القائمة الرئيسية

الصفحات

حقيقة الهيكل الثالث ما بين المسيحية واليهودية

حسب الرواية اليهودية فإن داود عليه السلام هو الذي أسس لبناء الهيكل ، ولكنه مات قبل أن يشرع في بنائه ، وأن ابنه سليمان عليه السلام هو الذي قام ببناء الهيكل فوق جبل موريا ، المعروف باسم هضبة الحرم ، وهو المكان الذي يوجد فوقه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وللهيكل منزلة خاصة في قلوب وعقول اليهود ، فإنهم يزعمون أنه أهم مكان للعبادة ، وأن سليمان بناه لهم ولديانتهم

عندما خلق الله الانسان فضله على باقي المخلوقات بهبة الروح (تك 2: 7) ، فهو قد وهبه روحه القدوس داخله ، وكأن جسد الانسان الترابي من البداية هو بمثابة صندوق يحمل الكنز وهو روح الله القدوس ، ولكن هذا لم يدم اذ ان البشر عرفوا البشر وتوغل الشر داخلهم حتى انهم دنسوا هذا الموضع (الجسد) الذي يحمل روح الله فيه. وفي الجيل العاشر من البشرية (وقت نوح) نزع الله روحه القدوس من الاجساد البشرية (تك 6: 3 سبعينية) ولم يعد حلول الروح على البشر يتم الا في نطاق ضيق جدا على الانبياء والممسوحين وبشكل متقطع. وهو ما اظهر الحاجة الى وجود الهيكل لكي يحل الله بروحه وسط الشعب ، فالهيكل هو بديل لجسد البشر الذ لم يعد مناسبا (بعد الخطية) لحلول الروح فيه ، ولهذا أمر الله به داود وقت استقرار مملكة اسرائيل ونفذه سليمان ابنه. فالهيكل الحجري ليس هو الأصل بينما في الحقيقة الهيكل الجسدي هو الأصل. كان الهيكل الحجري مرحلة مؤقتة فقط حتى يتطهر البشر بالحقيقة ويكونوا أهلا لعودة الروح اليهم. وما هو هذا الوقت الذي يكون فيه هذا ؟ . هو وقت المسيح المُرجع الكمال للبشرية (برشيث رباه 12: 6) والذي تنبأ زكريا النبي عنه قائلا انه يزيل اثم الارض في يوم واحد (زك 3: 9) ، ولهذا تنبأ اشعياء النبي انه على المسيح (جسده) سيحل روح الله (اش 11: 1-2) ، وكأن تلك النبوة تعلن ان جسد المسيح انما هو الهيكل الثالث الكامل الذي فيه يكون الروح لا في مبنى حجري وانما مبنى جسدي كما كان منذ ايام آدم.
الهيكل الثالث كما شرحنا هو جسد المسيح ، وهذا ما اعلنه الوحي في الانجيل صراحةً (يو 2: 21) . ولكن نكون اخطأنا ان قلنا ان الهيكل الثالث انما هو جسد المسيح وحده ، فجسد المسيح انما هو الحجرة الاولى او حجر الزاوية (مز 118: 22) . ونحن كلنا احجار حية في ذلك الهيكل الثالث والأخير (افسس 2: 20-21 ،1كو 3: 16، 2كو 6: 16) . فكل المؤمنون ليسوا كيانات منفصلة وانما كتلة واحدة او اعضاء لجسد واحد حجر اساسه هو المسيح.

اتى المسيح كبشر مثلنا وشاركنا في اللحم والدم وصالح الآب عنا كلنا كنائب عن البشرية وحل الروح عليه في مشهد كبير وامام الجميع وقت المعمودية (مت 3: 16). عاد الروح للبشرية عن طريقه وعن هذا تنبأ يوئيل النبي (يوئيل 2: 28) .

لم يخطأ اليهود عندما قالوا بحسب فهمهم للنبوات أن المسيح سيبني الهيكل الثالث بينما اخطأوا في توقع ماهية هذا الهيكل . ينتظر اليهود هيكلا حجريا على مثال هيكل حزقيال ، بينما نتمتع نحن بالهيكل الثالث الحقيقي.

فبالحقيقة بنى المسيح الهيكل الثالث ، فهو حجر أساس هذا الهيكل وهو من جلبنا له واعطانا ان نكون احجار حية في هيكل ضخم وعظيم يشمل كل المؤمنين وروح الله يعمل فيهم وفي وسطهم كائن. وهذا الهيكل لم يكتمل بناؤه حتى الان ، فكل يوم ينضم فيه مؤمنين جدد هو بمثابة امتداد وتوسع لهذا الهيكل ، وسيكتمل هذا البناء العظيم وقت مجيئه الآخر في المجد. هذا ما نفهمه من الاسفار المقدسة ، فكما أنه قديما عند الانتهاء من بناء الهيكل بوقوا بالبوق وفجأة حل المجد الإلهي على الهيكل (2اخبار 5: 13-14) هكذا سيكون في النهاية ، عندما يبوق البوق الأخير (1كو 15: 52) وسيأتي المسيح في المجد وستتمجد كنيسته معه. ومن هو خارج رباط هذا الهيكل المقدس لن ينال من المجد شيئا بل من الندم وصرير الاسنان كل شيئ.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات