اكثر المنشورات انتشارا على الفيس بوك
- ولد الطفل سيداروس فى 7 / 5 / 1920 م بمدينة فرشوط ( قنا ) .. ودرس الإبتدائية القديمة وبعد ذلك دخل الإكـليريكية بالقاهرة .. وسيم كاهناً يوم الأحد الموافق 7 / 8 / 1949 م _ 1 مسرى 1665 ش ، بتكليف من البابا الأنبا يوساب الثانى للأنبا ايرآم مطران الأقصر وتوابعها . سيبم كاهناً على كنيسة السيدة العذراء مريم بفرشوط مع والده القمص أرسانيوس وأخيه القمص شنودة .. بإسم ( عازر ) الذى يعنى ( الله يعين ) .
- وهو من اسرة عريقة ومعروفة ولها مكانة كبيرة فى قلوب الناس من أسرة كهنوتية عريقة وتعرف بعائلة القمامصة .. ( أبيه ، أخيه ، جده ، أبنه ، زوج إبنته ، وزوج حفيدته ) .
- وبداية من عام 1950 م كان يتردد القمص عازر على القمص مينا المتوحد ( البابا كيرلس السادس ) .. وكان يقضى معه فترات طويلة تزيد عن 6 أشهر فى الطاحونة ، وبعد رسامة أبونا مينا بطرك كان أيضاً يذهب له البطريركية ويقضى معه الليل فى التسبحة حيث كان قداسة البابا كيرلس يعلم بقدومه فيقول للخدام جهزوا الأوضة للـ ( مبروك ) علشان جاى .. هكذا كان يناديه قداسة البابا كيرلس وهذه الفترات التى كان يقضيها أبونا عازر مع قداسة البابا أكسبته حياة الصلاة والصوم والتسبحة وحب المذبح والذبيحة الذى صار المذبح شريك حياته يومياً .. وصارت الصلوات الحب الأعظم له حتي إنه إشتهر بأنه رجل الصلاة فى محافظة قنا ،، وكان يزور الأديرة ويقضى بها أسابيع طويلة مع مواصلته على حضور صلاة نصف الليل ومن هذه الأديرة دير الأنبا بولا والانبا انطونيوس والبراموس والسريان والانبا بيشوى ..
*** فكان دائم النمو فى فضيلة الصلاة :
ومحباً لها فقد كان يستغرق ساعات طويلة فى الصلاة كأنه يعيش فى اللازمن .. وإن قلنا أنه كان يصلى 20 ساعة يومياً لا نبالغ ، يتخللها صلاته الخاصة والصلاة الكنسية وأيضاً الصلاة للمترددين على منزله .. وحتى الأربع ساعات الباقية كان ينام وقلبه مستيقظ ، فكان يبدأ يومه الساعة الثانية صباحاً بصلاة نصف الليل والتسبحة حتى الصباح .. وبعد جلوسه بعد الصلاة تجده يقول فى سره صلوات غير مسموعة وحينما يصلى مزاميره تجده كأنه يأكل شبئاً بلذه وتمتع .
- ولن ننسى أبداً أخر يوم فى حياته فى الساعات الأخيرة كان متألم جداً ولكن فتح الأجبية وهوجالس على السرير وصلى الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة وبعد فترة من العلاج صلى الغروب والنوم والستار وهذا هو قانونه العادى وقال للجالسين حوله " أهو هو دا النظام والترتيب اللى تمشوا عليه " .. وفى نفس الليلة صلى صلاة نصف الليل والتسبحة وحينما ذهبت مجموعة من الأطباء له الساعة الواحدة صباحاً للإطمئنان عليه وجدوه يصلى وفاتح الإبصلمودية ومركز جداً وإنتظروا حتى الساعة الثانية صباحاً ولكن المعروف أن ابونا لا ينتهى من هذه الصلوات إلا فى الصباح الباكر ومضوا وهم متعجبون ..... صلاة من العمق ...... بنقاء ...... بمحبة ......... بإنسكاب ..... بتمتع ..... صلاة حتى النفس الأخير .
- ومن عـمق محبته للصلاة فقد كان ينشغل انشغالاً كاملاً بمن تحبه نفسه ولا يعطى أى إهتمام أخر لأى شئ فكل مشاعره وحواسه قد تكرست تماماً وبكاملها لمن يصلى له .. لدرجة أنه وقع زلزال عظيم فى إحدى السنوات وكان بيته متصدع ومتهالك وبه شروخ خطيرة قبل ترميمه وكان اثناء هذا الزلزال واقف للصلاة فأخذت الناس تصرخ نحوه لمغادرة البيت بسبب الزلزال ولكن ليس من مجيب وبعد انتهاء فترة الزلزال والدخول فى فترة الأمان دخلوا عليه البيت فوجدوه منتصباً للصلاة فى مكانه لم يتغير وكأنه فى عالم آخر وليس على الأرض القابلة للزلزال .
- وروى أحد الآباء أن ابونا عازر فى إحدى الأحاد كان متعب ومتوجع جداً فجاءه صوت من السماء
" متخدمش النهاردة "
فرد وقال " إزاى يارب لانه لا يوجد قداس أحد قصرت فيه " فرد عليه الصوت وقال :
" أنا صاحب الذبيحة اللى أنت حاتقدمها وأنا إلـه الأحــد "
- فهذا الرجل شاهد على جيله يبكت كل من هو مستهتر ومهمل فى الصلاة لكل من لهم صحة .. وهو الشيخ المتقدم فى الأيام فكانت رجلاه وكأنها محترقتان بالنار ومع ذلك كان يقف يصلى .
- وذكر أحد الاباء كاهن لكنائس فرشوط أن ابونا عازر قبل نياحته بفترة قليلة كان يخرج من القداسات متهللاً وهو يقول كقول الرب لنفسه " إلى متى أكون معكم " .
ولا ننسى منظر ابونا القديس وهو مربط بالرباطات فى قدميه الإثنين وهو فى المستشفى ( سان مارى ) يقنا وصمم على صلاة القداس وقال لمدير المستشفى وهو القمص / صليب أخنوخ " إذا ماصليتش أرجع بلدى تانى أنا مش عايز أتعالج " وبالفعل نزل على كرسى متحرط حتى باب السيارة والعجيب أنه أثناء الصلاة تجده شاباً صغير السن ..
*** وإذا تحدثنا عن فضيلة الصوم فى
حياة ابونا القديس فنقول :
أنه كان له منهج خاص فى أيام الصوم حيث كانت تمتد ساعات الصوم إلى الغروب حيث كان يفطر بعد صلواته الخاصة التى تلى القداس وبالتالى يفطر الساعة الثامنة مساء بلا تمييز بين صوم وأخر .. بل كانت الأصوام كلها صوماً مقدساً بدرجته الأولى ... فلم نراه يأكل بعد القداس حتى فى أيام الأحاد كان طقسه غريب فكان يمكث طول اليوم بدون أكل لدرجة أنه نفذ قول أحد الآباء " أننى لا أظن أن الشمس رأتنى أنا وباأكل " .. وكانت نوعية أكله بسيطة وقليلة كأنه أكل عصفور .
- وكان يقرأ الكتاب المقدس كل خمسين يوماً من سفر التكوين حتى الرؤيا .. وعندما سئل عن ذلك قال : " تسلمت ذلك عن قداسة البابا كيرلس السادس " .
وكان ابونا القديس القمص عازر يرفض رتبة القمصية لإتضاعه ولكن بعد إلحاح شديد من نيافة الأنبا كيرلس أدام الله حياته ( اسقف نجع حمادى وفرشوط وتوابعها ) اخذ هذه الرتبة فى عام 1992 م وكان دائما يردد " السماء فيها أربعة وعشرون قسيساً " .
*** رحلة المرض وفضيلة الصوم والإحتمال فى
حياة أبونا القديس القمص عازر :
فضيلة الصبر والإحتمال كانت فضيلة واضحة جداً وبدرجة عالية فى حياته فمثلاً قصة مرضه وعلاجه حيث كانت رجليه متورمتان ويوجد سواد بإحداهما وبهما كمية كبيرة من الصديد والمدة مما جعل الأطباء يتعجبوا من إحتماله كل هذه الآلام فبعض الأطباء شخص هذه الحالة على أنها جلطة واخرين انذروا بالبتر وهذا كله وأبونا محتمل هذه الآلام .. وكان يرفض نصائح الأطباء من نوم أو راحة أو علاج ...
- فإحتمل المرض بأنواعه بشكر ومحبة بدون شكوى من الألم المبرح فى كل أعضاء جسده الداخلية والخارجية وإشتكي مرة واحدة فى حياته من المرض فى مستشفى ( سان مارى ) أثناء الغيار من رجليه المتورمة من الجلطة ومتفتحة مشققة من كثرة الصديد وأثناء خلع الشراب كان لاصق برجليه وخُلع بالجلد والدم والصديد وبألم شديد وبعدها غيار مكون من الغسول والبيتادين وخلافه .... وقبل الغيار كان يأخذ حقن مورفين علشان شدة الألم .. فقال أبونا : " رجلى فى زيت ابانوب المغلى " . وكأنه يريد لأن يوضح شدة ما يعانيه من ألم .
- وعندما كان يرفض العلاج كان يذهب له نيافة الأنبا كيرلس ويتصل به تليفونياً ويقول له : ياأبونا عازر خد العلاج وطاوع الدكاترة ومترفضش العلاج وخد اجازة الى ان يصرحوا لك الأطباء بالخروج .. وانا أجئ مخصوص وأخدك بعربيتى من المستشفى إلى منزلك .
**** الطاعة فى حياة ابونا القديس عازر :
كان مطيع لأبعد الحدود لرؤساءه .. فكان مطيع لنيافة الأنبا كيرلس فى أى أمر وكلمة تصدر منه وكان يقول له : أمرك ياسيدنا ، حتى فى علاجه الخاص او الأكل فى المستشفى أو نظام القداسات فى الكنيسة حسب الجدول يأخذ دوره وكان يصلى قداسات خاصة فى أى مذبح غير مشغول بالصلاة ليذكر اولاده الذين كلفوه بالصلاة من اجلهم ومن اجل مشاكلهم ...
- كان ينفذ اى طلب لسيدنا دون تردد وهو يقول " كلام سيدنا أمر على رأسى من فوق " ... وأثناء سفره للعلاج بالقاهرة وزيارة الأديرة كان يصمم على أخذ تصريح كتابى من المطرانية وبتوقيع سيدنا .. وعندما يذهب الى اى دير او كنيسة بالقاهرة لعمل قداس يخرج التصريح من جيبه وكل الأديرة ترحب به وهو يقولون له ديرك مفتوح فى اى ساعة بدون تصريح ياأبونا واحنا اولادك نأخذ بركة .
& ويقول أبونا موسى أبو السعد
( راعى كنيسة أبو مقار بالبلينا واب إعتراف ابونا عازر ....) :
من ناحية الإعلانات والرؤى التى كان ابونا عازر يراها كان لا يذكر كل الأشياء التى توضح كرامته ...
- أما من ناحية حروب الشياطين لابونا فكانوا يحاربونه كثيراً وكانت رجليه محترقة ولكن كان له سلطان عليهم من كثرة إتضاعه وصلاته الدائمة ... وكان اب اعترافه المتنيح الأنبا مكسيموس أسقف بنها .. وبعد نياحته ظهرت له السيدة العذراء العظيمة وهى اللى قالت له يأخدنى انا المسكين اب إعتراف له ..
- روى شهود العيان ... أن القمص عازر قام بعمل ترحيم لنفسه قبل نياحته بأسبوع يعنى يوم الأربعاء 16 / 6 / 2004 م قال ابونا فى صلاة القداس بعد المجمع : " نيح يارب نفس ابونا عازر القمص أرسانيوس فى فردوس النعيم "
فأدرك من حوله من الشمامسة ان الوقت قريب لنياحة ابونا .. واكثر من هذا شاور على إثنين رآهم قبل نياحته ( لا نعلم من هم ) وقال للذين حوله : " شوفوا كده الإثنين دول " وكان ينظر الى اعلى واستمروا معه وحينما سأله أحد أولاده ماذا قالوا لك ؟ وهل هم موجودين أم لا ؟ قال : نعم موجودين ومقالوش حاجة .
** وفى يوم الخميس الموافق 24 / 6 / 2004 م الساعة الثامنة والنصف صباحاً .. إنتقلت روح القديس أبينا القمص عازر إلى الأمجاد السمائية وقبل نياحته بيوم صلى القداس الإلهى بمفرده وأنتهى الساعة الثالثة عصراً وفطر فى الغروب لنفس اليوم وفى ليلة نياحته صلى صلاة نصف الليل حتى الرابعة والنصف صباحاً يالرغم من مرضه الذى وصفه بنار فى بطنه ...
وتنيح القديس ورقد فى الرب يسلام فى الساعةا لثامنة والنصف صباحاً ونُقل الجثمان إلى المقبرة التى أعدت له تحت مذبح الملاك ميخائيل بكنيسة السيدة العذراء مريم بفرشوط ليتبارك منه الجميع وقد حضر صلاة الجناز .. نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى وفرشوط ونيافة الأنبا يسطس رئيس دير الأنبا أنطونيوس العامر بالبحر الأحمر .. ولفيف من الاباء الكهنة من إيباراشيات نجع حمادى ودشنا والبلينا وقنا وكثير من المحافظات .
تعليقات
إرسال تعليق