القائمة الرئيسية

الصفحات

مسيحى رفض انكار المسيح فكان هذا عقابه

إليكم، عن معاناة الشعب السرياني الذي يرزح تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية.
سعيد ميشو هو شاب مسيحي أشوري عمره 28 عاماً، ومتحدّر من الحسكة في شمال شرق سوريا، إعتقُل من قبل المقاتلين الإسلاميين في سوريا في فبراير 2013، فيما كان على متن حافلة استقلّها للعودة إلى بيته. طوال اعتقاله الذي دام ستة أشهر، ظن أنه سيموت، لكنه نجا بأعجوبة من أسوأ تجربة عاشها في حياته على حد قوله.
“عصبوا عينيّ بقطعة قماش مشدودة طوال ثلاثة أشهر. لم أكن أرى سوى الظلام. كنت أسمع أصواتاً، أصوات معتقلين آخرين وهم يُعذَّبون، وأصوات الاشتباكات القوية والقريبة. كنت خائفاً ومذعوراً أنتظر أن أُقتل في أي لحظة”.
لا يزال يتذكر كل تفصيل ابتداءً من يوم اختطافه. قال أنه كان على متن حافلة في طريق العودة من دمشق إلى بيته في الحسكة عندما أوقف حاجز يعلوه علم أسود سائق الحافلة في منتصف الطريق في صحراء تدمر. فقامت مجموعة من الرجال المسلحين الذين كانوا يتكلمون العربية بلهجات غريبة بإجبار الركاب الخمسة والأربعين على الترجل من الحافلة وإظهار وثائقهم الثبوتية. بعد تفحص أوراقهم، سمحوا لجميع الركاب بمتابعة رحلتهم باستثناء ميشو وشاب آخر أوقفا لأنهما مسيحيان. قال ميشو أن بعض المقاتلين الإسلاميين المتواجدين عند الحاجز ساقوه مع الشاب المسيحي الآخر في سيارة إلى منطقة قرب الحدود السورية التركية.
أسوأ أيام حياته
ذكر ميشو أن الجماعة الإسلامية التي اختطفته لم تكن منظمة بل فوضوية جداً. لكنها عندما انضمت إلى الدولة الإسلامية، أصبحت منظمة في ظل قوانين الشريعة الإسلامية.
ذكريات الاعتقال
أضاف ميشو أن الشاب المسيحي الآخر الذي اعتُقل معه أصبح صديقه المفضل وأقرب شخص إلى قلبه، على الرغم من أنهما لم يريا بعضهما البعض، لكنهما كانا يعيشان الكابوس عينه. في أحد الأيام، أخذهما عناصر من الدولة الإسلامية لتنظيف خزان وقود ضخم من الداخل. كان الخزان مظلماً ورائحته نتنة جداً. ولكن، عندما فتح ميشو وصديقه الجديد عينيهما، تعانقا وبكيا معاً.
كشف ميشو أنّ أحلك يوم عاشه في الإعتقال كان ذلك الذي قتلت فيه الدولة الإسلامية صديقه الجديد، الشاب المسيحي الذي اختُطف معه. قتلوه لأنه لم يكن قادراً على دفع الفدية لقاء حريته، ولأنه رفض اعتناق الإسلام. حتى اليوم، لا يزال ميشو يشعر بالحزن والألم إزاء عملية قتل صديقه الظالمة، لأنه كان شاباً صاحب قلب رائع، على حد تعبيره.
بعد محاكمة مسلمة، فرض عناصر الدولة الإسلامية على ميشو دفع 4 ملايين ليرة سورية (ما يساوي 21200 دولار أميركي) ومغادرة البلاد إذا أراد البقاء على قيد الحياة. فتمكن ميشو بمساعدة عائلته من جمع المبلغ المالي المطلوب وإعطائه لخاطفيه مقابل إطلاق سراحه.
خلال اعتقاله طوال ستة أشهر لدى الدولة الإسلامية في شمال غرب سوريا، شهد كافة أنواع الرعب، بالإضافة إلى العذاب الجسدي والنفسي. وبعد أن أجبر على مغادرة أرضه، انتقل ليعيش مؤقتاً كلاجئ في حي الأشوريين في بيروت.
وبعد عامين، في فبراير 2015، احتجزت الدولة الإسلامية أكثر من 250 رهينة مسيحية أشورية بعد الاستيلاء على حوالي عشر قرى أشورية على طول نهر الخابور في شمال شرق سوريا.
يومياً، يفكر ميشو بوضع الأشوريين المختطفين لدى الدولة الإسلامية إذ لديه أنسباء بينهم. وقد عبر عن حزنه وغضبه لأن لا أحد يبالي بأمر المختطفين الأشوريين. قال: “لم يحاول أي مسؤول سياسي أو ديني إعادتهم. هذا محزن جداً. ما من تعاطف مع قضية الأشوريين المختطفين، وما من تغطية إعلامية لها أو أي اهتمام إنساني بسيط بها”.
لقد مضى حتى الآن حوالي ستة أشهر على اختطاف الدولة الإسلامية للمسيحيين الأشوريين.
هنا، لا بد من الإشارة إلى أن الدولة الإسلامية أخلت سبيل 22 مسنّاً في أغسطس 2015 من بين عشرات المسيحيين الأشوريين المختطفين، في حين أن مصير المعتقلين الآخرين لا يزال مجهولاً.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات