حتى الساعة، لا بيان كنسيا رسميا، ولا تفسير علميا لذلك. لكن ما امكن “النهار” تأكيده، نقلا عن مسؤولين مباشرين ومواكبين للموضوع، هو ان آلات، لدى وضعها عند قبر المسيح قيد الترميم في القدس، “تشتغل في شكل سيء، او تتعطل كليا عن العمل”، بما يُعرف علميا بـ”اضطرابات الكترومغناطيسية”- ولا تفسير لها” حتى الساعة- وشعبيا بـ”ظواهر خارقة”.
اخبار اخرى تتردد من داخل القبر. عمال في فريق الترميم قالوا انهم شموا رائحة زكية عند فتح القبر، ونقلت اقوالهم مواقع دينية اخيرا. نعم، بوليو سألت اشخاصا عديدين دخلوا القبر مساء الأربعاء 26 تشرين الأوّل، ساعة فتح القبر، للمرة الاولى من اكثر من قرنين. “لكن ايا منهم لم يقل لي انه شمّ رائحة زكية تنبعث من المكان”، تؤكد.
امر آخر يحكى عنه ايضا. “لدى وضع آلات عند القبر، تشتغل في شكل سيء، او تتعطل كليا عن العمل. وهذا الامر صحيح”، تؤكد بوليو. عن هذه الظاهرة، سألت شخصيا البروفسورة أنطونيا موروبولو، المشرفة على مشروع الترميم، و”اكدت لي ذلك بنفسها”. كذلك، التقت بوليو مهندسين من فريق العمل، “واكدوا لي الامر نفسه”. كيف يمكن تفسير ذلك؟ تجيب: “اليوم،
ماذا تعتقدين انت؟
-لم لا؟ لكن في الواقع، الامر ليس مهما، لان الايمان المسيحي لا يقوم على عبادة حجر، او بالايمان بسحر للحجر، ولا حتى هذا الحجر نفسه (الذي سُجي عليه جسد السيد المسيح)، وهذه الصخرة نفسها. الايمان المسيحي هو الايمان بان يسوع المسيح مات وقام من بين الاموات. والباقي يمكن ان يصير خرافة. المهم هو قلب الايمان المسيحي: يسوع المسيح ولد ومات وقام من الاموات، وقد خلصنا. انه الامر الوحيد المهم، المعجزة. احيانا تحصل معجزات، وهذا جيد. لكن هل (تلك الظواهر مع الآلات المعطلة او سيئة العمل) معجزة؟ اليوم، لا العلم ولا الكنيسة المحلية اعترفا بحصول اي شكل من اشكال المعجزة في مناسبة فتح القبر. وطالما الكنيسة لم تقل شيئا، لا يمكن اخذ الامر في الاعتبار”.
بالتأكيد، “يجب انتظار مزيد من الوقت”، على قولها. وهذا الموضوع تحديدا سيكون موضع استيضاح بينها وبين البروفسورة موروبولو لدى لقائهما في نهاية الشهر الجاري.
وعندما أُزيحت البلاطة الرّخامية بالكامل تقريباً عن القبر، “ظهرت بلاطة أخرى من الرخام الرّمادي، وكانت متصدّعة”. و”حيث نقصت أجزاء من الرخام الرمادي، تظهر الصّخرة، الصخرة الأصليّة المنحوتة في حجر القدس. نرى في الحجر قنوات محفورة…وما لاحظه الجميع هو أن الصخرة التي وضع عليها جسد المسيح صخرة عاديّة، فيما الأمر الإستثنائي هو لمن أُتيح لهم عيش هذه اللحظة”(1).
هذا الوصف وغيره نشرته “حراسة الاراضي المقدسة” على موقعها في 28 تشرين الاول 2016. خلال الايام الـ21 الماضية، تواصلت اعمال ترميم القبر. وحاليا، “لا يزال هناك عمل كبير للقيام به”، تقول بوليو، لاسيما على صعيد “تقوية جدران القبر، وتغيير حجارة او ترميمها او تنظيفها، علما ان تنظيف سقف القبر المقدس بدأ من 10 ايام”.
عند فتح القبر، كانت بوليو من الاشخاص القلائل جدا الذين دخلوه، “واستطعت لمس الصخرة التي سجي عليها المسيح”. في تلك الساعة، تأجج قلبها بـ”مشاعر قوية”. “لقد شاركت في لحظة تاريخية. انها المرة الثالثة خلال 500 سنة التي يفتح قبر المسيح. وقلة جدا من الاشخاص تمكنت من دخوله. انطلاقا من هذا البعد، اي المشاركة في امر فريد، تأثرت جدا. انا فرنسية مسيحية مؤمنة، واعرف جيدا هذا المكان، لكوني اعيش في القدس من اعوام عدة، واحب كثيرا كاتدرائية القبر المقدس. وقد تأثرت جدا بذلك، شخصيا وروحيا”.
ما شاهدته بوليو بام عينيها في تلك اللحظة “صخرة. وقبل كل شيء خصوصا، مكان فارغ. وهذه الخبرة هي الخبرة نفسها لمن يدخلون القبر، فيجدون مكانا فارغا، لان المسيح قام من الاموات”، على قولها. وتتدارك: “هذا القبر بمثابة الماسة موضوعة في علبة. وعندما فتحت العلبة، امكننا رؤية الماسة. وقد رأيتها. يمكن القول انها بسيطة، وفي الوقت نفسه جميلة للغاية، ومؤثرة”.
تعليقات
إرسال تعليق