا كانت مشاهدة المباريات حرام أم حلال؟ يقول الشيخ مصطفى العدوى: هذه مهزلة وتيقنا أننا شعب سفيه إلا من رحم ربى، حيث يصيح الرجل كما تصيح المرأة عندما يتم إحراز هدف، ويرقص ويطبل. ويضيف العدوى فى فيديو له: "شعوبنا ما زالت سفيهة وبعيدة عن الدين ولا يوجد أى معنى لمعاداة أى دولة لأخرى بسبب مباراة كرة قدم، فهل هذا حب لله، وهل مشاهدة مباراة يخدم دين الله ورسوله، وما الفائدة كى يقف شخص ملتحى يكون مبسوط لأن مصر فازت فسحقا لمنتخب مصر".
مفتى الجماعة الإسلامية وفتواه عن الساحرة المستديرة
بينما حدد الشيخ عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية، عددا من الحالات لا يجوز فيها لعب كرة القدم. فتوى "عبد الآخر" جاءت ردا على سؤال نصه: "ما حكم لعب كرة القدم، فقد سمعت أن بعض المشايخ حرموا لعبها بعلة التشبه بالكفار فهل هذا صحيح؟". ويقول "حماد" فى إجابته على هذا السؤال: الأصل فى ممارسة الرياضة عمومًا الجواز بل الاستحباب لما فيها من تقوية للأبدان، وإعانة على القيام بكثير من الواجبات الشرعية كالجهاد وغيره، ولكن يجب أن تكون ممارسة الرياضة خالية من المخالفات الشرعية، وعلى ذلك فلا يجوز ممارسة كرة القدم إلا إذا خلت ممارستها من المحرمات ككشف العورات، فلابد عند ممارستها من ستر العورة، وهى بالنسبة للرجل من السرة إلى الركبة فى أرجح قولى أهل العلم.
ويضيف "حماد" فى فتواه: "كذلك يحرم ممارسة كرة القدم وغيرها من الرياضيات إذا كانت ستؤدى إلى تضييع الصلوات، والإلهاء عن الواجبات الشرعية، أو إذا كان يترتب عليها التحزب والتعصب لهذا النادى أو ذاك وإثارة الفتن والعداوات بين الناس".
ويؤكد "إن يمارسوا تلك الرياضة فيما بينهم دون وقوع فيما أشرنا إليه من المحرمات فلا أرى باسا بذلك، وأما القوم بتحريمها لأن فيها تشبها بالكفار، فلست أراه صوابا، إذ ليست تلك اللعبة من خصائص الكفار، وإن كانت قد عرفت أول ما عرفت فى بلادهم". ويقول: "لو قلنا بتحريمها لمجرد أنها ظهرت أول ما ظهرت عندهم للزمنا تحريم استعمال كل ما يرد إلينا منهم ولو كان نافعًا مفيدًا، كركوب السيارات واستعمال أجهزة الحاسوب وغير ذلك، وإنما الواجب علينا أن ننظر فى هذا الذى يرد إلينا، منهم فنقبله أن لم يكن مخالفًا لشرعنا، وكانت فيه مصلحة لنا".
تعليقات
إرسال تعليق