القائمة الرئيسية

الصفحات

بالصور....حكاية الفنان القدسى الذى رسم أيقونات كنائس العذراء ووصف نفسه بالحقير.

بالصورحكاية الفنان القدسى الذى رسم أيقونات كنائس العذراء ووصف نفسه بالحقير.

لم تستطع تسع حلقات نشرها "اليوم السابع" عن مسار العائلة المقدسة، الكشف عن كل أسرار الرحلة التى عبرت مصر فى القرن الأول الميلادى، فما نقلناه من حكايات وما رسمناه من صور، وما سمعناه من أصوات، لا تكفيه عشرات الكتب والمجلدات، إلا أن بعض الملاحظات التى التقطناها أثناء رحلة اقتفاء الأثر تلك، قد تلقى الضوء على ما ارتبط بالعائلة المقدسة من ظواهر وأسرار.
الآبار فى كل صخر عين وفى كل موضع ماء يسيل
لا نعرف على التحديد، هل كانت بركات العائلة المقدسة تفجر الآبار فى الجبال والصحارى، أم أن يوسف النجار مرشد الرحلة كان يختار الآبار ليختبئ مع السيدة العذراء وطفلها المسيح جوارها، فمن ناحية تتجنب العائلة المطاردة التواجد حول النيل فى أماكن تجمعات بشرية كبيرة قد تسهم فى القبض عليهم بسهولة وتسليمهم لجند الملك، ومن ناحية أخرى، فإن عائلة كتلك تضم المسيح والسيدة العذراء اللذين اشتهرا بصناعة المعجزات، تستطيع أن تفجر العيون والآبار فى الصخر إن شعرت بالعطش وهى تهرب فى رحلة جاءتها بتكليف إلهى.

أكثر من 8 آبار تركتها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر، الأول فى منطقة تل بسطة بالشرقية، الثانى فى مسطرد، والثالث فى سمنود، والرابع فى نبع الحمراء قرب أديرة وادى النطرون، الخامس فى كنيسة أبو سرجة بالقاهرة، والسادس فى كنيسة العذراء بالجمالية، والسابع فى دير الجرنوس بالمنيا والثامن جفت مياهه فى جبل الطير بالمنيا، وآخر جف أيضًا وكان قرب الدير المحرق بأسيوط.
أنسطاسى الرومى فنان الأيقونات القدسى
فى كل الكنائس والأديرة الأثرية يظهر اسم الفنان أنسطاسى الرومى، يوقع باسمه الأيقونات الأثرية، يدون بريشته سيرة العائلة المقدسة فى كل المواضع التى مرت بها، ويجسد بأيقوناته تضحيات القديسين الذين ذاقوا فنون العذاب الرومانى فى عصور الاضطهاد المسيحى الأولى.

أنسطاسى الرومى هو رسام أيقونات من طائفة الأروام عاش فى القرن التاسع عشر الميلادى، جاء من أورشليم "القدس" وعاش فى مصر ورسم صورًا كثيرة فى كنائس قبطية عديدة وكان يضع توقيعه على الصور باسم أسطاسى أو أسطاسيوس، وله أيقونات فى الدير المحرق، وكنيسة العذراء الدمشيرية، وكنيسة العذراء بدير السريان، وكنيسة العذراء بالمعادى، وكنيسة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود، ودير السيدة العذراء بجبل الطير، وكلها من مزارات العائلة المقدسة فى مصر، وفوق أيقونة القديس أبانوب بكنيسة سمنود وقع الفنان بخطه وكتب "رسم الحقير انسطاس الرومى المصوراتى القدسى"، وكذلك وقع بنفس الصيغة فى كنيسة العذراء بحارة زويلة وكأنه يتواضع أمام القديسين.
تداخل الفنون القبطى والإسلامى والبيزنطى
تميزت كنائس وأديرة مسار رحلة العائلة المقدسة بتداخل الفنون المعمارية والزخرفية فيها، ففى كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة على سبيل المثال، يظهر حجاب الهيكل الخشبى الذى يعود لزمن الفاطميين، وفى كنيسة العذراء بحارة وزويلة، داخل هيكل الكنيسة قبلة مسجد يقول عنها القس متياس، إن العمال الذين كانوا يبنون الكنيسة هم من أسسوا مسجد قايتباى القريب منها، فاختلط عليهم الأمر، بالإضافة للطراز المعمارى لهيكل الكنيسة وأبوابه، أما الكنيسة الأثرية بدير السيدة العذراء السريان، تداخلت فيه الفنون السريانية مع الفن القبطى، وهو ما يظهر فى الفريسكات الأثرية التى تزدحم بها حوائط الكنيسة، كذلك الأمر فى كنيسة مارجرجس بالدير المحرق، الأيقونات تنتمى للفن البيزنطى مضاءة باللونين الأصفر والذهبى، وهو ما يفسره القمص الراهب فلكسينوس المحرقى بقوة هذه الحضارات التى أثرت فى بعضها وتأثرت أيضًا وكأن مصر بوابة تختزن التراث الحضارى.









هل اعجبك الموضوع :

تعليقات