القائمة الرئيسية

الصفحات

المعجزة الشهيرة التى تراجعت فيها مياه البحر أمام صلوت البابا و القديس التفاحى

فى سنة المائة والعشرين لدخول العرب إلى البلاد، كان ملكهم ذلك الزمان يسمى سنان الخليفة بمصر. كان من دولته رجل ردئ جداً قد تعلّم صناعة السحر وفاق فى الشيطنة على كل أهل زمانه. وكان اسمه يونس، كان قد جاء فى بعض الأيام فيما هو مجتاز بالزعفرانة وجد هذه البيعة اللطيفة. فأحب أن يمكث هناك. ولوقته وساعته أحضر بنَّائين وهدم تلك البيعة، وعملها قصراً عالياً(قصر القديسة دميانة ) ولم يكن يعرف القبو الذى تحتها الذى فيه أجساد الشهداء،(القديسة دميانة و الاربعين عذراء) لأن الله أخفى معرفته عنه، كما قال الملك داود النبى ملك إسرائيل فى المزمور "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز34: 7) نزلت المياه بسرعة وهدمت تلك البلاد كلها، وهدمت القصر الذى ساكنه ذلك الساحر(يونس )، وارتدم فى البناء ومات أشر ميتة، غريقاً رديماً ونزلت نفسه إلى قاع الجحيم مع الشيطان الذى كان يفعل مراده وأخرب الماء سائر الأماكن والمدائن والبلاد، وكان كالطوفان الذى كان فى أيام نوح البار( ) وأتت المياه إلى حد حائط كنيسة سمنود التى على اسم الست السيدة المسمية صهيون بالجانب الغربى عند القلعة القديمة.. ونزل الماء المالح فى البحر (نهر النيل) من سمنود فصار مالحاً.
فلما وصل الخبر بالملك حسان بن عتاهية بأن سائر البلاد في هذه المنطقة غرقت حزن جدا لأن هذا الإقليم كان يدر الأموال علي الدولة من زراعة الزعفران والحشائش العطرية الغالية القيمة فأشار عليه أحد المقربين إليه من الإسرائيليين أن يحضر عنده بطريرك النصارى ويلزمه أن يرد بقوة إيمانه وصلواته الروحية كل شيء لأصله فأحضره الخليفة وطلب إليه رد هذا الفيضان عن الإقليم وعمل الجسر كما كان فأعان الله هذا البطريرك بمعاونة أحد القديسين المعروف بالتفاحي علي هذه التجربة فأقام الصلاة في بيعة سمنود السابق ذكرها بحضور الملك وخرج البطريرك رافعا الصليب بيده والشعب يقول كيرياليسون والتفاحي خلفه وللوقت أرتفع الماء إلى فوق بمقدار أربعين ذراعا وتراجع قدام الناس إلى بحري والأب البطريرك وخلفه التفاحي والكهنة والشعب والملك وعسكره إلى أن أتوا إلى الدميرتين فنزلوا هناك ونصبت الخيام لذلك وسميت الجزيرة باسمه إلى اليوم ثم ركبوا من هناك والماء يتراجع أمامهم إلى أن أتوا الزعفرانة فنصبوا الخيام للملك بجانب القصر المهدوم الذي تحته جسد القديسة دميانة وبقية الشهداء والماء يتراجع أمامهم ثم وقف البطريرك وصلي وسجد علي الأرض هو ومن معه فحصلت في تلك اللحظة أعجوبة عظيمة وآية أذهلت من رآها وذلك أنه قد هبت رياح شديدة في البحر المالح فارتفعت الأمواج وأخرجت رملا كثيرا أكواما أكواما بقدرة الله سبحانه وصار الرمل جسرا أقوي من الجسر الأول ثم هدأت الرياح كأنها لم تكن ثم عاد البطريرك وعند عودته إلى الملك استقبله وقال له " أيها البطريرك أطلب مني شيئا أعمله لك " فأجابه : " أريد منك يا مولاي أن تساعدنا في إنشاء كنيسة في هذا المكان لان فيه أجساد شهيدات قتلن أيام عبادة الأوثان لعدم سجودهن للأصنام " نن فأمر الملك أن ينظفوا المكان جيدا وأتي الأب البطريرك وفتح باب الدرج ونزل سرا إلى القبو فوجد أجساد الأربعين شهيدة مرصوصة بجانب السرير الذي كان جسد الشهيدة دميانة عليه . ثم أمر الملك بسرعة بناء كنيسة بقبة واحدة كرسها البطريرك في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس وشاع خبرها في كل البلاد فتقاطر الناس إليها بالنذور .
وقد كان تكريسها أولا في أيام قسطنطين وثانيا في مثل هذا اليوم وأمر الملك أن لا يزعج أحد النصارى فكان سلام في تلك الأيام في سائر مصر وبعد ذلك رجع الملك إلى قصره بمصر وكان دائما يطلب زيارة البطريرك فيحضر عنده بكل إكرام إلى انقضاء أيامه .
وأما الملك الذي كان في مصر في هذا الوقت فكان اسمه حسان بن عتاهية وكان حكمه عادلا كسليمان وكان محبا للكنائس والأساقفة والرهبان وكان يحب البابا البطريرك خائيل الأول البطريرك (46) الذي تولي الكرسي من سنة 743 إلى سنة 767 م وكان يحضر إليه ويتحدث معه في أمور المملكة .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات