القائمة الرئيسية

الصفحات

خدمه اكثر المنشورات انتشارا
وُلد القديس مقاريوس عام 300 م في بلدة شبشير بمحافظة المنوفية. كان والده كاهناً شيخاً نزح إلى قرية شبشير حاملاً معه من وطنه الأصلي ما تبقى له من فضة، فاشترى قطعة أرض ليفلحها، بالإضافة إلى خدمته الكهنوتية التي استأنفها مع كهنة القرية، الذين رحَّبوا به لِمَا رأوه عليه من نعمة وقداسة. وبعد سنتين أو ثلاث وُلد مقاريوس، وكان الطفل يتربى وينمو في مخافة الله على يد أبويه الصالحين. ولما شبَّ عن الطوق، بدأ يذهب مع أبيه إلى المزارع. وقليلاً قليلاً بدأ يساعد أباه في فلاحة الأرض، وكان أن الله وسَّع رزقهما جداً من مواشٍ وأملاك.
صعد الأب مقاريوس مرةً من الإسقيط إلى البريةِ. فأتى إلى ناووس (أي هيكل وثني) حيث كانت هناك جثثٌ يونانيةٌ قديمةٌ. فأخذ القديسُ جمجمةً ووضعها تحت رأسِهِ. فلما رأى الشياطينُ جسارتَه حسدوه وأرادوا أن يُزعجوه. فنادوا بصوتٍ عالٍ باسمٍ مستعارٍ لامرأةٍ قائلين: «يا فلانة، قد أخذنا الصابونَ والأشنانَ وأدواتِ الحمامِ، وها نحن في انتظارك لتكوني معنا». فخرج صوتٌ من الجمجمةِِ من تحتِ رأسِهِ قائلاً: «إن عندي ضيفاً وهو رجلٌ غريبٌ متوسدٌ عليَّ فلا يمكنني المجيء، امضوا أنتم». أما القديسُ فإنه لم ينزعج ولكنه رفع رأسَه عنها وحرَّكها بيدهِ قائلاً: «ها أنذا قُمتُ عنكِ، فإن استطعتِ الذهابَ فانطلقي معهم إلى الظلمةِ». ثم عاد ووضع رأسَه عليها. فلما رأي الشياطينُ ذلك منه تركوه بخزيٍ عظيمٍ وصرخوا قائلين: «امضِ عنا يا مقاريوس»، وهربوا
وتقدَّم أنبا مقار في الأيام، وشاخ جداً، حتى بلغ سنه تسعين سنة. وفي المخطوطة القبطية يقول سيرابيون إنه عاش سبعة وتسعين سنة
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات