رينولد غاسير زار مديوغوريه للمرة الأولى في ايار. جاء ليستكشف سماء و نجوم مديوغوريه بما أنه عالم فلكي، وأيضاً ليشكر الرب والعذراء القديسة على نعمة شفاء ابنته سونيا وليطلب عون السماء من أجل مارك ابنه.، الذي انفصل مؤخّراً عن زوجته وابنته. قال أنه أتى يتبع النجوم، لكنه بدل اكتشاف نجم جديد اكتشف مريم. ها هي شهادته كما أدلى بها:
“كان العام الماضي عاماً صعباً بالنسبة لي ولزوجتي مورين. ابنتنا سونيا أصابها مرض خطير، وابننا مارك تركته زوجته وأخذت ابنتهما الصغيرة معها ورحلت. قلت لمورين “سنذهب في رحلة حجّ لنشكر سيّدتنا العذراء على شفاء سونيا”. كان ردّ مورين الفوري “لنذهب الى مديوغوريه”.
رينولد غاسير وزوجته مورين
لم يكن لدي اي رغبة بالذهاب الى مديوغوريه، ولم يكن الموقع الذي اختاره. لكن عند رؤيتي مدى حماس زوجتي لم أعارض. لم أزرها قبل ذلك لكن زوجتي كانت قد قامت بزيارتها مرّتين سابقتين. وبصراحة لم تتوقّف عن الحديث عن زياراتها لها.
عند وصولنا الى مديوغوريه كان لدينا برنامج مرتّب مسبقاً.
في أحد الأيام الأولى ذهبنا لسماع شهادة إيفان – أحد الرؤاة. عندما سألتني مورين ما رأيك فيما قال؟” أجبتها “إنّه كان مستعد جيداً”. عندما يشاهد الحجّاج الشمس تتحرّك في السماء وتتصرّف بشكل يفوق العقل، بالطبع أعطيتهم تفسيراً منطقي للظاهرة- فأنا ألقي المحاضرات عن الشمس والكواكب في وطني. عندما شاهدت تمثال المسيح القائم المصنوع من البرونز يخرج من ركبته سائل يلتقطه الحجّاج بمناديلهم، بالطبع أعطيهم شرحاً علميّاً جيداً عن ذلك, لكن عليّ القول أنّ القداديس التي شاركنا فيها كانت مميّزة جدّاً وقد صلّيت من أجل أولادنا.”
مراقبة النجوم
بما أنني اهوى السماء والنجوم، فقد كنت قادراً على الإستفادة من مراقبة سماء مظلمة تنيرها مجموعات كبيرة من النجوم، ولا يعكّر صفوها مسابيح المدن الكهربائية وأضوية بناياتها ومعالمها. صعدت جبل كريزفاك في منتصف الليلة الأولى لوصولنا، وقضيت أربع ساعات على قمّة الجبل أراقب نجوم مديوغوريه وأنظر الى السماء. في يوم آخر مشيت 10 أميال تقريباً، صعوداً الى تلّة أخرى بالقرب من مديوغوريه، وعدت حوالي الساعة الثانية صباحاً.
في اليوم التالي، كنت أخطّط لقضاء ليلة أخرى في المراقبة. لكن لمورين كانت رغبة أخرى. قالت أن إيفان سوف يذهب الى تلّة الظهورات لتلقّي ظهور السيّدة العذراء في العاشرة ليلاً عند تمثال ملكة السلام. ووجّه دعوة الى جميع الحجّاج للمشاركة معه في الصلاة وحضور الظهور. فأجتبها بأنّني لست معني بالذهاب، لأنني أرغب بالذهاب الى مكان آخر.
لكن مورين قالت بما أن اليوم يصادف الذكرى ال 35 لزواجهما، فهي تتمنّى أن أرافقها.
صعود تلّة الظهورات
كانت المصابيح والمشاعل ضرورية في تسلّق تلّة الظهورات في الليل، فالطريق صخرية ومظلمة الى الصليب الكبير وتمثال العذراء الأبيض على قمّة التلّة. مئات بل آلاف الحجّاج كانوا يسبقوننا وهم يرتّلون الأناشيد المريمية ويتلون الوردية في عدّة لغات في صمت الظلام. والعجيب أنني وجدت تناغم رائع بالرغم من اختلاف اللغات .
في العاشرة ليلاً طلب إيفان من الجموع أن يركعوا وغمر المكان سلام وسكون عجيب يصعب وصفه. لكنه كان ملموساً في ذلك المكان المميّز.
رينولد غاسير على تلة الظهورات
بعد انتهاء الظهور، ظهرت أشعّة واسعة من نور تقطع السماء في كل الإتّجاهات، وتضيء الحجّاج الساجدين والواقفين أو الجالسين على الصخور, هذه المرّة لم أستطع إعطاء تفسير علمي او منطقي لما شاهدت. فاضطررت الى قبول الواقع بأن هذا أمراً يفوق الطبيعة.
كانت السماء رائعة. بدت كل الأبراج في أفضل حالاتها كما لم أشاهدها من قبل. وغني عن القول أنه كان بحوزتي منظار 8 × 56 وأطلس السماء. وكنت أعرف أنني سأضطر الى الانتظار حتى ينزل جميع الحجاج قبل أن أتمكن من بدء جلسة تأملّي نجوم مديوغوريه . كنت مسروراً جدا أن أتمكن من الجمع بين مراقبة النجوم والحج، وشعرت بأمان وراحة خاصة بالقرب من الصليب الكبير وتمثال سيّدتنا العذراء الأبيض. رفعت عينيّ الى السماء متتبعاً مجموعات النجوم شاهدت بالعين المجرّدة مجموعة النجوم التي تكوّن برج العذراء والميزان، ومررت بنظري على مجموعة العقرب. بحلول ذلك الوقت غادر الحجّاج كلهم تقريبا قد لمحت بعض السيدات يرتلن افي ماريا بصمت تقريباً، وثم غادروا هم أيضا بصمت في طريقهم إلى أسفل.
ظهور مريم العذراء
بحلول ذلك الوقت كنت أبحث في كوكبة برج العقرب المنخفضة أسفل في الأفق الجنوبي. في تلك اللحظة بدأت سيدة شابة في الغناء أمام تمثال العذراء الأبيض، بأسلوب مؤثر روحي للغاية، بينما صديقتها وقفت بجوارها. نظرت نحو الصليب الكبير فلمحت شيئا ما، اعتقدت في البداية أنه شخصين، لكنه بدأ تشكّل شخصية واحدة، ازدادت وضوحاً أكثر فأكثر، إلى أن بانت لي سيدة شابة رائعة الجمال وأنيقة للغاية، كاملة في قوامها وملامحها. كانت ترتدي حجاباً أبيضاً على رأسها، وثوباً أزرقاً ملكيّاً مذهّباً مشرقاً، ألواناً لا يوجد شبيهاً لها على الأرض، تشرق أنواراً ليست معروفة. أجد نفسي غير قادر على وصفها مهما حاولت. ولا يمكنني أيضاً وصف جمالها المذهل في كلمات. وشعرت برعشات باردة تنزل أسفل عمودي الفقري.
جنحت أفكاري إلى حياتي الماضية بكل ما عندي من النواقص والأخطاء فصرخت مرتين بصوت عالٍ، “لماذا لي أنا؟ لماذا لي انا؟ “- كنت أدرك بكل حواسي بأنها السيّدة العذراء. بينما وقفت هناك في رهبة، رأيت أنها كانت تستمع إلى الفتاة التي ترتّل وتصبّ قلبها في ترنيمتها الروحية. استعدت هدوئي وفكرت، هل فقدت عقلي، فانحنيت لألتقط المنظار عن الأرض رغبة مني في مشاهدتها بشكل أفضل، لأنها كانت بعيدة عني حوالي 10 ياردات. لكن دون جدوى، عدسة التكبير لا تعمل، وكانت العذراء لا تزال كما شاهدتها. أنزلت المنظار ونظرت في وجهها مرة أخرى. عند تلك اللحظة انتهت الشابة من الترنيم واختفت سيدتنا العذراء وتلاشت الرؤية في الظلام الدامس. بقيت واقفاً هناك هناك يتملكّني شعور عارم من الذهول وفي حالة صدمة.
بدأت الشابتين تشقّان طريقهما الى أسفل التلّة. وبسرعة جمعت أغراضي وتوجّهت نحو التمثال الأبيض وصرخت الى الصبيّتين، ” عذراً,، لو سمحتما!” لم أرد أن أخيفهما لكنهما أجابتاني بكل لطافة ” أهلا”. سألتهما بتأثّر”هل رأيتُماها؟ هل رأيتماها” أجابتا “رأينا ماذا؟” قلت مشيراً للصليب، “لقد كانت هناك! كانت هناك! كانت تستمع اليك وأنت ترنّمين”. ثم صوّبت مصباحي نحو النقطة التي ظهرت فيها. “كانت تستمع لكِ، لا بدّ أنها ظهرت لكِ”. أجابت الصبيّتان معاً “كلّا. هي ظهرت لك انت، من أجلك انت، نحن لم نرها”. ثم غمرتاني بعناق .
قالت الفتاة التي كانت ترتّل أنها اليوم اتّخذت أهم قرار في حياتها وطوال النهار كانت قلقة ومرتبكة، بالأخص عند وقوفها أمام التمثال. لكنها الآن تشعر بأنّ كل شيء بات واضحاً ومفهوماً لها. ثمّ رتلّت ترنيمتين لمريم العذراء وافترقنا.
مشيت من التلة عائداً الى مديوغوريه وكنت أنظر الى السماء كانت السماء صافية ومليئة بالنجوم. كان بإمكاني أن أشاهد مجموعة برج العقرب وغيرها من المجموعات بكل سهولة ووضوح، لكنّني لم أرى سوى ملامح السيّدة الرائعة الجمال التي شاهدتها واقفة على يمين المصلوب بالقرب من تمثالها الأبيض. كانت الساعة 2:00 صباحاً حين وصلت الى الغرفة في الفندق. أيقظت مورين التي قالت لي “هوايتك هذه أصبحت هاجساً مزعجاً” . قلت لها “شيئاً غريباً حدث لي عند التلّة” فرأت في الحال أنّني متأثّر للغاية، وحدّثتها بكل ما جرى”.
قرّرنا أن لا أقوم بشيء إلا بعد أن أستشير كاهن. فذهبت في صباح اليوم التالي الى الكنيسة واعترفت عند كاهن قدّيس وأخبرته بكل ما حصل معي، وطلبت أن يرشدني بما عليّ فعله. كانت نصيحته أن أشارك الأخرين في تجربتي ولا أكتم الأمر.
الآن لا بد لي أن أوضح أمراً. السيّدة العذراء لم تقل لي شيئاً، ويمكنكم استخلاص الإستنتاج الذي تريدون من تجربتي. انا أيضاً فعلت. فبالنسبة لي ستبقى دائماً سيّدة مديوغوريه، ملكة السلام، وملكة النجوم والكواكب… هي التي سمحت لي بمشاهدتها!”
“كان العام الماضي عاماً صعباً بالنسبة لي ولزوجتي مورين. ابنتنا سونيا أصابها مرض خطير، وابننا مارك تركته زوجته وأخذت ابنتهما الصغيرة معها ورحلت. قلت لمورين “سنذهب في رحلة حجّ لنشكر سيّدتنا العذراء على شفاء سونيا”. كان ردّ مورين الفوري “لنذهب الى مديوغوريه”.
رينولد غاسير وزوجته مورين
لم يكن لدي اي رغبة بالذهاب الى مديوغوريه، ولم يكن الموقع الذي اختاره. لكن عند رؤيتي مدى حماس زوجتي لم أعارض. لم أزرها قبل ذلك لكن زوجتي كانت قد قامت بزيارتها مرّتين سابقتين. وبصراحة لم تتوقّف عن الحديث عن زياراتها لها.
عند وصولنا الى مديوغوريه كان لدينا برنامج مرتّب مسبقاً.
في أحد الأيام الأولى ذهبنا لسماع شهادة إيفان – أحد الرؤاة. عندما سألتني مورين ما رأيك فيما قال؟” أجبتها “إنّه كان مستعد جيداً”. عندما يشاهد الحجّاج الشمس تتحرّك في السماء وتتصرّف بشكل يفوق العقل، بالطبع أعطيتهم تفسيراً منطقي للظاهرة- فأنا ألقي المحاضرات عن الشمس والكواكب في وطني. عندما شاهدت تمثال المسيح القائم المصنوع من البرونز يخرج من ركبته سائل يلتقطه الحجّاج بمناديلهم، بالطبع أعطيهم شرحاً علميّاً جيداً عن ذلك, لكن عليّ القول أنّ القداديس التي شاركنا فيها كانت مميّزة جدّاً وقد صلّيت من أجل أولادنا.”
مراقبة النجوم
بما أنني اهوى السماء والنجوم، فقد كنت قادراً على الإستفادة من مراقبة سماء مظلمة تنيرها مجموعات كبيرة من النجوم، ولا يعكّر صفوها مسابيح المدن الكهربائية وأضوية بناياتها ومعالمها. صعدت جبل كريزفاك في منتصف الليلة الأولى لوصولنا، وقضيت أربع ساعات على قمّة الجبل أراقب نجوم مديوغوريه وأنظر الى السماء. في يوم آخر مشيت 10 أميال تقريباً، صعوداً الى تلّة أخرى بالقرب من مديوغوريه، وعدت حوالي الساعة الثانية صباحاً.
في اليوم التالي، كنت أخطّط لقضاء ليلة أخرى في المراقبة. لكن لمورين كانت رغبة أخرى. قالت أن إيفان سوف يذهب الى تلّة الظهورات لتلقّي ظهور السيّدة العذراء في العاشرة ليلاً عند تمثال ملكة السلام. ووجّه دعوة الى جميع الحجّاج للمشاركة معه في الصلاة وحضور الظهور. فأجتبها بأنّني لست معني بالذهاب، لأنني أرغب بالذهاب الى مكان آخر.
لكن مورين قالت بما أن اليوم يصادف الذكرى ال 35 لزواجهما، فهي تتمنّى أن أرافقها.
صعود تلّة الظهورات
كانت المصابيح والمشاعل ضرورية في تسلّق تلّة الظهورات في الليل، فالطريق صخرية ومظلمة الى الصليب الكبير وتمثال العذراء الأبيض على قمّة التلّة. مئات بل آلاف الحجّاج كانوا يسبقوننا وهم يرتّلون الأناشيد المريمية ويتلون الوردية في عدّة لغات في صمت الظلام. والعجيب أنني وجدت تناغم رائع بالرغم من اختلاف اللغات .
في العاشرة ليلاً طلب إيفان من الجموع أن يركعوا وغمر المكان سلام وسكون عجيب يصعب وصفه. لكنه كان ملموساً في ذلك المكان المميّز.
رينولد غاسير على تلة الظهورات
بعد انتهاء الظهور، ظهرت أشعّة واسعة من نور تقطع السماء في كل الإتّجاهات، وتضيء الحجّاج الساجدين والواقفين أو الجالسين على الصخور, هذه المرّة لم أستطع إعطاء تفسير علمي او منطقي لما شاهدت. فاضطررت الى قبول الواقع بأن هذا أمراً يفوق الطبيعة.
كانت السماء رائعة. بدت كل الأبراج في أفضل حالاتها كما لم أشاهدها من قبل. وغني عن القول أنه كان بحوزتي منظار 8 × 56 وأطلس السماء. وكنت أعرف أنني سأضطر الى الانتظار حتى ينزل جميع الحجاج قبل أن أتمكن من بدء جلسة تأملّي نجوم مديوغوريه . كنت مسروراً جدا أن أتمكن من الجمع بين مراقبة النجوم والحج، وشعرت بأمان وراحة خاصة بالقرب من الصليب الكبير وتمثال سيّدتنا العذراء الأبيض. رفعت عينيّ الى السماء متتبعاً مجموعات النجوم شاهدت بالعين المجرّدة مجموعة النجوم التي تكوّن برج العذراء والميزان، ومررت بنظري على مجموعة العقرب. بحلول ذلك الوقت غادر الحجّاج كلهم تقريبا قد لمحت بعض السيدات يرتلن افي ماريا بصمت تقريباً، وثم غادروا هم أيضا بصمت في طريقهم إلى أسفل.
ظهور مريم العذراء
بحلول ذلك الوقت كنت أبحث في كوكبة برج العقرب المنخفضة أسفل في الأفق الجنوبي. في تلك اللحظة بدأت سيدة شابة في الغناء أمام تمثال العذراء الأبيض، بأسلوب مؤثر روحي للغاية، بينما صديقتها وقفت بجوارها. نظرت نحو الصليب الكبير فلمحت شيئا ما، اعتقدت في البداية أنه شخصين، لكنه بدأ تشكّل شخصية واحدة، ازدادت وضوحاً أكثر فأكثر، إلى أن بانت لي سيدة شابة رائعة الجمال وأنيقة للغاية، كاملة في قوامها وملامحها. كانت ترتدي حجاباً أبيضاً على رأسها، وثوباً أزرقاً ملكيّاً مذهّباً مشرقاً، ألواناً لا يوجد شبيهاً لها على الأرض، تشرق أنواراً ليست معروفة. أجد نفسي غير قادر على وصفها مهما حاولت. ولا يمكنني أيضاً وصف جمالها المذهل في كلمات. وشعرت برعشات باردة تنزل أسفل عمودي الفقري.
جنحت أفكاري إلى حياتي الماضية بكل ما عندي من النواقص والأخطاء فصرخت مرتين بصوت عالٍ، “لماذا لي أنا؟ لماذا لي انا؟ “- كنت أدرك بكل حواسي بأنها السيّدة العذراء. بينما وقفت هناك في رهبة، رأيت أنها كانت تستمع إلى الفتاة التي ترتّل وتصبّ قلبها في ترنيمتها الروحية. استعدت هدوئي وفكرت، هل فقدت عقلي، فانحنيت لألتقط المنظار عن الأرض رغبة مني في مشاهدتها بشكل أفضل، لأنها كانت بعيدة عني حوالي 10 ياردات. لكن دون جدوى، عدسة التكبير لا تعمل، وكانت العذراء لا تزال كما شاهدتها. أنزلت المنظار ونظرت في وجهها مرة أخرى. عند تلك اللحظة انتهت الشابة من الترنيم واختفت سيدتنا العذراء وتلاشت الرؤية في الظلام الدامس. بقيت واقفاً هناك هناك يتملكّني شعور عارم من الذهول وفي حالة صدمة.
بدأت الشابتين تشقّان طريقهما الى أسفل التلّة. وبسرعة جمعت أغراضي وتوجّهت نحو التمثال الأبيض وصرخت الى الصبيّتين، ” عذراً,، لو سمحتما!” لم أرد أن أخيفهما لكنهما أجابتاني بكل لطافة ” أهلا”. سألتهما بتأثّر”هل رأيتُماها؟ هل رأيتماها” أجابتا “رأينا ماذا؟” قلت مشيراً للصليب، “لقد كانت هناك! كانت هناك! كانت تستمع اليك وأنت ترنّمين”. ثم صوّبت مصباحي نحو النقطة التي ظهرت فيها. “كانت تستمع لكِ، لا بدّ أنها ظهرت لكِ”. أجابت الصبيّتان معاً “كلّا. هي ظهرت لك انت، من أجلك انت، نحن لم نرها”. ثم غمرتاني بعناق .
قالت الفتاة التي كانت ترتّل أنها اليوم اتّخذت أهم قرار في حياتها وطوال النهار كانت قلقة ومرتبكة، بالأخص عند وقوفها أمام التمثال. لكنها الآن تشعر بأنّ كل شيء بات واضحاً ومفهوماً لها. ثمّ رتلّت ترنيمتين لمريم العذراء وافترقنا.
مشيت من التلة عائداً الى مديوغوريه وكنت أنظر الى السماء كانت السماء صافية ومليئة بالنجوم. كان بإمكاني أن أشاهد مجموعة برج العقرب وغيرها من المجموعات بكل سهولة ووضوح، لكنّني لم أرى سوى ملامح السيّدة الرائعة الجمال التي شاهدتها واقفة على يمين المصلوب بالقرب من تمثالها الأبيض. كانت الساعة 2:00 صباحاً حين وصلت الى الغرفة في الفندق. أيقظت مورين التي قالت لي “هوايتك هذه أصبحت هاجساً مزعجاً” . قلت لها “شيئاً غريباً حدث لي عند التلّة” فرأت في الحال أنّني متأثّر للغاية، وحدّثتها بكل ما جرى”.
قرّرنا أن لا أقوم بشيء إلا بعد أن أستشير كاهن. فذهبت في صباح اليوم التالي الى الكنيسة واعترفت عند كاهن قدّيس وأخبرته بكل ما حصل معي، وطلبت أن يرشدني بما عليّ فعله. كانت نصيحته أن أشارك الأخرين في تجربتي ولا أكتم الأمر.
الآن لا بد لي أن أوضح أمراً. السيّدة العذراء لم تقل لي شيئاً، ويمكنكم استخلاص الإستنتاج الذي تريدون من تجربتي. انا أيضاً فعلت. فبالنسبة لي ستبقى دائماً سيّدة مديوغوريه، ملكة السلام، وملكة النجوم والكواكب… هي التي سمحت لي بمشاهدتها!”
تعليقات
إرسال تعليق