القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار بين راهب شيخ وتلميذه يفتح أبواب الأمل أمام من سقط

اكثر المنشورات انتشارا على الفيس بوك
الراهب: أبي الحبيب.. لقد ﺯﺭﺗك مرَّات عديدة، وأخذت من وقتك الكثير، وﺍﻋترﻓت ﻟك ﺑﺨطاﻳﺎﻱ، ﻭﺳﻤﻌت منك حِكمْ وإرشادات.. ولكنِّي أشعر بضعفٍ شديد، لعدم قدرتي على النهوض، فلازلت أسقط وأقوم، فما اﻟﻔﺎﺋدﺓ من ﺯﻳﺎﺭﺗك طالما أنِّي غير قادر على النهوض؟
الشيخ: ماذا يحدُث لو أخذت وعائين من الفخَّار، وملأت أحدهما بالعسل، والثاني تركته فارغاً، ثمَّ سكبت العسل من الوعاء الممتليء في الوعاء الفارغ؟
الراهب: سيُصبح هناك وعاءً فارغاً وآخر ممتلئاً.
الشيخ: أُنظر إلى الوعاء الفارغ وشم رائحته بعد أن أفرغت منه العسل.
الراهب: بالتأكيد، سوف تنبعث رائحة العسل الحلوة من الوعاء الفارغ، وستتبقّى رواسب العسل في القاع.
الشيخ: هذا ما يحدُث عندما يُرشدك أبيك، فكل كلمة تسمعها تترك أثراً طيّباً فيك، وإن تعلّمت جزءاً من الفضيلة فالرب الرحوم قادر أن يملأ الفراغ الباقي ويُخلّص نفسك.
الراهب: كيف يكون هذا؟
الشيخ: أُنظر إلى ربَّة البيت، فتجدها لا تضع ملحاً في وعاء تنبعث منه رائحة العسل ولو قليلاً، وهكذا الله لا يرفضك إذا احتفظت بقليل من البر في نفسك.
الراهب: هل يمكن لشيء صغير مثل رائحة العسل، يقود إلى فضائل كبيرة؟
الشيخ: نعم، إن جاهدت وتمسَّكت بالرجاء، ولم تستسلم لليأس الَّذي قاد يهوذا إلى الانتحار.
الراهب: أُريد أن أسمع أكثر.
الشيح: كن مثل إناء فارغ يضع نفسه تحت إناء ممتليء، لكن يأخذ منه ويصير ممتلئاً مثله، ولهذا يجب أن تضع ذاتك تحت مشيئة الله، وتعمل بوصاياه، لكي تمتليء من نعمته، ويفيض عليك من بركاته وثمَّار روحه القدُّوس.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات