القائمة الرئيسية

الصفحات

الشيخ محمد العريفي يحرض على هدم كنائس المسيحيين

استنكر عدد من أبناء الديانة المسيحية في العراق كلام رجل الدين السعودي محمد العريفي الذي هاجم البلاد الإسلامية، وانتقدها لأنها تضم الكنائس ويعلّق أبناء الديانة المسيحية "الصليب" دون أن تتدخل الحكومات أو الهيئات الشرعية فيها لهدمها.

يأتي ذلك على خلفية ما ذكره رجل الدين السعودي محمد العريفي في خطبتي صلاة الجمعة الماضية، حيث انتقد البلاد الإسلامية المتفرقة التي توجد فيها الكنائس وتضرب فيها النواقيس ويعلق المسيحيين الصليب. ولوّح العريفي في خبطته إلى هدم كنائس المسيحيين والمراقد المقامة على قبور الشيعة في البلدان الاسلامية، حينما اشاد بما يفعله المجاهدون المرابطون-حسب قوله-في الجنوب السعودي.

وأكد أن المرابطين والمجاهدين يدافعون على بلاد الحرمين وقبلة المسلمين وحماية الحجاج والمعتمرين والحفاظ على الدين وملة التوحيد، مشيرا الى ان الأجهزة الأمنية في السعودية لا تسمح ببناء مثل هذه المشاهد واذا ما عثرت عليها فأنها ستعمد لهدمها قبل ان تتدخل الهيئة الشرعية، وهذا ما اعتبره البعض تلويحا وتحريضا لأتباع المذهب الوهابي المتطرف لمهاجمة ومراقد الشيعة ودور عبادة المسيحيين من كنائس وغيرها.

وفي هذا الصدد، ذكر تومي جورج وهو احد المواطنين المسيحيين في بغداد لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) أنه "بالفعل مثل هذا الكلام التكفيري يعد بمثابة رسالة ارهابية الى الارهابيين ومن هم على ذات المنهج الديني المتطرف لهذا الرجل ان يهاجموا الكنائس والمسيحيين في الوقت الذي يهاجمون دور عبادة ومقدسات الشيعة".

واعتبر جورج "تصرف العريفي تصرفا فرديا ولا يمكن اعتباره انه يمثل وجهة نظر جميع رجال الدين في المملكة العربية السعودية برمتها"..مضيفا "يبدو ان العريفي والكثير من امثاله يكفرون المسيحيين العراقيين ويعتبرونهم من الفاسقين والفاجرين الذين يجب القضاء على دينهم وكنائسهم، لانهم يقيسون مسيحيي العراق والشرق على افعال مسيحيي الغرب وهذا خطأ بحد ذاته". وأوضح أنه "ثمة اختلاف بين المسيحيين الغربيين والمسيحيين الشرقيين في العراق وغيره سواء كانوا كاثوليك او ارثوكس، اذ ان معظم الأخيرين ملتزمون دينيا وهناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، على خلاف المسيحيين الغربيين الذين يكاد أكثرهم لا يحمل من الديانة المسيحية وتعاليم المسيح إلا الاسم".

فيما تأسف احد الإعلاميين العراقيين من أبناء الديانة المسيحية (ح.ق.ب) على "اعتراض الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي الذي قدم خطابا شديدة اللهجة إلى المملكة العربية السعودية، لتجاوز العريفي على مقام المرجعية الدينية للشيعة وشخص السيستاني، ولم يعترضوا على تجاوزات العريفي ضد ابناء الديانة المسيحية ودور عبادتهم الكنائس والصليب المقدس الذي يحمله كل واحد منهم". وأوضح أنه "كان على مجلس النواب العراقي وكافة الجهات الرسمية في العراق إدانة رجل الدين السعودي محمد العريفي لتجاوزه على الديانة المسيحية والمسيحيين ومقدساتهم وكنائسهم، بالوقت الذي ادانوا فيه تجاوزه على الشيعة والسيستاني".

واعتبر صابر كوركيس احد ابناء الديانة المسيحية في محافظة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق أنه "كان يتابع الكثير من رجالات الدين في السعودية وكان يلاحظ على اغلبهم التطرف والميل نحو تكفير كل من يخالفونهم في الدين او العقيدة او الفكر". وأضاف أن "العريفي وغيره يكفّر الشيعة الذين يشتركون معه في الدين والنبي والكتاب والقبلة فكيف به لا يكفّر المسيحيين الذين يختلفون معه في كل ذلك".

واردف كوركيس قائلا إن "الشعب العراقي شعب واع، وان معظم رجالات دينه سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او صابئة هم من رجال الدين الواعين والذين يتعاملون مع الاديان من منطلق التعايش السلمي وهي رؤية معاصرة معبرة عن احترام ابناء الديانات المختلفة لبعضها البعض". وأشار الى أن "الشعب العراق شعب طيب الاعراق واصيل" وبرر ذلك بقوله "رغم كل المآسي التي مر بها وعاشها العراقيون الا انهم ما زالوا متحابون عربا وكردا، اسلاما ومسيحية وصابئة، شيعة وسنة، وهلّم جرا".

ونوه الى انه "بعد هذه التصريحات المتواصلة التي يدلي بها العريفي وغيره فإنني لا استبعد ان تكون ثمة اياد خفية لعدد من رجال الدين السعوديين المتطرفين وراء تحريض الارهابيين في العراق لمهاجمة ابناء الديانة المسيحية في بغداد او الموصل وغيرهما، حتى تعرضوا للقتل والتهجير وغير ذلك من العمليات الاجرامية". وتعتقد الطالبة الجامعية داليا رائد ان "كلام العريفي يكشف عن رؤية ضيقة ونفس مريضة ورفض ذاتي للتعايش السلمي وامتناع عن حوار الديان او التعايش فيما بينهم تحت اسم الإنسانية والتي هي اعم من الأديان والمذاهب والقوميات والأوطان".

واضافت رائد "انا مسيحية لكني اسكن دارا يتوسط منطقة الكرادة في بغداد، يقع على يمين جار شيعي والى الشمال مني جار سني، وجمعينا متحابون ومتواصلون بالإنسانية والوطن لا يفرقنا دين او مذهب، وهذا ما لا يريده غير العراقيين وأعداء الوطن من رجال دين تكفيريين أو غيرهم للعراق او العراقيين".

وكان العريفي القى خطبة جمعة بعنوان "قصة الحوثيين"، قائلا إنهم "خلال معاركهم مع الحكومة اليمنية اصروا على ان يكون السيستاني هو الوسيط لحل النزاع، لم يطلبوا ان يكون علماء كبار الوسطاء، بل شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من اطراف العراق".. كما "هاجم في خطبته، البلاد الإسلامية المتفرقة التي توجد فيها الكنائس وتضرب فيها النواقيس ويعلق المسيحيين الصليب".. ولوح إلى "هدم كنائس المسيحيين والمراقد المقامة على قبور الشيعة في البلدان الاسلامية".
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات