خدمه اكثر المنشورات انتشارا
الطفلة مريانا معن متى (المختار) ـ بغداد/ حي الغديرـ ، المولودة التوأم مع أخيها مينا.. في 19نيسان 2008 وبعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر، لاحظت الأم، نعم سمير عمسو، أن الطفلة تظهر عليها علامات المرض والخمول، مع شد عصبي, ورعشة, وحركات غير إرادية, وبكاء مستمر. ومن الطبيعي أن يهرع الوالدين إلى الأطباء، يكتنفهم الخوف والقلق والحزن والهلع!. ويا هول النتيجة ، بعد الفحوصات والتحاليل المختبرية، والصور الشعاعية، والمفراس، تبين أن الطفلة مصابة بفيروس( Cytomegalo virus CMV )، سبب لها ضمور بقشرة الدماغ (Cortical atrophy)، وكذلك ضمور بالعصب البصري(Optic nerve atrophy)!. مما يعني أنها ستعيش معاقة مقعدة, مع تخلف في النمو, عمياء لا تبصر، العمر كله. فكان وقع الأمر على الوالدين والمقربين والمحبين كالصعقة . فبدأ الجميع يرفعون أيادي التضرع والدعاء.. الكل يصرخ بدموع ساخنة إلى السماء.
وحيث يعجز الطب، يشفي الرب!.
وابتدأت الحكاية:
هرعت الجدة سميرة (أم نعم) إلى بغداد، والدموع في عينيها، فالتجأت وابنتها أم الطفلة مريانا، للصوم والصلاة بحرقة القلب والدموع الساخنة. وكان هذا الموضوع الشغل الشاغل للإخوة والأخوات والأهل والأقارب,.. فانبروا للصلاة والدعاء,.. وزيارة الأديرة!! وأضرحة القديسين.. طالبين الشفاعة.. لاستمطار رحمة السماء.
إن الصوم والصلاة لا يثمرا ما لم يكن هناك إيمانا حقيقيا صادقا، بقدرة ربنا وألهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي مجد قديسيه، وجعل عجائبه فيهم وبواسطتهم، وفي مقدمتهم، القديسة الطاهرة ، مريم العذراء والدة الإله، حيث أكرمهم فأعطاهم المجد و الشفاعة.
فلم يبقى مناص للوالدين هنا إلاّ طلب المعجزة. وعند من؟، أليس عند القدير القادر، الطبيب السماوي يسوع المسيح الشافي والمعافى، وقديسيه الذين أعطاهم المجد والشفاعة؟ فالتجئوا، وبدون تردد، وباليقين الأكيد المتين، إلى كنيسة السيدة العذراء، بمحلة الميدان، ببغداد، وحال وصولهم ألقوا بالطفلة على عتبة المذبح المقدس للكنيسة، وكأني بهم صارخين بصوت واحد، بالدموع وقلب موجوع مبتور...، لا تخيبينا يا أم النور، اشفي مريانا، وخليها تبصر النور!؟. ولم تمض إلاّ دقائق معدودات، حتى انسكبت الطمأنينة في النفوس الجياشة، وهدأت خفقات القلوب المتحرقة، وكُفكِفَت الدموع، لتبصر العيون، تباشير علامة الاستجابة الفورية الأولية، لبوادر المعجزة !.
الطفلة تراخى تشنجها, وهدأ صراخها، ومدت يدها لتمسك بغطاء المذبح (الشر شف)، وكأنها تريد سحبه. وكانت هذه البادرة، بمثابة علامة استجابة ايجابية من أم النور، طمأنت بها والدي الطفلة وجدها وجدتها. كان ذلك في يوم الجمعة الموافق 8/8/2008. عادوا إلى البيت بعيون قريرة، دامعة بالفرح، بعد اكتواء مآقيهم بدموع الحزن والقلق. تشددوا وتشجعوا، واستمرّوا بالصلاة وبلا انقطاع.
وبحماسة الإيمان وبوادر الفرح، وبعد بضعة أيام، شدّوا الرحال قاصدين مقام القديس العظيم الشيخ مار متّى ألعجائبي في ديره العامر قرب الموصل, حيث وصلوا الدير يوم الخميس الموافق 14/8/2008، وحالما حل المساء،- افترشوا أرضية بيت القديسين، وجعلوا الطفلة أمام ضريح القديس مار متّى, وبجانب السلسلة الحديدية,- وهي ليلة عيد انتقال السيدة العذراء نفسا وجسدا إلى السماء !!؟. وبعد صلوات وابتهالات وتضرعات, نامت الأم والجدة. وفي خلال الليل, كانت الجدة تصحو مرتعشة ولعدة مرات.. على صوت السلسلة.. حيث كانت الطفلة مريانا (عمرها أربعة أشهر) تحركها. وتقول الجدة أنها كانت تسمع كصوت وقع أقدامٍِ تمشي. أما أم الطفلة, فقد غطت في نوم عميق، حيث أنهكها الحزن والتعب!.
وفي صباح اليوم التالي, ( صباح عيد ألسيدي, كما يسمى في منطقة مدينة الموصل), استيقظت الأم, جذلة فرحة مبتهجة, كلها رجاء وأمل وإيمان, مستبشرة خيرا بالحلم الذي رأته ليلة أمس.
حيث جاءها بالحلم, نيافة الحبر(الشيخ) الجليل المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون (مطران أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس حاليا), وأعطاها شريط من أقراص الدواء, قائلاً لها : خذي يا بنتي هذه الأقراص وبعد ثمانية أيام سوف تشفين!!.
ومن صباح ذلك اليوم بدأ التحسن الملحوظ..يوماً بعد يوم وخلال نفس الأسبوع.. عرضت الطفلة على طبيب أخصائي الأطفال, الدكتور هشام نجيب ألبنا, في مدينة أربيل, ولكن هذه المرة, لغرض تمجيد اسم الرب, والتباهي بفرح, بمعجزات قديسيه الأبرار!.
في عيادة الدكتور هشام نجيب ألبنا
سبق وأن تم عرض الفحوصات والتقارير, وتقرير المفراس على الدكتور هشام.. وقبل مجئ الطفلة ووالديها إلى دير مار متّى.. بعشرة أيام, حيث أفاد بأن هذه الحالة من الحالات الميئوس منها, وأن الطب والعلم عاجز عن العلاج. وليس لنا إلاّ أن نطلب الرحمة من الله. وبعد أن أوفوا والدي مريانا من عطايا الشكر والحمد. غادرا الدير متوجهين إلى مدينة أربيل, لعرض الطفلة على الدكتور هشام.. وفي العيادة قام الدكتور بفحص الطفلة بتدقيق منقطع النظير وعناية متناهية. وكم كانت دهشته.. مؤكداً أن كل شئ في هذه الطفلة ضمن الحدود الطبيعية, الوزن, الحجم, النظر والرؤيا, السمع!. وكأن هذه الفحوصات والمفراس لا يمتون بصلة لهذه الطفلة. وأردف قائلا الطفلة سليمة معافاة!!. والوالدين ينصتون إليه, بأفواه فاغرة, وقد اغرورق الفرح في عينيهم!, قائلين له لقد حدثت معنا معجزة!!, وقصّوا عليه كل ما حدث معهم في الأسبوعين الماضيين. فقال الدكتور هشام المجد لرب المعجزات, إنها حقا معجزة كبيرة وعظيمة!. وفيما يلي بعض التقارير الطبية التي تثبت الحالة المرضية التي أصابت الطفلة مريانا معن. وشهادة الدكتور هشام نجيب ألبنا أخصائي أمراض الأطفال, سلامة الطفلة من المرض!!
تعليقات
إرسال تعليق