جرت هذه الحادثة في عام 1263م عندما اشتدّ الاضطهاد على المسيحيين في عهد المماليك, حيث قام الظاهر بيبرس بتدمير أبراج مدينة بيت لحم وهدَمَ أسوارها المحيطة بها التي كان قد بناها الامبراطور البيزنطيّ جوستينيانوس في القرن السادس الميلادي. وقد أعاثَ المماليك في كنائس فلسطين وأديرتها نَهباً وخَراباً وتَدميراً, ولم ينجُ من ذلك الخراب الّا كنيسة المهد في بيت لحم, اذ فشل الظاهر بيبرس الحاقد في هدمها بفعل أيةٍ عظيمة وعجيبةٍ باهرة حدثت كما جاء ذكرُها في تاريخ وتقليد كنيستنا الروميّة الأرثوذكسية.
تقول القصة المتوارثة عبرَ الأجيال أن الظاهر بيبرس كان قاسياً جداً على المسيحيين في أحكامه, فطردَ منهم من طرد, وسلَبَ الكنائس وهدَمها وقتل الكثيرين من المسيحيين, كما أمرَ رجاله بالتوجّه الى كنيسة المهد في بيت لحم لسَلبِ نفائسها الثمينة وحرقها وتدميرها! وما أن دخل جنوده الى الكنيسة حتى كانتهذه الأعجوبة العظيمة. من احدى أعمدة الكنيسة الرخامية القائمة منذ القرن السادس الميلادي عندما جدّدها الامبراطور البيزنطيّ جوستينيانوس, ظهرت ثقوبٌ على شكل صليب (كما تظهر في الصورة المرفقة) وبدأ يخرجُ منها أسرابٌ من الدبابير ملأت أرجاء البازيليك, وهاجمت الجنود المُعتدين بشراسة وأمعنت في لسعهم, ممّا اضطرّهم الى الهروب ومغادرة الكنيسة, ولاحقتهم أسرابُ الدبابير الى مدخل مدينة بيت لحم حيث انزرُّوا (أي حُشِروا) هناك, ولهذا سُميّ المدخل “قوس الزرَّارة” كما يُدعى اليوم, وقد حاصرتهم الدبابير في هذا الموقع الضيّق وزادت في لسعهم فهربوا حتى وصلوا الى موقع دُعيَ بعد الحادث “راس فطيس” بالقرب من مدرسة ودير راهبات الوردية, حيث مات العديد من الجنود (فَطَسُوا) من لسع الدبابير.
تعليقات
إرسال تعليق