أفواج وأفواج من البشر، منهم رجال الدين المسيحي والإسلامي، ورجال دولة رسميون، وأناس من مختلف شرائح المجتمع تهافتوا إلى المكان، منهم المؤمن، ومنهم المعترض، ومنهم الفاحص والمدقق، ومنهم المتفرج .استطاع قنشرين حجز موعد مسبق مع أصحاب المنزل ( منطقة الشيخ مقصود) ، لزيارتهم بغير الأوقات المخصصة للزوار، كي يتسنى لنا التحدث بأريحية وأخذ التفاصيل كاملة ،فعند دخولنا المنزل انتابنا شعور غريب ، شعور عظيم تقشعر له الأبدان ،وتُُذرف له الدموع ،فليست صورة السيد المسيح له كل المجد الوحيدة التي تنضح زيتاً ،بل كل صورة مقدسة حتى جدران المنزل قد أشبعها الزيت . وقد التقينا صاحب المنزل السيد ميشيل بلدي فحدثنا عن هذه الظاهرة بالتفصيل قائلاً: قبل عدة شهور وبالتحديد يوم الثلاثاء الواقع في 12 كانون الثاني 2010 ،بدأ وجه السيد المسيح في الصورة المرسومة بالألوان المائية يرشح زيتاً ،واستمرت الظاهرة لمدة ثلاثة أسابيع ،ومن ثم انتقل رشح الزيت إلى إكليل الشوك وبشكل طولي إلى أن امتدت إلى كامل الصورة ، وبعد ذلك بدأت معالم الصورة تتغير ،حيث ظهرت خطوط على شكل وشاح في الجانب الأيسر للصورة وبشكل طولي ،ومن ثم ظهر قلب يسوع الأقدس على ذقن السيد المسيح . وبعد شهر ونصف انتقل رشح الزيت إلى تمثال للسيدة العذراء كان بالقرب من صورة السيد المسيح ،فبدت وكأنها تبكي ، ثم انتقل الزيت وبشكل تدريجي إلى شالها ويديها ورجليها وثوبها فشمل التمثال كله ليسكب زيتاً مقدساً ،وكان لدينا أيضاً رأس السيد المسيح مصنوع من الزجاج ،فأصبح هو أيضاً يرشح زيتاً . ثم وفي أثناء الصلوات التي كانت تقام ،بدأت المسبحة المعلقة على الحائط تهتز ثلاث هزات إلى الأمام وثلاث هزات إلى الجانبين وينضح الزيت من عنق الصليب، كل ذلك أمام حشود غفيرة من المواطنين . وفي أول أيام صوم عيد القيامة 2010 ، حيث كان العيد مشتركاً بين جميع الطوائف ، ظهر على الجدار قرب الصور صليب كبير وكأنه مثبت على صخرة، وأصبحت قاعدته تنضح زيتاً ،وفي يوم الجمعة العظيمة بدأ شلالاً من الزيت يرشح من جدران المنزل ،واستمر ليصل إلى السقف ،وانتقل رشح الزيت انتقالاً إلى مطلع الدرج خارج المنزل ،ثم إلى صليب كان معلق فوق الباب ،وصولاً أيضاً لصورة العذراء مريم التي بدت وكأنها تبكي زيتاً لتنضح بقوة بعد ذلك ، وقد بدأ الزيت ينضح خارج المنزل عندما طلبت منا الكنيسة أن نغادر المنزل لمدة أسبوعين ،وذلك بسبب اختبارات كانت تقوم بها ، وبالفعل غادرنا المنزل بناءً على طلبهم ،عندها جاءنا مؤمنون مغتربون لزيارة المنزل من أجل الصلاة ،فلم يجدوا أحداً فقرعوا الباب بقوة ،عندئذ بدأت صورة الصليب المعلقة على الباب الخارجي تنضح زيتاً ، إنه عمل الله . ثم أضاف : لقد زار المنزل وفود سياسية من رجال أمن بمختلف شرائحهم، وقد كان موقفهم إيجابي جداً من هذه الظاهرة ،لدرجة أن رئيس قسم منطقة الشيخ مقصود أراد أن يضع مفرزة أمنية لحماية المنزل ، ولكنني رفضت شاكراً لهم تعاونهم واهتمامهم بالموضوع ، وكذلك زارنا الكثير من رجال الدين الإسلامي ،وكانوا شديدي الإعجاب بما يحدث في هذا البيت من معجزات ،حيث تحدثوا بما يماثله بآيات من القرآن الكريم وبالتحديد صورة النور والتي كان اختصارها " الله نور السماوات والأرض " ، فكانوا سعداء جداً بهذه الظاهرة ، ولن ننسى رجال الدين المسيحي اللذين أقاموا الصلوات والتضرعات والشكر والتسبيح للسيد المسيح على هذه الأعجوبة ،حيث وضعت الكنيسة لجنة لمتابعة هذه الظاهرة وعلى رأسها مشكوراً الأب جول بغده صاريان ، وأشكر أيضاً الأب اسكندر أسد لمواظبته على المجيء للصلوات والتضرعات للإله ، وقد توافد إلينا المؤمنون من مختلف الطوائف المسيحية والإسلامية هذا وقد أخذت عينة من هذا الزيت وأرسلت إلى فرنسا بغية تحليلها ،فكانت النتيجة بأنها من ثمرة شجرة مباركة ،وهي موجودة بالبذرة الموجودة في العنب . وهذه الظاهرة هي خارجة عن إرادتنا لأنها مشيئة الله سبحانه وتعالى لا مشيئتنا نحن ، ليتعظم اسمه ،والصلوات هنا مكثفة جداً ،والعطاء مجاني دون مقابل ،وقد كانت نتيجة هذه الصلوات حدوث شفاء لبعض المؤمنين اللذين أتوا طالبين الشفاء من السيد المسيح والسيدة العذراء ،وقد حددنا يوم واحد في الأسبوع للزوار وهو يوم السبت من الساعة السادسة مساءً حتى العاشرة ، فنحن نتلو المسبحة كل يوم سبت الساعة السادسة والنصف مساءً ،ونقدم صلواتنا الدائمة للإله ربنا ولوالدته البتول القديسة مريم العذراء . وقد أضاف : إن هذه الصورة هي إرث من جدة زوجتي ،وهي إهداء من الفنان السوري سلوم حداد وأخيه أرسين حداد ،حيث وبحكم صداقتهم العائلية آنذاك قدموها إلى بيت جدة زوجتي ،فكانت زوجتي شديدة التعلق بهذه الصورة منذ صغرها ،وكانت باستمرار تذهب إلى بيت جدتها لترى هذه الصورة وتركع وتصلي أمامها . فقد أصرت زوجتي بأن تأخذ هذه الصورة وتضعها في بيتنا ،وبالفعل حصل ما أرادت ووضعناها على حائط بيتنا المتواضع وكنا سعداء بها جداً ،وبعد سبعة أشهر من تواجدها في منزلنا بدأت تنضح زيتاً . وعن شعوره بهذا الحدث العظيم قال : إننا لم نصدق ولم نستوعب في بداية الأمر ما حصل ،وسألنا أنفسنا لماذا نحن وليس أحداً سوانا ؟ لمن فعل الله هذه المعجزة ؟ هل هي بركة لنا أم للناس ؟ أسئلة كثيرة راودتنا لكن في النهاية وصلنا إلى أن الله لا حدود لعطاياه ،فلتكن مشيئته لا مشيئتنا.
تعليقات
إرسال تعليق