القديس ألقى بنفسه تحت جبل المقطم أو داخله .. ألخ حتى لا يكرمه الشعب الحاضر المعجزة " ولما كانت المخطوطات تؤيد عدم معرفة الشعب القبطى به وقت إجراء المعجزة والأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين فى تاريخ البطاركة الذى عاصر هذه الفتره ووصفها بكل دقائقها فلم يذكر القديس الأنبا ساويرس أى شئ على الإطلاق يؤيد الرواية السابقة – وفى وصفه للمقابلة الأولى بين البابا الأنبا ابرآم والقديس سمعان ذكر أن سمعان إشترط على البابا ابرآم ألا يعلم أحد بسيرته إلا بعد إنتقاله من هذا العالم .. ووعده البابا بذلك , ومن أكبر الأدله على ذلك ما قاله [ ووقف الرجل – القديس سمعان – ولم يكن فى الجمع من يعرفه إلا البطرك وحده ] فمن أين عرف الناس انه ألقى بنفسه تحت الجبل أو بداخله وفى وصف الأنبا يوساب أسقف فوة فى القرن الثانى عشر الميلادى للمقابلة الأولى والقديس سمعان للبابا [ والآن أسألك ألا تبيح بسرى وألا تعلم بى أحد وأنا أكون خلفك - فوقت أن تسجد أسجد معك ووقت أن تصلب ( ترشم الصليب ) أصلب معك من غير أن تعرف أحداً ]
والحقيقة أن قديس الجبل إختفى من وراء الأنبا أبرآم البطرك بدون أن يشعر به أحد فالناس تنتبه إلى العظماء وأصحاب المراكز أما الفقراء فلا يتبه لهم احد والأنبا ساويرس أيد إختفائه فى كتابه تاريخ البطاركة فقال [ فلما إهتدوا – أى هدأ الناس – إلتفت البطرك يطلب الرجل القديس – سمعان الخراز – فلم يجده ] والأنبا يوساب قال فى نفس المعنى فى مخطوطة بدير السريان العامر فقال : [ ثم إلتفت البطرك يطلب الدباغ – القديس سمعان – فلم يجده ]
رفات القديس سمعان بالكاتدرائية بالدير
كيف إكتشف الأقباط جسد القديس سمعان الدباغ المعروف بالخراز ؟
فى عام 1989 م كان أحد الخدام يبحث عن رفاة القديسين والشهداء المدفونين فى مصر القديمة ومنهم سمعان الدباغ – ونتيجه لأبحاثه فى المراجع التاليه أنه إكتشف أنه مدفون فى مدافن تسمى بركة الحبش فى مصر القديمة :-
سنكسار يوم 19 ابيب – نياحة القديس الأنبا يؤنس العاشر البابا (85) [ فى مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1085ش - 13 يوليو 1369م تنيح البابا يؤنس العاشر .. ودُفن بجوار سمعان الخراز ... ]
وفى كتاب البطاركة للأنبا يوساب : سيرة البابا يؤنس العاشر [ وتنيح ودفن بالحبش بجوار قبر الخراز ]
سنكسار يوم 3 بشنس نياحة الأنبا غبريال الرابع البابا ( 86) [ وفى مثل هذا اليوم من سنة 1094ش ( أبريل سنة 1378م ) تنيح البابا غبريال .. ودُفن بالحبش بجوار الخراز ]
وفى كتاب تاريخ البطاركة للأنبا يوساب : سيرة البابا غبريال الرابع [ وتنيح ودُفن بالحبش بجوار الخراز ]
ونتيجه لما سبق يتضح أن القديس سمعان الخراز مدفون بمصر القديمة وبالتحديد فى مدافن تعرف بمدافن الحبش – وأيضاً مدفون بجوار إثنين من الآباء البطاركة .
وفى عام 1991 م دبرت العناية الإلهية البدء فى ترميم كنيسة العذراء الأثرية فى بابليون الدرج بمصر القديمة – وفى يوم الحد الموافق 4/8/1991م تم العثور على هيكل عظمى أثناء عمليات الترميم وخلال إجراء الحفر الملاصق للحائط القبلى للكنيسة من الخارج وبالتحديد على عمق ثلاثة أمتار – وعند ظهور الهيكل حلت رهبة إلهية وفرحه روحيه لم يسبق لها مثيل على جميع الحاضرين وشعر الجميع أن الجو ملئ بصفوف غير منظوره من الكائنات الروحية ترفرف على المكان –
هذا الهيكل العظمى هو لشخص تنيح فى آواخر الأربعينات واوئل الخمسينات من عمره .. قصير القامة صغير الحجم ملامحه رائعة وجميلة جداً , ومن الأمور الغريبه أن شعر رأسه بقى كما هو سليم ولم يتحلل بالرغم من الرطوبة العالية الموجودة بهذا المكان – ويدل هذا الشعر على أن صاحب الجسد هو أصلع الراس غزير الشعر جدا من الخلف إذ يصل شعره إلى أسفل خلف عنقه ووجد أيضاً بجوار الحفر من ناحية أخرى بخارج كنيسة القديسين اباكير ويوحنا فى نفس المكان , جره من الفخار يزيد عمرها على الألف سنة - وهذا يؤكد أنها ملك لهذا المدفون فى هذه المكان وأنه سمعان الخراز وهى علامة إرتباط الجرة بالجسد وهذه الجرة موجودة الآن بالمقصورة الخاصة بسمعان الخراز بكنيسته بالمقطم بالقاهرة وحتى الآن لم يتمكن أحد أن يحدد بالتأكيد من هو صاحب هذا الجسد ؟ أو أنه هو للقديس سمعان الخراز ولكن بقى شئ واحد يمكن الإعتماد عليه وهو أيقونة الأنبا أبرآم مع القديس سمعان الخراز والموجودة بكنيسة القديسة مريم العذراء ( المعلقة بمصر القديمة )
ومرسوم بها سمعان الخراز وهى تؤكد ملامحه والتى تطابق مواصفات لملامح الهيكل العظمى تطابق كامل مثل قصر القامة نوع الشعر وطوله والتوزيع التشريحى للهيكل العظمى – وإتضح أن مدافن الحبش بمصر القديمة هى ذاتها المنطقة الواقع فيها الحفر بكنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج والتى ظهر فيها رفات أكثر من 13 قديساً من بينهم آباء بطاركة – وأنبوبة بها رأس طفل شهيد وجسد القديس سمعان الخراز ووقتها كنا نتعجب من دفن البطاركة خارج الكنيسة وقدمت هذه الأبحاث إلى قداسة البابا شنودة الثالث – ثم أعلن قداسته ‘عتماده البحث وإعلان أن جسد القديس سمعان الخراز ناقل الجبل بموهبه إلهية قد أكتشف وقد أعلن ذلك خلال إجتماع قداسته بالآباء كهنة القاهرة يوم الثلاثاء الموافق 7يوليو 1992 وفى حضور صاحب النيافة الأنبا متاؤس وقد امر قداسته بتوزيع الجسد على ثلاث كنائس فقط هى
كنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج ** كنيسة السيدة العذراء – المعلقة ** كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم
وفى يوم الخميس المبارك الموافق 9 يوليو عام 1992م قام نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس بإيداع جسد قديس الجبل سمعان الخراز فى أنبوبه ووضعها فى كنيسة العذراء ببابليون الدرج مع كتابة وثيقة خاصه بذلك وهى الموجوده حاليا بجوار مقصورة القديس سمعان الخراز يكنيسة المقطم بالقاهرة وفى يوم السبت 11يوليو 1992 م وفى موكب روحى مهيب تم نقل رفات القديس العظيم إلى كنيسته فى جبل المقطم
تعليقات
إرسال تعليق