القائمة الرئيسية

الصفحات

اعرف لا اله الا الله فى المسيحيه والتاكيد ان التأكيد أنّ عبارة لا إله إلاَّ الله عبارة مسيحية، قبل أنّ تكون إسلاميّة.

خدمه اكثر المنشورات انتشارا
تَعْتَرِف المسيحيّة بوحدانيّة الله قبل أنْ تَعْتَرِف بمذهب التثليث. جاء مذهب الوحدانيّة أوّلاً وسبق كل اعتراف بالثالوث. وقد يظنّ البعض أنّنا مشركون، اعتقادًا منهم بأنّنا نعبد ثلاثة آلهة. ولكن، في ضوء الكتاب المقدّس، الذي هو مرجعنا الأساسيّ، سأعرض هنا نصوصًا واضحة ومريحة عن مذهب الوحدانيّة في المسيحيّة وعن التأكيد أنّ عبارة " لا إله إلاَّ الله " عبارة مسيحية، قبل أنّ تكون إسلاميّة.
يؤمن المسيحيون بإله واحد لا شريك له، غير محدود، مالئ السماوات والأرض، خالق الكل، أزلي قبل الأكوان، أبدي لا نهاية لملكه.
هذه الحقيقة واضحة تماماً في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. فيذكر لنا سفر التثنية في العهد القديم مثلاً: “اسْمَعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، فَأَحِبُّوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَقوَّتِكُمْ. التثنية6: 4. ويؤكد الرسول يعقوب في العهد الجديد على هذه العقيدة بقوله ” أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ؟ حَسَناً تَفْعَلُ !” يعقوب2: 19. وهكذا ردد المسيحيون ما يؤمنوا به عبر العصور فقالوا ” بالحقيقة نؤمن بإله واحد خالق السماوات والأرض”. قانون الإيمان النيقوي.
لكن وحدانية الله كما أعلنها لنا في كتابه المقدس هي وحدانية جامعة ومن هنا جاء مفهوم التثليث. هذا المفهوم لا يعني مطلقاً وجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض ولكن هذا المفهوم يعني أن الله الواحد:
- موجود بذاته فأعلن مسمياً نفسه ” الأب”
- ناطق بكلمته فأعلن مسمياً نفسه ” الابن – الكلمة”
- حي بروحه فأعلن مسمياً نفسه ” الروح القدس”
لذلك لا يجب أن يفهم من هذه المسميات، وجود علاقة جسدية كما في المفهوم البشري ( أب – وابن) وإنما دلالاتها روحية بالكامل. كذلك هذه المسميات لم تأت من وضع إنسان أو اختراع بشر وإنما هي كلمات الوحي الإلهي كما جاء في الكتاب المقدس.
ومن هنا يتضح لنا الاستنتاج التالي كما لخّصه لنا أحد العلماء إذ يقول ” لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلها، يكون هو نفسه بلا وجود ذاتي. ولا يمكن أن الله الذي خلق الإنسان ناطقاً، أن يكون غير ناطق بالكلمة. ولا يمكن أن الله الذي خلق الحياة في كل كائن حي، أن يكون هو غير حي بالروح. لذلك تحتم أن يكون في الله الواحد، ثالوث أقدس. وهذا هو المصطلح المعروف ” إله واحد في ثلاثة أقانيم”.
ولربما تجد صديقي هذا الأمر بالغ الصعوبة في الفهم. وأنا معك في ذلك، ولكننا نتكلم هنا عن طبيعة وشخصية خالق الأكوان، فكيف يقدر الإنسان المخلوق استيعاب كل شيء عن خالقه العظيم…..؟
لكن الله في رحمته ومحبته ترك بصماته الواضحة في طبيعة الأشياء من حولنا وهي كلها تشير إلى طبيعته سبحانه وتساعد الإنسان الباحث أن يعرف شيئاً عن خالقه. وعلى سبيل المثال، دعني أوضح:
انظر إلى لغتنا العربية الجميلة. وتأمل في حرف ” أ ” الذي هو بداية الحروف، فبوضع ضمة عليه يُقرأ ” أُ ” وبوضع فتحة عليه يُقرأ ” أَ ” ثم بوضع كسرة تحته يٌقرأ ” أِ “. إنه نفس الحرف لم تتغير طبيعته وإن تنوع في تعبيراته.
إنْ أخذنا الموضوع من ناحية أخرى وتساءلّنا: هل العقل السليم يستطيع أنْ يصل إلى إثبات هذه الحقيقة ( أنَّ لا إله إلاَّ واحد ) بالتفسير المنطقي؟ بالطبع نعم، لأنّنا، عندما نلفظ كلمة: " الله "، ماذا نقصد بها؟ الله هو الكائن الذي يشمل في ذاته كلّ الوجود وكلّ الممكن وكلّ المستحيل. هذا هو الله. فإنْ افترضنا وجود إله آخر بجواره، خارج دائرة الألوهيّة، نفينا كيانه كشامل الكلّ. فالله لا يكون إلاَّ إذا شمل ذلك الكائن الآخر الذي بجواره، لأنَّ الله يجب أنْ يشمل في ذاته كلّ الوجود. فتصبح دائرة الألوهيّة بلا حدود، ليس في خارجها شيء ولا شخص ولا كائن مادّي أو روحيّ أو أرضيّ أو سمائيّ، أيًّا كان. فحين نقول: " هناك ثلاثة آلهة "، يكون كلامنا مناقضًا لذاته. فإذا افترضنا أنَّ الآلهة الثلاثة تقاسموا الوجود أو الألوهيّة، يعي قلنا إنّ تعريف الإله لا ينطبق على أحدهم، لأنَّ كلمة الله شاملة لكلّ الوجود
إذن فإنَّ معطيات الدين المسيحيّ ومعطيات العقل والفلسفة تتقابل لإعلان وحدانيّة الله

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات