القائمة الرئيسية

الصفحات

كم من المسيحيين يشهدون في حياتهم شهادة زور من خلال سلوك منحرف لا يليق بالمعمدين؟

زُرِعنا في العالم لِنَكون أبناءَ النور وَلِنعمَلَ أَعمالَ النور، لا أَعمالَ الظُلمَةِ الخبيثَة. هذا ما يُوَجّهنا إليه المثل، فيتحدَّثُ عن عبدٍ صالِح وآخر شرّير: واحِدٌ يعمل أعمال الله، فيسهر على إخوته والخير العامّ،  وآخر يعملَ أعمال إبليس، فيُفسِدُ في الأرض.
أمانة العبد
يسألُ ربُّ البيت عبده أن يَنوبَ عنه في غيابِه، فيحرَصَ ويُحافِظ على الأمانة التي تسلّمها منه ويضعها في خدمة مَن أُوكِلَ بِهم.
ما هي هذه الأَمانة؟ هي التعلُّق بالوصيّة وتطبيقها بحسبِ رغبة الموصي. الأَمانة هي مِثال إنساني بالدرجة الأولى قبل أن تكون مثالاً دينياً، وغيابها يكسر الشركة مع البشر ومع الله،   لأنّها خروجٌ عن العهد واستسلامٌ لمبدأ آخر غير جدير بالثقة. والكلمة التي يستعملها الكتاب المقدّس، والأشدّ توصيفاً لهذه الحالة، هي الزّنى. فعدم الأمانة هو الخيانة، أي الزنّى الذي يكسر العلاقات، ويجعل عِشرة الله، “إذ أيّ شركةٍ بين النور والظلام؟ وأيُّ وِفاقٍ بين المسيح والشّيطان“(2قور6\14-15). قال البابا فرنسيس في هذا السياق:”نحن في صدد خطر “روح العالم”. المسيحي لا يستطيع أن يعيش بِوِحدَة مع روح العالم. هذا وَثن، ليس الله. وعبادة الأوثان هي الخطيئة الكبرى“(عظة البابا فرنسيس في أسيزي في 4-9-2013).
تفترض الأَمانة إذاً، التعلّق بالوصيّة الإلهية، أي بكلامِ الربّ في الكتاب المقدّس وكما تُفسّره الكنيسة المؤتمنة على مستودع الإيمان، ومحاولة عيشه كما يُريد. من هنا قولُ المثل:”طوبى لذلِك العبد الذي يَجيءُ سيّده فيجدُه فاعلاً هكذا“(آ46).
نحن سُفراء المسيح
على ما ائتمننا الربّ؟  ائتمننا الربُ على ذاته، وعلى كلامِه، وعلى إخوتنا: أعطانا ذاتَه في الإفخارستيّا، وكلامَهُ في الإنجيل، وإخوة لنا في الكنيسة وخارجها، وطلب منّا “أن نُعطيَهم الطعام في حينه“(آ45).
يقول القديس بولس:” نحنُ سُفراء المسيح(2قور5\20). كلمة “سفير” هي مُرادف لكلمة “رسول“. نحنُ إذاً رُسُلُ المسيح. يقوم عمل الرسول في تمثيل مرسِله إن في إبرام المعاهدات (يش 9\4)، أو في طلب الامتيازات (عد 20\ 14)، أو في التوبيخ عند الغلط (قض 11\12)، أو في التعزية عند الملمّات (2 صم 10\2)، أو في التهنئة في الأفراح والنصر (1ملو 5\1). يتكلم السفير بإسم مرسِله، ويأخذ القرارات وينفّذها بإسمه ، فسلطته إذاً كاملة وجذرية.
ائتمننا على الخير
أعطانا السيّدُ السلطة الكامِلة لنصنع الخير مع إخوتنا، لا لِنَجعلَ مَن أَنفُسِنا سَببَ زَلَّةٍ للآخرين،”بل لِنُظهر أنفسنا في كلِّ شيء أننا خُدّامُ الله” (2قور6\3-4).
مُشكلة العبد الشرّير أنه تَبع روح العالَم، فأصبَح للآخرين سبب زلّة عبّر عنها المثل بقوله:” فبدأَ يسكر ويضربُ رفاقه“(آ49). راح هذا العبد يشهدُ شهادةَ زور مُستسلِماً لروح العالَم. كم مَن المسيحيين يشهدون في حياتِهم شهادة زور من خلال سلوكٍ مُنحرف لا يليق بالمعمّدين؟!. كم منهم يُحرّفون الحقّ ويعبدون الباطل سعياً وراء مالٍ خسيس؟!. كم من المسيحيين ابتعدوا عن الإيمان بحجّة أخطاء الآخرين والسلطة الكنسيّة ؟! وكم منهم لا يُقيمون وزناً للحياة البشرية فينقضّون عليها، غن في العائلة وإن خارجها، لأالف سبب وسبب؟!…  هؤلاء كلّهم مدعوون اليوم إلى التعرّي، نعم التعرّي من روح العالم الذي يستعملهم “ليضربوا إخوتهم البشر“، وأن يَرجعوا إلى الربّ مُلتمسين منه الغفران، “وهو يجبر كسرهُم“(مز147\3).
صلاة
نعم يا ربّ، لقد أسأنا إليك، عندما أسأنا إلى الأمانة التي ائتمنتنا عليها. نحنُ خطأة يا ربّ لأنّنا كُنّا سبب عِثارٍ لإخوتنا. لأنّنا لَم نكن إخوةً حقيقيين لإخوتنا. لأنّنا لَم نعمل بكلامك الذي سمعناه. ولكننا نثق بأنّك الرحمة الغافرة. فاغفر يارب خطايانا ونقّنا وطهّرنا فنكون لك رُسُلاً وشهوداً وعبيداً أُمناء. آمين
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات