خدمه اكثر المنشورات انتشارا
روى لنا أحد الإخوة الأفاضل الموثوق بهم هذه الحادثة الغريبة التي حدثت بالفعل، قال:
كانت الطالبة (س) - وهي فتاة مسيحية مؤمنة تقية نشأت في أسرة تخاف الرب كثيراً - تدرس بإحدى الجامعات .
في بعض الأيام كانت الدراسة بالجامعة لا تنتهي إلا مع غروب الشمس، وذات يوم استقلت الطالبة الباص لتعود إلى البيت بعد انتهاء يومها الدراسي الطويل . كان المسافرون في ذلك اليوم قليلين، وعندما بدأ الباص في التحرك كان الليل قد بدأ يُرخي سدوله.
أثناء المسافة ما بين الجامعة وبيتها كان الركاب ينزلون واحداً فواحداً كلٌ في مقصده إلى أن بقيت (س) وحدها هي والسائق فقط.
شعرت الفتاة بالخوف كما لم تشعر به من قبل، وتبادرت إلى ذهنها كل القصص والأحداث التي وصلت إلى مسامعها قبلاً عما يحدث من بعض السائقين الأشرار في ظروفٍ كهذه، وقد زاد من خوفها تلك النظرات النهمة الشريرة التي لم تخطئها عينها، والتي رأتها في وجه الرجل وهو ينظر إليها من خلال المرآة، فرفعت عينيها إلى أعلى وصرخت في قلبها صرخة إلى الرب طالبةً منه
" عوناً في حينه " حسب وعده الصادق. وأخذت تردد أمام الرب كل الوعود التي تحفظها عن ظهر قلب، طالبة منه أن يرسل إليها حالاً ملاك حضرته ويخلصها. فهم الرجل أنها تصلي إلى إلهها فضحك ضحكة ساخرة وحشية زادت من خوفها فسرت قشعريرة حادة في جسمها من رأسها وحتى قدميها، ولكنها استمرت في صراخها في قلبها إلى الرب بإلحاح شديد.
فجأة شعرتْ بالسيارة تتوقف ففتحتْ عينيها في رعب شديد ظانة أن الرجل قد توقف في الطريق ليوقع بها شراً، ولكنها وجدت ضابطاً بالشرطة تبدو عليه الهيبة وعلامات الصرامة يسأل السائق عن وجهته، ثم يفتح باب السيارة ويجلس في مقعد بجوار السائق ويخبره أنها وجهته هو أيضاً.
كانت الفرحة أكبر من إمكانيات قلبها الصغير. نعم .. لم يسع قلبها هذا المعروف الكبير والرحمة التي أحاطت بها، فطفقت تشكر الرب وتحمده وتمجِّده بكل الكلمات التي تعلمتها في قاموس اللغة من تكريم ومدح وتبجيل إلى أن وصلت السيارة إلى المنطقة التي تسكن فيها. وهنا زادت دهشتها وتعجبها عندما أمر الضابط سائق الباص أن يصل بها إلى باب منزلها أولاً ثم يحمله هو إلى مقصده.
بمجرد دخولها الى منزلها سردت الفتاة الأحداث التي مرت بها أثناء عودتها وكيف سمع الرب صراخها وكيف أجزل لها الرحمة فسخَّر السائق، رغم شره ونيته الشيطانية بإيذائها، لكي يصل بها إلى باب منزلها.
كانت فرحة الأب والأم بعناية الرب لابنتهم عارمة جداً ولا تقل، بل ربما تزيد، عن فرحة ابنتهم. وشهد ذلك البيت في ذات المساء حلقة صلاة وشكر للرب الأمين الكريم.
أما ما حدث في صباح اليوم التالي فقد كان أعجب جداً، فقد استيقظت الأسرة على طرقٍ باب منزلهم، وكانت دهشتهم كبيرة عندما عرفوا أن الطارق هو سائق الباص. نظرت إليه الفتاة بذعر شديد، فقد ظنت أنه جاء ليوقع بها شراً من أي نوع كان، ولكنه أسرع يقول: "لا تخافي ... لا تخافي أبداً ... إني فقط أريد أن أعرف إلهك، من هو هذا الإله الذي تعبدينه؟ أنا لن أبرح من هنا إلا عندما أعرف هذا الإله العظيم".
تعجَّب الوالدان من موقف الرجل فقد توقعا أن يكون السائق اعتبر ما حدث كان من قبيل الصدفة البحتة التي حالت دون تتميم جريمته، ولكنه أدرك تعجّبهم فابتدرهم قائلاً: " أنتم لا تعرفون تتمة القصة، إن للقصة تتمة عجيبة ..."
دعا الوالدان السائق للجلوس وقد أدركا أن الرب لا بد وقد أعلن عظمته له، فقال السائق: اسمعوا ما حدث فإن ما حدث لهو أغرب من الخيال.
"بعد نزول ابنتكم عند باب منزلكم تحركتُ بالسيارة، وبعد دقائق قال لي الضابط: "الآن وقد وصلتْ الفتاة إلى منزلها بالسلامة فهيا إلى مقصدك، فنظرتُ نحوه أسأله عن مقصده هو أولاً، ولكن يا للعجب ... لم أجد له أثراً "!!
اتسعت عيون الجميع اندهاشاً وتعجباً من عناية الله الفائقة بهم، ولم يقطع حبل أفكارهم وتعجّبهم إلا صوت الرجل يقول بإلحاح: " أنا أطلب منكم شيئاً واحداً فقط: أريد أن أعرف إلهكم . لقد كنت أنوي شراً بابنتكم، ولكني الآن أريد وأتوسل إليكم أن تخبروني عن إلهكم".
تعليقات
إرسال تعليق