القائمة الرئيسية

الصفحات

«بيوت الوجع».. مذكرات أقباط العريش عن «٣٠ يوم تغريبة»

قبل نحو 30 يوماً قرر أقباط مدينة العريش الانتقال إلى محافظات أخرى جراء استهدافهم من قبل الإرهاب، وخرج المسئولون يعلنون توفير جميع سبل الراحة لتلك الأسر، من شقق سكنية وإعانات مادية، ونقل الطلاب والموظفين

إلى المدارس والجامعات وجهات العمل التى يريدونها.

وبعد مرور شهر استطلعت «الدستور» آراء عدد من هذه الأسر، التى اشتكى غالبيتها من عدم تنفيذ المسئولين وعودهم، فالمساكن التى تم توفيرها غير مجهزة بالاحتياجات الأساسية، والإعانات المادية تم إبلاغهم بتوقفها، وأنها كانت لشهر واحد فقط، فيما لم يجر نقل سوى الموظفين فى التربية والتعليم فقط، واستمر باقى الموظفين دون عمل.
عن أحوال المنقولين.. فى أماكنهم الجديدة .. علاقاتهم بجيرانهم الجدد.. وأشياء أخرى نتحدث:


الإسماعيلية : موظفون يستولون على المساعدات.. و«التعليم» تهدد المدرسين بـ«الفصل»

تقول صابرين سامح، إحدى القبطيات المنقولات من العريش إلى محافظة الإسماعيلية إنه فور انتقالها للإسماعيلية، وفرت الكنيسة للأسرة مسكنًا فى مدينة المستقبل التى تبعد حوالى 8 كيلومترات عن الإسماعيلية، لكن قبلها وقعوا على أوراق الاستلام للشقة ومحتوياتها، مؤكدة أن المحتويات أقل بكثير مما وقعوا على استلامه، مما يشعرهم بالخوف عند تفكيرهم فى العودة لسيناء، وإعادة الشقق. وأضافت أن المطبخ «لا يحتوى إلا على إناء واحد، كما نعانى من نقص البطاطين، وأعطونا سخانات مياه دون تركيبها... الشقة محتاجة تجهيز من أول وجديد عشان تصلح لحياة آدمية». وأثارت صابرين مشكلة يعانى منها العديد من المنقولين العاملين بالتربية والتعليم، إذ تلقوا اتصالاً هاتفياً من مديرية التربية والتعليم، تطالبهم بالعودة للعمل فى العريش ابتداءً من 1 أبريل، ومن يستمر فى الغياب 15 يوماً متصلاً يعرض نفسه للفصل، مؤكدة أن هذا عكس ما صرح به وزيرا التعليم والقوى العاملة». وشددت على أنه  من المستحيل العودة إلى شمال سيناء مرة أخرى قبل دحر الإرهاب. وقال نوفيل عيسى،  إن الدولة لم تتأخر عليهم منذ مجيئهم للإسماعيلية، ولكن «الموظفين يستولون على الأدوات والمساعدات المخصصة لنا، من معدات أجهزة ومحتويات للسكن، وسط غياب رقابة المسئولين، وهذا ما يشعرنا بعدم الرضا». وأضاف: «هربنا من جحيم الجماعات الإرهابية لجحيم جشع الموظفين المسئولين عن التسكين بالإسماعيلية»، مؤكداً أنهم «ليس لديهم أى قابلية للحياة فى ظل المعاناة التى رأوها فى العريش وعند فرارهم، واكتملت فى الإسماعيلية بسبب الموظفين». واشتكت مارينا منير، من نقص إمكانيات الحياة، مشيرة إلى أن عددًا من الجمعيات الأهلية تبرعت لهم فى أول أيامهم بالإسماعيلية بمأكل ومشرب، «ومع مرور الأيام تناسوا وجودنا ومعاناتنا». وذكرت آمال رزق الله، عضو مجلس النواب بالإسماعيلية، أنها تتواصل مع الكنيسة والقيادات السياسية والأهلية والمجتمعية لتوفير احتياجات الأقباط النازحين من العريش.


تقول صابرين سامح، إحدى القبطيات المنقولات من العريش إلى محافظة الإسماعيلية إنه فور انتقالها للإسماعيلية، وفرت الكنيسة للأسرة مسكنًا فى مدينة المستقبل التى تبعد حوالى 8 كيلومترات عن الإسماعيلية، لكن قبلها وقعوا على أوراق الاستلام للشقة ومحتوياتها، مؤكدة أن المحتويات أقل بكثير مما وقعوا على استلامه، مما يشعرهم بالخوف عند تفكيرهم فى العودة لسيناء، وإعادة الشقق. وأضافت أن المطبخ «لا يحتوى إلا على إناء واحد، كما نعانى من نقص البطاطين، وأعطونا سخانات مياه دون تركيبها... الشقة محتاجة تجهيز من أول وجديد عشان تصلح لحياة آدمية». وأثارت صابرين مشكلة يعانى منها العديد من المنقولين العاملين بالتربية والتعليم، إذ تلقوا اتصالاً هاتفياً من مديرية التربية والتعليم، تطالبهم بالعودة للعمل فى العريش ابتداءً من 1 أبريل، ومن يستمر فى الغياب 15 يوماً متصلاً يعرض نفسه للفصل، مؤكدة أن هذا عكس ما صرح به وزيرا التعليم والقوى العاملة». وشددت على أنه أنه من المستحيل العودة إلى شمال سيناء مرة أخرى قبل دحر الإرهاب. وقال نوفيل عيسى، أحد إن الدولة لم تتأخرعليهم منذ مجيئهم للإسماعيلية، ولكن «الموظفين يستولون على الأدوات والمساعدات المخصصة لنا، من معدات أجهزة ومحتويات للسكن، وسط غياب رقابة المسئولين، وهذا ما يشعرنا بعدم الرضا». وأضاف: «هربنا من جحيم الجماعات الإرهابية لجحيم جشع الموظفين المسئولين عن التسكين بالإسماعيلية»، مؤكداً أنهم «ليس لديهم أى قابلية للحياة فى ظل المعاناة التى رأوها فى العريش وعند فرارهم، واكتملت فى الإسماعيلية بسبب الموظفين». واشتكت مارينا منير، من نقص إمكانيات الحياة، مشيرة إلى أن عددًا من الجمعيات الأهلية تبرعت لهم فى أول أيامهم بالإسماعيلية بمأكل ومشرب، «ومع مرور الأيام تناسوا وجودنا ومعاناتنا». وذكرت آمال رزق الله، عضو مجلس النواب بالإسماعيلية، أنها تتواصل مع الكنيسة والقيادات السياسية والأهلية والمجتمعية لتوفير احتياجات الأقباط النازحين من العريش.

القليوبية : مساكن الإيواء غير آدمية.. وتخفيض رواتب الموظفين

أعرب عدد من الأسر القبطية المنقولة من مدينة العريش إلى القليوبية، عن استيائهم من سوء حالة منازل الإيواء، وأشار بعضهم إلى اضطراره لاستئجار شقق أخرى مناسبة، بأسعار عالية، نتيجة ضيق المنازل، التى خصصتها محافظة القليوبية لهم.

وقال قدرى فارس، أحد المنتقلين من مدينة العريش إلى منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية، أنه متزوج ويعول أسرة مكونة من 10 أفراد، واضطر لرفض الإقامة بمساكن الإيواء التى وفرتها المحافظة لأنها عبارة عن حجرة واحدة وصالة، ولا تتناسب مع احتياجات الأسرة، مطالبًا محافظ القليوبية بتوفير شقة تناسبهم، وتصلح للمعيشة بشكل آدمى.

ومن الخصوص أيضًا، اشتكى شوقى مكين بباوى (مدير مدرسة)، من البطالة وعدم توافر فرص العمل له ولأبنائه.

من جانبه، ذكر سامح حبيب أنه يعانى من نفس المشكلة فى مدينة بنها، فهو رب أسرة مكونة من 5 أفراد، و«رفض الإقامة بشقة الإيواء، التى وفرتها المحافظة لأنها غير آدمية، ولا تليق بالمستوى المعيشى لأسرته»، مشيرًا إلى أنه يسكن وأسرته حاليًا فى غرفة واحدة بمنزل أحد أقاربه.

ومن شبرا الخيمة، قال ماهر إسحاق سعيد (مدرس) إنه رفض النقل إلى مديرية تعليم القليوبية، نظرًا لتخفيض راتبه وحرمانه من البدلات والحوافز، التى اعتاد عليها أثناء عمله بالعريش،.

أما أوليجا عاطون زاخر (ربة منزل)، فذكرت أنها قررت مع زوجها استئجار شقة بمدينة شبرا الخيمة، نتيجة صعوبة العيش فى مساكن المحافظة، و«هو ما يكلفهم 700 جنيه شهريًا، مما زاد أعباءهم المادية، بالإضافة إلى رفضهم إجراءات نقل أبنائهم إلى مدارس وجامعات القليوبية».

الدقهلية : المنقولون: نسكن فى «حُضن الترب».. ولا عمل لأولادنا

شكا أفراد الأسر القبطية المنقولة إلى محافظة الدقهلية، من تجاهل مسئولى المحافظة تنفيذ وعودهم التى سبق أن تعهدوا بها قبل 30 يوماً، حين استقبلت المحافظة 7 أسر، بينهم أسرة الشهيد «كامل رءوف».

وقالت منى كامل رءوف، نجلة شهيد الإرهاب فى سيناء: «مفيش أى تواصل معانا من قبل المسئولين بعد استلام الوحدة السكنية بمساكن ميت غمر بجوار المقابر»، مضيفة: «وعدونا بكشك يدخل لينا أكل عيش نصرف منه، ومفيش أى مساعدات مالية»، لافتة إلى أن هذه الوعود لم تنفذ، ولا أحد يتواصل معهم سوى الكنيسة.

وأضاف سمير كامل يوسف، أحد المنقولين: «أولادى مبيشتغلوش، والمسئولون وعدوهم بوظائف، وإلى الآن هم فى الشارع يبحثون عن أى عمل نعيش من خلاله».إنها ستضطر للعمل فى الكنيسة خلال الأيام المقبلة بسبب عدم تدبير «الكشك» الذى وعدوها به.

البحيرة : أولاد «الشهيد إسكاروس» بلا مدرسة حتى الآن

تعانى أسرة الشهيد «وائل إسكاروس»، الذى اغتالته يد الإرهاب بطلق نارى فى العريش، من عدم تنفيذ مسئولى محافظة البحيرة التى انتقلوا إليها منذ أيام وعودهم بتوفير المسكن والظروف المعيشية الملائمة للأسرة.

وقال هانى جمال إسكاروس، شقيق زوجة «شهيد العريش»: «شقيقتى وأولادها يقيمون حتى الآن فى كنيسة العزيمة بمركز بدر، ويقيمون أحيانًا أخرى مع أسرتى»، مضيفاً: «كل وعود المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، لم تنفذ حتى الآن».

وتابع: «لم يتم توفير سكن أو معاش شهرى، وهناك تجاهل تام من مديرية التضامن فى البحيرة، كما أن أبناء الشهيد لم يلتحقوا رسميًا بأى مدرسة حتى الآن، ويتوجهون لمدرسة تبعد عدة كيلو مترات عن مقر إقامتهم، كمستمعين فقط، ولم يتم توفير أى فرصة عمل لزوجة الشهيد»، مختتماً: «كل وعود المحافظ حبر على ورق».

وقال الناشط القبطى جورج بديع: «مازال الروتين يعرقل وفاء القيادات التنفيذية بمحافظة البحيرة بوعودهم الخاصة بتسهيل إجراءات تسكين وصرف معاشات أسر الشهداء المنقولين من مدينة العريش».

الغربية : صرف إعانات التضامن مرة واحدة فقط.. وتجميد المقررات التموينية

أعرب أقباط منقولون من مدينة «العريش» بشمال سيناء إلى محافظة الغربية عن غضبهم من عدم تنفيذ الوعود التى تلقوها من المسئولين فى بداية الأزمة، معتبرين أن هذه الوعود كانت مجرد «شو إعلامى» وقتها، فى ظل وجود اهتمام كبير لدى الرأى العام بالأزمة آنذاك.

وقال إيهاب لويس، أحد أفراد الأسر المنقولة، إن جمعية الأورمان على سبيل المثال وعدت الأسر بتوفير عدد من الأجهزة الكهربائية، التى لم يتم توفيرها حتى الآن، لافتاً فى الوقت ذاته إلى نجاح المحافظة فى نقل الطلبة إلى مدارسها والمدرسين والعاملين فى التربية والتعليم إلى الإدارات، التى تناسبهم فى مديرية التعليم بالغربية.

وأشار إلى أن غالبية أفراد الأسر سكنوا لدى أقاربهم فى شقق متواضعة وضيقة، وقال: «عندما طلبنا شققًا للسكن اعتذر المسئولون عن عدم وجود شقق جاهزة للسكن»، مشيراً إلى أن الأسر رفضت غرفاً فى منطقة «الشروق» العمالية، خاصة أنها منطقة تنتشر بها أعمال البلطجة.

وأضاف: «عرضنا تأجير شقق على نفقتنا الخاصة، على أن تفرشها المحافظة من أجهزة واحتياجات أساسية، فتواصلت المحافظة مع جمعية الأورمان لتدبير ذلك، وهو ما ننتظر تنفيذه حتى الآن».

وكشف أحد أفراد الأسر المنقولة أن الموظفين الذين تم نقلهم هم موظفو التربية والتعليم فقط، لكن جميع الوظائف لم يتم نقل موظفيها حتى الآن، لأن معظم المديريات تطلب موافقة من الوزير والملف الوظيفى، وطالب بأن يصدر قرار النقل بتعليمات من المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وليس كل وزارة على حدة، فضلاً عن أن الملفات الوظيفية ليست فى حوزة المنقولين، بعد أن تركوا جميع الأوراق فى سيناء قبل المغادرة.

وأشار إلى أن مديرية التضامن صرفت ألف جنيه لكل أسرة، علاوة على ألف جنيه أخرى من جمعية «الهلال الأحمر»، لكن أحد العاملين فى «التضامن الاجتماعى» أخبر الأسر أن الألف جنيه الخاصة بـ«التضامن» لن يتم صرفها مرة أخرى، لعدم موافقة وزيرة التضامن الاجتماعى على صرفها إلا لشهر واحد فقط. وأضاف: «مسئولو التموين أكدوا لنا كذلك صعوبة صرف المقررات التموينية، لعدم الحصول على موافقة وزير التموين فى الوقت الحالى، ما أدى إلى تبرع إحدى الجمعيات الأهلية بمدينة المحلة بمبلغ ألف جنيه لكل أسرة». وطالب المنقولون المحافظ اللواء أحمد ضيف صقر، بضرورة توفير مسكن وتوفير متطلباته الأولية من أجهزة كهربائية وأثاثات، علاوة على نقل جميع الموظفين إلى المديريات التابعة لهم، وصرف المقررات التموينية للأسر.

أسيوط : أم يوسف تعيش فى «سكن مؤقت» وفرته الكنيسة

سقط زوجها قتيلاً أمام عينيها برصاص الغدر، فلم يكن أمامها سوى الفرار بأبنائها الستة خوفًا من أن يكون مصيرهم مشابهًا لما حدث مع أبيهم، فعادت إلى موطنها بمحافظة أسيوط.

«أم يوسف» تبكى وهى تتذكر اللحظات التى لقى فيها زوجها مقتله، تقول: «كنت وزوجى نعمل فى بيع الأحذية بالسوق، وفى أحد الأيام، قرابة الساعة 8 صباحًا، فوجئت بشابين ملثمين، توجه أحدهما نحونا، والآخر ظل يراقب الطريق، ثم اقترب الأول من زوجى وسأله (انت جمال؟) وبمجرد أن نطق زوجى بنعم، أخرج المسدس وأطلق النار على رأسه، ثم أخذ جميع متعلقاته والبطاقة الشخصية والتموينية والهاتف المحمول وفرا هاربين».

تضيف «أم يوسف»: «عقب وقوع الحادث توجهت مسرعة أستغيث بأحد الأكمنة القريبة من السوق، لكنهم أخبرونى بأنهم لا يستطيعون التحرك إلا بتعليمات»، مستدركة: «كنا نعيش فى العريش طوال 30 عامًا وكانت الأوضاع فى أحسن حال، لكن الآن أصبحت سيئة للغاية وأصبحت الحياة هناك لا تحتمل».

وعن أحوالها بعد انتقالها إلى محافظة أسيوط، قالت: «نعيش فى منزل أحد أقاربنا بقرية المطيعة، وفور قدومنا حضر إلينا أحد الموظفين بالشئون الاجتماعية، وأعطانا ألف جنيه، ثم أعطانا المحافظ 5 آلاف جنيه، والهلال الأحمر ألف جنيه، وأعطونا ورقة نشترى من خلالها الخبز، وبعدها لم نر سوى خدام الكنيسة، هم من يسألون ويطمئنون علينا».

وأشارت إلى أنها أم لـ6 أبناء هم «مارى 23 سنة، ويوسف 22 سنة خريج معهد فوق متوسط، وسارة 18 سنة فى الصف الثالث الثانوى، ومينا 16 سنة فى الصف الثانى الثانوى، وإبراهيم 12 سنة بالصف الأول الإعدادى، ومريم 6 سنين»، مشيرة إلى أن «سارة وإبراهيم» التحقا بمدرسة المطيعة، لكن «مينا» لم يتمكن من الالتحاق، خاصة أن كل أوراقه ما زالت بالعريش ولم تستطع إحضارها.

وأوضحت «أم يوسف» أن الكنيسة هى من وفرت سكنًا مؤقتًا بأجر «800 جنيه» بمدينة أسيوط، ستستلمه فى بداية الشهر المقبل، وقالت إنها تعيش من مساعدات الأهالى ومعونة الكنيسة، مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوفير وظيفة لنجلها ووحدة سكنية، خاصة أن الأسرة لا تملك مصدر رزق يستطيعون العيش منه، وسط تجاهل المسئولين بالمحافظة، مستدركة: «يا ريس أنا عاوزه حق جوزى وتارى وتار عيالى»، مضيفة: «إحنا من الخوف طلعنا بالهدوم اللى علينا مخدناش حاجة».

بورسعيد : قوافل طبية وتوفير السلع التموينية والوظائف

استقبلت محافظة بورسعيد نحو 27 أسرة من أقباط العريش، تقيم فى 3 أماكن: المعسكر الدولى لشباب الكشافة ببورسعيد غرب المدينة، أمام استاد النادى المصرى، ومركز الطوارئ التابع لمديرية التضامن الاجتماعى بحى الزهور، ومطرانية بورسعيد.

معظم هذه الأسر أبدت رضاها عن المعاملة الطيبة من الجميع، بمن فيهم الأهالى، بالإضافة إلى جهود التنفيذيين، وعلى رأسهم المحافظ، لتذليل جميع العقبات، وتلبية احتياجاتهم من السلع الغذائية والعلاج.

عم جرجس، 65 سنة، دلل على استقرار أوضاع الأسر بانتظام عدد من التلاميذ فى مدارس بورسعيد، بينما أكد العم حنا 74 سنة، وزوجته إيزيس، 77 سنة، أن موظفين من مديرية الصحة ومديرية الشئون الاجتماعية، يمرون عليهم بشكل مستمر، لتوفير طلباتهم، مشيرين باستقبال المحافظ والمسئولين لهم، وحرصهم على تلبية أى احتياجات، فبحسب العم حنا، قال المسؤولون لهم: «طلباتكم أوامر». وقال القس أرميا فهمى، المتحدث الرسمى باسم مطرانية بورسعيد، إن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، والمديريات الخدمية، قامت ومازالت تقوم بدور مجتمعى محترم مع الأقباط المنقولين من العريش، مشيرًا إلى أن محافظ بورسعيد على تواصل دائم مع المطرانية لتلبية احتياجات الأسر المنقولة. وأشار محمد مسعد، مسئول الاتصال بديوان عام محافظة بورسعيد، إلى أن عدد الأسر بلغ 27، تضم 95 فردًا، منهم 13 أسرة بالمعسكر الدولى للشباب، وبقية الأسر موزعة على مركز الطوارئ بمديرية التضامن الاجتماعى، والكنيسة الرئيسية ببورسعيد، مؤكدًا توفير كامل الدعم من جميع المديريات بالمدينة، لافتًا إلى أن شبابًًا من الأسر المنقولة يعمل حاليًا بمصانع المنطقة الحرة العامة للاستثمار، وجميع الطلاب تم نقلهم إلى مدارس المحافظة وبعض كليات الجامعة. وأضاف أن مديرية الصحة توفر قافلة طبية للمرور على الأسر المنقولة بشكل دورى، وتوفر لهم مديرية التموين جميع السلع التموينية.

المنيا : نشأت ذكرى: اللى جابلى كرسى حمام.. ياخده

«كل وعود المسئولين لم يكن لها هدف إلا الشو الإعلامى، واللى جابلى كرسى حمام ياخده».. هكذا بدأ رب إحدى الأسر القبطية المنقولة من العريش إلى مركز ومدينة ملوى جنوب المنيا، حديثه، مؤكدًًا أن «كل الوعود اقتصرت على كرتونة بها كيسين رز وكيس سكر وزجاجتين زيت حصلت عليها أمام كاميرات وسائل الإعلام».

يقول نشأت ذكرى عبدالملاك 57 سنة، فنى أول تدريس، إنه هرب من العريش التى يقيم فيها منذ 1986، وجاء لمحافظة المنيا، واستقبله المسئولون، مع باقى الأسر المنقولة.

ويضيف ذكرى: «استمعوا لمطالبنا واحتياجاتنا التى تمثلت فى مسكن ونقل وظائفنا ونقل أبنائى للجامعة والمدارس، ووعدونا بالتنفيذ، إذ أعطى المحافظ توجيهاته لوكلاء وزارات التضامن والتعليم والتموين بتوفير جميع احتياجاتنا وتلبية مطالبنا».

ويكمل: «بعد مرور شهر، لم يتحقق أى من هذه المطالب سوى نقل أبنائى للجامعة والمدارس بالمنيا، فابنتى دينا نقلت لكلية الآداب، وديفيد للثانوى الصناعى، ورامى للحضانة، بينما اضطررت إلى تأجير شقة بمبلغ 700 جنيه، أما بالنسبة لعملى فقد قام نائب ملوى بمجلس النواب شريف نادى بأخذ أوراقى لإنهاء إجراءات نقلى للعمل بالتربية والتعليم بملوى، وأكد لى النائب أنه أنهى الإجراءات من المسئولين بالقاهرة ويتبقى توقيع رمضان عبدالحميد، وكيل وزارة التربية والتعليم.

ويتابع أن وكيل وزارة التضامن الاجتماعى مصطفى عبدالله تعامل معه بنظام «فوت علينا بكره، فقد ذهبت إليه مرتين لاستلام الأثاث، ففوجئت فى المرة الأولى بأنه كان فى مدينة دير مواس، وفى المرة الثانية قال لى: الحاجة هتيجى يوم الاثنين، ثم يومين ثلاثة كمان، ولم نحصل على أى شىء حتى الآن، وكل اللى خدناه كلام وبس».

ويؤكد ذكرى أن زوجته لا تعمل، ومرتبه 3 آلاف جنيه، منها 1000 جنيه يدفعها قسطًا شهريًا لقرض حصل عليه من أحد البنوك، و700 إيجار الشقة، و1000 جنيه مصاريف شهرية لابنته التى تدرس فى كلية الآداب، وتضطر للانتقال يوميًا من ملوى إلى المنيا. ويتساءل: «من أين آتى بكل هذه المصاريف»؟.

ويقول نادى نصيف 59 سنة، الذى كان يعمل مدير مدرسة فى العريش، قبل أن ينتقل مع أسرته المكونة من نجليه ميلاد، مدرس حاسب آلى، وملاك بمكتب العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم بالعريش، وابنته مهرائيل بالصف الثالث الإعدادى: «أنا ندمان لأننى تركت العريش، فكل وعود المسئولين كانت مجرد حبر على ورق».

ويضيف: «أنا أسكن بشقة إيجار بمبلغ 500 جنيه ولم نحصل على حصة تموينية والأثاث والعفش وكيل وزارة التضامن يقول لنا إنه فى انتظار إرسالها له من القاهرة، وحتى ابنتى الطالبة بالصف الثالث الإعدادى لم تقبلها مدارس المنيا إلا بعد قيامنا بإحضار ملفها من العريش عن طريق جيراننا، الذين أرسلوا أوراقها عبر واتساب، وقمنا بتصويرها، وقامت مدرسة الراهبات الخاصة بقبولها مجانًا».

ويضيف نادى أن «اللواء عصام البديوى، محافظ المنيا، أعطى تعليمات صريحة لرئيس مدينة ملوى بتسكين الأسرتين داخل المدينة، وفى مساكن تليق بنا، بينما إبراهيم العربى رئيس مركز ومدينة ملوى، خالف تأشيرة المحافظ، وأوصى بتحويلنا إلى رئيس مجلس قروى قرية دروة، لتسكيننا بمساكن قرية منشأة المغلقة، وهى منازل تم بناؤها منذ 8 سنوات ويرفض جميع مواطنى ملوى الإقامة فيها خوفًا على حياتهم، لأنها من المناطق الخطرة وبها مشاكل أمنية كبيرة، ويبدو أنهم كانوا عايزين يودونا هناك من أجل التخلص منا».

ويضيف: «لو كنت أعرف أن الأحوال ستؤول لهذا الوضع فى ملوى، لفضلت الموت فى العريش»، مضيفًا: «رغم أن ملوى هى مسقط رأسى، إلا أن العريش أفضل وناسها أحسن، وكل اللى حصلنا عليه هنا وعود براقة واتفضحنا على القنوات والصحف والنت، حتى إن البعض ظن من كثرة هذه الوعود أننا أصبحنا من الأعيان».

الشرقية : حياة هادئة لـ23 عائلة.. و«الدنيا ماشية» رغم الروتين الحكومى

استقبلت محافظة الشرقية 23 أسرة منتقلة من العريش، تضم نحو 75 فردًا.

وقال رامى سلامة، 34 عامًا، وهو من مواليد مدينة الزقازيق، إنه يقيم بشقته الخاصة بمنطقة الحكماء، موضحًا أنه «كان من موظفى القطاع الخاص، وكان يتمتع بحياة هادئة طبيعية إلى أن وقعت العمليات الإرهابية بسيناء».

واستكمل بأن محافظة الشرقية لم تمنحه سكنًا، لأن لديه محل إقامة بمدينة الزقازيق، مشيرًا إلى أن الصعوبة التى تقابله الآن هى استكمال انتداب زوجته، التى كانت تعمل فى مديرية الصحة بالعريش، ويريد نقلها للشرقية، معتبرًا أن الإدارة بالعريش هى السبب فى تعطيل النقل.

وبخصوص عمله، أوضح رامى أن محافظ الشرقية أشر بالموافقة على انتدابه للعمل بأى من أماكن القطاع الخاص، و«لكنه لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل حتى الآن».

وقالت عفاف سليمان، 51 عامًا، التى قدمت إلى محافظة الشرقية، برفقة ابنتيها نانسى 23 عامًا، تعمل مدرسة فى إحدى المدارس الخاصة، وهايدى الطالبة بالصف الثالث الثانوى، إن محافظة الشرقية منحتها شقة، ولكنها بصدد إنهاء إجراءات الاستلام، فى مجلس مدينة الزقازيق.

وقال مصدر بديوان عام محافظة الشرقية، إن اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، يعمل على توفير جميع احتياجات الأسر، موضحًا أنه يؤشر على أى من طلباتهم بالموافقة، وجار التنسيق بين المحافظة والمديريات الأخرى لسرعة الاستجابة لمطالبهم، خاصة مديريتى التضامن الاجتماعى والتموين.

وأشار المصدر إلى أنه تم «منح شقق للأسر، التى طلبت مسكنًا، كما يتم التنسيق مع خالد المصرى، وكيل وزارة القوى العاملة، لمنحهم فرص عمل فى القطاع الخاص، إذ إن القطاع العام ليس فى حاجة للعمالة».

الإسكندرية : ملاك: نعيش وسط أهالينا.. ونشعر بالمحبة

«لم أشعر بأى شىء مختلف فى الإسكندرية، فالجميع يساعدنا ويبحث عن راحتنا منذ وصولنا من العريش».. هكذا بدأ ملاك ماهر، أحد الأقباط المنقولين من محافظة شمال سيناء إلى مدينة الثغر، إذ أكد أنه يشعر بالمحبة من الجميع، ولم يتعرض لأى مشاكل أو عراقيل منذ لقائه الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، الذى قابله مرتين، ونائبته الدكتورة سعاد الخولى.

وأضاف «ماهر» لـ«الدستور», أنه لا يعمل، لكنه يحصل على علاجه الذى توفره له مستشفيات وزارة الصحة، ويذهب إلى الكنيسة لأداء الصلوات، ويحرص على التواجد بين إخوته من المصريين وأهالى الإسكندرية الذين لم يتأخروا عن توجيهه ومساعدته، حسب قوله. وحول روتين الحياة اليومى له فى الإسكندرية قال ماهر: «أبدأ بالاستيقاظ مبكرًا وأسير على طريق الكورنيش، وأحرص على زيارة مكتبة الإسكندرية للاطلاع على الكتب بها، وأزور الأماكن السياحية بالمحافظة، وأتوجه بعدها إلى الكنيسة للدعاء لمصر حتى يتم القضاء على الإرهاب».

وأوضح «ماهر» أنه «تم نقله إلى الإسكندرية ومعه 11 أسرة يبلغ عدد أفرادها 34، حصلوا على إعاشة من المحافظة ومبالغ مالية من وزارة التضامن الاجتماعى، بالإضافة إلى مواد تموينية من مديرية التموين»،.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات