القائمة الرئيسية

الصفحات

في الذكرى الـ49 لظهورها.. عذراء الزيتون «نور فوق القبة».. صور

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، اليوم الأحد، بذكرى ظهور السيدة العذراء مريم الـ49 بكنيستها بالزيتون الثاني من أبريل عام 1968، وهو الحدث الأهم الذي سيطر على عقول الأقباط والمصريين عامة، ورصدته الصحف المصرية والعالمية في أحد المناطق التي حلت بها السيدة العذراء بصحبة طفلها أثناء رحلة هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر هربا من وجه هيرودس الملك.

في هذا السياق يستعرض «الدستور» القصة الكاملة لظهور السيدة العذراء، وزيارة الرئيس جمال عبد الناصر لموقع ظهورها وكذلك بيان البابا كيرلس السادس عن ظهور السيدة العذراء.



الظهور الأول لعذراء الزيتون 
كانت بداية ظهورها المتتالي في مساء يوم الثلاثاء الموافق 2 أبريل عام 1968م، حيث كان خفير جراج هيئة النقل العام، «عبدالعزيز»، يؤدي مهامه الوظيفية، حينما شاهد فتاة نورانية جالسة فوق قباب كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، المواجهة لمحل عمله، فظن مع باقي عمال الجراج أنها إحدى الفتيات تحاول الانتحار، ولكن بعدما تيقنوا أنها ليست كذلك هتف «نور فوق القبة»، وهكذا بدأت حكاية ظهور العذراء التي هزت مصر وتابعها العالم كله في ذلك الوقت.


شهادة سائق النقل العام 
وقد شهد سائق يدعى فاروق محمد عطوة، بهيئة النقل العام في حديث له صدر في صحيفة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل في نفس العام: «سمعت صياح بعض المارة فخرجت مسرعاً لأعرف ما الأمر فوجدت ناس متجمهرين أمام الكنيسة يشيرون إلى القبة فرأيت سيدة تلبس ملابس بيضاء وتقف فوق القبة البحرية وكأنها تنوي الانتحار ولكنها لم تتحرك.. ولما دققت النظر وجدتها على شكل راهبة وفجأة طار فوقها حمام أبيض».


بركة في سنة النكسة 
كانت مصر تعاني من آثار نكسة هزيمة 67، وكان الشعب القبطي كنسيج طبيعي في مصر، يعاني من الآثار النفسية للهزيمة ومرارتها، واعتبر الأقباط أن ظهور العذراء هي بركة لشعب مصر، ورسالة طمأنينة لربوع مصر التي سكن الحزن ملامحها، في عصر العملاقين كيرلس السادس والرئيس الراحل عبد الناصر.

والذي قيل على لسان الكاتب الصحفي محمود فوزي، في كتابه «البابا كيرلس وعبدالناصر» إنه بعد تكرار المشهد كثيرًا في الأيام التالية ذهب الرئيس جمال عبدالناصر إلى هناك ومعه حسين الشافعي سكرتير المجلس الإسلامي الأعلى وقتها، ووقف في شرفة منزل أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة، وكان منزله مواجهاً للكنيسة لكي يتحقق بنفسه من رؤية العذراء، وظل عبد الناصر ساهراً إلى أن ظهرت العذراء في الساعة الخامسة صباحاً». 


مؤتمر صحفي 
وبعد تشكيل لجان لمتابعة الظهور المكثف للسيدة العذراء، والذي استمر لوقت طويل، عقد البابا كيرلس السادس بطريرك الكرسي السكندري في ذلك الوقت مؤتمرًا صحفيًا، عُقد بالمقر البابوي عام 1968، حضره أكثر من 150 صحفيًا مصريًا وعالميًا.


نص بيان البابا كيرلس السادس 
جاء في البيان الصادر من البابا كيرلس السادس، منذ مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968، توالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى باسمها بشارع طومان باى بحى الزيتون بالقاهرة، وكان هذا الظهور فى ليال مختلفة كثيرة لم تنته بعد، بأشكال مختلفة فأحيانا بالجسم الكامل وأحيانا بنصفه العلوي، يحيط بها هالة من النور المتلألئ 

وتارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها وتنحني أمام الصليب العلوي فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحيانا بشكل جسم كما من سحاب ناصع أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة.

وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحيانا إلى ساعتين وربع كما في فجر الثلاثاء 30 أبريل سنه 1968 حين استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة صباحا.

وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ومن الأجانب، ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات، الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق فى وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات إجماعية تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور فى هذه المنطقة ظهورا متميزا فى طابعه، مرتقيا فى مستواه عن الحاجة إلى بيان أو تأكيد.

وصحب هذا الظهور أمران هامان: الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين وإشراق نور المعرفة على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى الى توبة العديدين وتغير حياتهم.. والثانى حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزي لكثيرين ثبت علميا وبالشهادات الجماعية.

وقد قام المقر البابوى بجمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور، وأثبتوا ذلك فى تقاريرهم التى رفعوها الى قداسة البابا الأنبا كيرلس السادس.

والمقر البابوى إذ يصدر هذا البيان يقرر بملء الإيمان، وعظيم الفرح، وبالشكر الانسحاقي أمام العزة الإلهية أن السيدة العذراء أم النور قد والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة فى ليال كثيرة مختلفة، لفترات متفاوتة وصلت فى بعضها لأكثر من ساعتين دون انقطاع، وذلك ابتداء من مساء الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968 الموافق 24 برمهات سنة 1684 حتى الآن، بكنيسة السيدة العذراء القبطية الأرثوذكسية بشارع طومان باى بحى الزيتون فى طريق المطرية بالقاهرة، وهو الطريق الثابت تاريخيا أن العائلة المقدسة قد اجتازته فى تنقلاتها خلال إقامتها بمصر.

جعل الله هذه البركة رمز سلام للعالم، ويمن لوطننا العزيز، وشعبنا المبارك الذى سبق الوحى فنطق عنه «مبارك شعبى مصر».



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات