بطل الإجهاض abortion، الطبيب ستويان أداسيفيك، الذي قام بإجراء 48،000 عملية إجهاض abortion، وقد بلغ احياناً عددها في اليوم الواحد الى 35 عملية، هو الآن أهم قائد لمؤيدي الحياة، في صربيا، بعد 26 عاماً اشتهر بوصفه طبيب الإجهاض abortion الأكثر شهرة في البلاد.
لسنوات طويلة كان مقتنعاً ان الإجهاض abortion كما يُدرّس في الكلّيات الطبية والكتب المدرسية، هو إجراء لا يختلف عن عملية إزالة الزائدة من الأمعاء. الفرق الوحيد هو في نوع العضو. أنسجة جينينية في الحالة الأولى وقطعة من الأمعاء في الأخرى. بدأت الشكوك تساوره في الثمانينات حين وصل الى المستشفيات اليوغوسلافية جهاز الموجات الفوق صوتية (ultrasound). كان ذلك أول مرة يشاهد أداسيفيك على شاشة ما كان حتى ذلك الحين غير مرئي له – داخل رحم المرأة- الجنين حي ! يمصّ إبهامه، يحرّك يديه ورجليه. لكنه مع ذلك تابع ممارسة الإجهاض abortion. كنت أنظر دون أن أرى. لكن كل شيء تبدّل عندما بدأت أعاني من الكوابيس في أواخر الثمانينات.
يصف الطبيب ارتداده :
“في الواقع، كان نفس الحلم يتكرّر ، يطاردني كل ليلة، يوماً بعد يوم، اسبوعاً بعد أسبوع، شهراً بعد شهر.
حلمت أنني أسير في مرج مشمس. نمت فيه الزهور الجميلة، والفراشات الملوّنة تطير في الهواء، والجو لطيف جداً. لكن على الرغم من ذلك كان يمتلكني القلق الشديد. فجأة امتلأ المرج بالأولاد. يلعبون ويضحكون. تتراوح أعمارهم ما بين 4-24 . كلّهم يتمتع بجمال أخّاذ . بدا لي على وجه الخصوص ان صبي واحد وإثنتين من الفتيات شكلهم مألوف للغاية. لكني لم أستطع التذكّر من أين أعرفهم. وعندما حاولت التحدّث اليهم ، لاذوا بالفرار مرعوبين وهم يصرخون ويبكون. في ناحية قريبة وقف رجلٌ بلباس اسود وأبيض، يراقب باهتمام وصمت.”
كل ليلة كان أداسيفيك يستيقظ مرعوباً ويبقى للصباح غير قادر على النوم. كل العلاجات العشبية والحبوب ضد الأرق لم تساعد بشيء.
في إحدى الليالي حلم أنه بدأ يطارد الأولاد وأمسك بأحدهم. لكن الطفل بدأ يصرخ مرعوباً:”النجدة، قاتل! انجدوني من القاتل!”.حينئذٍ تحوّل الرجل الذي يرتدي الثوب الأسود والأبيض الى نسر وحمل الصبي بعيداً.
استيقظ أداسيفيك وهو يشعر بالحرارة كأنه محموماً بالرغم من برودة الغرفة، وقلبه يضرب كالمطرقة بين ضلوعه، وجسده مبلّلاً بالعرَق البارد.
قرّر أنه سيسأل الرجل عمّن يكون. متمنّياً أنه بذلك تنتهي الكوابيس. في الليلة التالية أقترب في الحلم من الرجل وسأله عمّن يكون. فأجابه :”حتى إن قلت لك عن اسمي فلن يعني لك شيئاً”. لكن الطبيب أصرّ . فأجابه :”أنا توما الأكويني”. لكن بما أنني تلقّيت تعليمي في المدارس الشيوعية ، لم أكن قد سمعت قط عن القديس الدومينيكاني العبقري. وبالفعل لم يعني لي إسمه شيئاً”.لماذا لا تسألني من هم هؤلاء الأولاد؟” قال :”ألا يمكنك التعرّف عليهم؟حين قلت لا، أجابني:”ليس صحيحاً، أنك تعرفهم جيداً. إنهم أولئك الذين قتلتهم انت بعمليات الإجهاض”.
“كيف يكون ذلك ممكناً؟” هؤلاء أطفال وأولاد بالغين. وأنا لم أقتل أبداً طفل مولود.”
أجابني القديس توما :”ألا تعلم أنه هنا، على هذا الجانب يستمر الأطفال بالنمو؟”
لكنني رفضت قبول كلامه وأجبت :”لكن لم يسبق لي أن قتلت شاب يبلغ العشرين من العمر”.
“لقد قتلته قبل عشرين عاماً”. قال الراهب:”عندما كان عمره ثلاثة أشهر.”
عند ذلك تعرّف أداسيفيك على الصبي والفتاتين. إنهم يشبهون أناس يعرفهم جيداً
الصبي يشبه صديقه المقرّب ، كان قد أجرى عملية إجهاض لزوجته. اما الفتاتين فقد تعرّف الطبيب على كل من والدتيهما إحداهما هي صديقة ابن عمّه..
“عندها استيقظت مذهولاً وقرّرت عدم القيام بأي عملية إجهاض أخرى”.
في اليوم عينه جاء الى المستشفى ابن عمّ له ومعه صديقته الحامل في الشهر الرابع، والتي أرادت إجراء عملية إجهاض تاسعة – أمراً يعتبر عادياً في الدول السوفياتية. في البدء رفض إجراء العملية لكن مع إصرار ورجاء ابن عمه عاد ووافق. لكن بينما كان يقوم كالمتّبع بإزالة الجنين قطعة بعد قطعة، شاهد يد الجنين ومن بعدها رجله تتحرك بعد أن كان يلقيها في وعاء. وحين أخرج جسد الجنين الممزّق شاهد الصدر يرتفع وينقبض مع كل نبضة حتى توقّفت نبضات القلب الصغير الأخيرة بين يديه. في تلك اللحظة أدرك أداسيفيك أنه قتل إنسان !”
بعد تلك التجربة أعلن أداسيفيك لإدارة المستشفى أنه لن يقوم بعد اليوم بإجراء عمليات إجهاض abortion. لم يسبق لطبيب في يوغوسلافيا الشيوعية أن رفض القيام بذلك. حاولت السلطات إقناعه بتغيير رأيه دون جدوى. فخفضوا راتبه الى النصف، وأقالوا ابنته من عملها ولم يسمحوا لإبنه بدخول الجامعة.
قاوم الضغوطات والمصاعب التي وضعتها الحكومة في طريقه لمدة سنتين. وبينما كان الطبيب على وشك الإستسلام، جاءه القديس توما الإكويني في الحلم مرة أخرى :
” استمر يا صديقي الطيّب ولا تيأس”. فتشجّع الطبيب وأصبح من أهم المشاركين في الحركة المؤيدة للحياة التي تحارب الإجهاض وتقوم بتوعية الفتيات والنساء في كل ما يخص عمليات الإجهاض. ونجح بجعل قناة التلفزيون اليوغوسلافي أن يعرض فيلم عن الإجهاض “الصرخة الصامتة” للدكتور برنارد ناثانسون، مرّتين !
منذ ذلك الوقت والطبيب أداسيفيك يجوب بلاد شرق اوروبا ويلبّي دعوة كل من يطلبه في تقديم شهادة حياته وخبرته.
وذلك في مقابلات أجريت معه في محطات التلفاز وبمحاضرات يلقيها في الجامعات والمدارس . وبإحياء ندوات خاصة لمحاربة الإجهاض abortion. كما نشرت قصّته العديد من الجرائد والمجلات.
عاد الطبيب الى إيمانه المسيحي ودرس كتابات القديس توما الإكويني.
ووجد تفسيراً لماذا الله اختار هذا القديس بالذات ليظهر له . يقول الطبيب أداسيفيك :
“كتب القديس توما متأثّراً برأي أرسطو، أن الحياة البشرية تبدأ أربعين يوماً بعد الإخصاب. ربما لهذا السبب أتاني بالحلم: ليكفّر عن هذا الخطأ”.
واليوم، سنين عديدة بعد ذلك، ما زال الطبيب الصربي يجوب العالم ويُحارب من أجل حياة الذين لم يولدوا بعد.
لسنوات طويلة كان مقتنعاً ان الإجهاض abortion كما يُدرّس في الكلّيات الطبية والكتب المدرسية، هو إجراء لا يختلف عن عملية إزالة الزائدة من الأمعاء. الفرق الوحيد هو في نوع العضو. أنسجة جينينية في الحالة الأولى وقطعة من الأمعاء في الأخرى. بدأت الشكوك تساوره في الثمانينات حين وصل الى المستشفيات اليوغوسلافية جهاز الموجات الفوق صوتية (ultrasound). كان ذلك أول مرة يشاهد أداسيفيك على شاشة ما كان حتى ذلك الحين غير مرئي له – داخل رحم المرأة- الجنين حي ! يمصّ إبهامه، يحرّك يديه ورجليه. لكنه مع ذلك تابع ممارسة الإجهاض abortion. كنت أنظر دون أن أرى. لكن كل شيء تبدّل عندما بدأت أعاني من الكوابيس في أواخر الثمانينات.
يصف الطبيب ارتداده :
“في الواقع، كان نفس الحلم يتكرّر ، يطاردني كل ليلة، يوماً بعد يوم، اسبوعاً بعد أسبوع، شهراً بعد شهر.
حلمت أنني أسير في مرج مشمس. نمت فيه الزهور الجميلة، والفراشات الملوّنة تطير في الهواء، والجو لطيف جداً. لكن على الرغم من ذلك كان يمتلكني القلق الشديد. فجأة امتلأ المرج بالأولاد. يلعبون ويضحكون. تتراوح أعمارهم ما بين 4-24 . كلّهم يتمتع بجمال أخّاذ . بدا لي على وجه الخصوص ان صبي واحد وإثنتين من الفتيات شكلهم مألوف للغاية. لكني لم أستطع التذكّر من أين أعرفهم. وعندما حاولت التحدّث اليهم ، لاذوا بالفرار مرعوبين وهم يصرخون ويبكون. في ناحية قريبة وقف رجلٌ بلباس اسود وأبيض، يراقب باهتمام وصمت.”
كل ليلة كان أداسيفيك يستيقظ مرعوباً ويبقى للصباح غير قادر على النوم. كل العلاجات العشبية والحبوب ضد الأرق لم تساعد بشيء.
في إحدى الليالي حلم أنه بدأ يطارد الأولاد وأمسك بأحدهم. لكن الطفل بدأ يصرخ مرعوباً:”النجدة، قاتل! انجدوني من القاتل!”.حينئذٍ تحوّل الرجل الذي يرتدي الثوب الأسود والأبيض الى نسر وحمل الصبي بعيداً.
استيقظ أداسيفيك وهو يشعر بالحرارة كأنه محموماً بالرغم من برودة الغرفة، وقلبه يضرب كالمطرقة بين ضلوعه، وجسده مبلّلاً بالعرَق البارد.
قرّر أنه سيسأل الرجل عمّن يكون. متمنّياً أنه بذلك تنتهي الكوابيس. في الليلة التالية أقترب في الحلم من الرجل وسأله عمّن يكون. فأجابه :”حتى إن قلت لك عن اسمي فلن يعني لك شيئاً”. لكن الطبيب أصرّ . فأجابه :”أنا توما الأكويني”. لكن بما أنني تلقّيت تعليمي في المدارس الشيوعية ، لم أكن قد سمعت قط عن القديس الدومينيكاني العبقري. وبالفعل لم يعني لي إسمه شيئاً”.لماذا لا تسألني من هم هؤلاء الأولاد؟” قال :”ألا يمكنك التعرّف عليهم؟حين قلت لا، أجابني:”ليس صحيحاً، أنك تعرفهم جيداً. إنهم أولئك الذين قتلتهم انت بعمليات الإجهاض”.
“كيف يكون ذلك ممكناً؟” هؤلاء أطفال وأولاد بالغين. وأنا لم أقتل أبداً طفل مولود.”
أجابني القديس توما :”ألا تعلم أنه هنا، على هذا الجانب يستمر الأطفال بالنمو؟”
لكنني رفضت قبول كلامه وأجبت :”لكن لم يسبق لي أن قتلت شاب يبلغ العشرين من العمر”.
“لقد قتلته قبل عشرين عاماً”. قال الراهب:”عندما كان عمره ثلاثة أشهر.”
عند ذلك تعرّف أداسيفيك على الصبي والفتاتين. إنهم يشبهون أناس يعرفهم جيداً
الصبي يشبه صديقه المقرّب ، كان قد أجرى عملية إجهاض لزوجته. اما الفتاتين فقد تعرّف الطبيب على كل من والدتيهما إحداهما هي صديقة ابن عمّه..
“عندها استيقظت مذهولاً وقرّرت عدم القيام بأي عملية إجهاض أخرى”.
في اليوم عينه جاء الى المستشفى ابن عمّ له ومعه صديقته الحامل في الشهر الرابع، والتي أرادت إجراء عملية إجهاض تاسعة – أمراً يعتبر عادياً في الدول السوفياتية. في البدء رفض إجراء العملية لكن مع إصرار ورجاء ابن عمه عاد ووافق. لكن بينما كان يقوم كالمتّبع بإزالة الجنين قطعة بعد قطعة، شاهد يد الجنين ومن بعدها رجله تتحرك بعد أن كان يلقيها في وعاء. وحين أخرج جسد الجنين الممزّق شاهد الصدر يرتفع وينقبض مع كل نبضة حتى توقّفت نبضات القلب الصغير الأخيرة بين يديه. في تلك اللحظة أدرك أداسيفيك أنه قتل إنسان !”
بعد تلك التجربة أعلن أداسيفيك لإدارة المستشفى أنه لن يقوم بعد اليوم بإجراء عمليات إجهاض abortion. لم يسبق لطبيب في يوغوسلافيا الشيوعية أن رفض القيام بذلك. حاولت السلطات إقناعه بتغيير رأيه دون جدوى. فخفضوا راتبه الى النصف، وأقالوا ابنته من عملها ولم يسمحوا لإبنه بدخول الجامعة.
قاوم الضغوطات والمصاعب التي وضعتها الحكومة في طريقه لمدة سنتين. وبينما كان الطبيب على وشك الإستسلام، جاءه القديس توما الإكويني في الحلم مرة أخرى :
” استمر يا صديقي الطيّب ولا تيأس”. فتشجّع الطبيب وأصبح من أهم المشاركين في الحركة المؤيدة للحياة التي تحارب الإجهاض وتقوم بتوعية الفتيات والنساء في كل ما يخص عمليات الإجهاض. ونجح بجعل قناة التلفزيون اليوغوسلافي أن يعرض فيلم عن الإجهاض “الصرخة الصامتة” للدكتور برنارد ناثانسون، مرّتين !
منذ ذلك الوقت والطبيب أداسيفيك يجوب بلاد شرق اوروبا ويلبّي دعوة كل من يطلبه في تقديم شهادة حياته وخبرته.
وذلك في مقابلات أجريت معه في محطات التلفاز وبمحاضرات يلقيها في الجامعات والمدارس . وبإحياء ندوات خاصة لمحاربة الإجهاض abortion. كما نشرت قصّته العديد من الجرائد والمجلات.
عاد الطبيب الى إيمانه المسيحي ودرس كتابات القديس توما الإكويني.
ووجد تفسيراً لماذا الله اختار هذا القديس بالذات ليظهر له . يقول الطبيب أداسيفيك :
“كتب القديس توما متأثّراً برأي أرسطو، أن الحياة البشرية تبدأ أربعين يوماً بعد الإخصاب. ربما لهذا السبب أتاني بالحلم: ليكفّر عن هذا الخطأ”.
واليوم، سنين عديدة بعد ذلك، ما زال الطبيب الصربي يجوب العالم ويُحارب من أجل حياة الذين لم يولدوا بعد.
تعليقات
إرسال تعليق