انتقل هذا الشاب و عمره 25 عاماً إلى السماء , فحزنت عليه أمه حزناً شديداً و لم تفلح كلمات التعزية ولا مرور الزمن أن يرفع عنها حزنها , فوضعت في منزلها أيقونة السيدة العذراء أضاءت أمامها كل يوم شمعة و طلبت منها أن تعطيها عزاء . و في أحد الليالي بعدما نامت حلمت بامرأة جميلة الصورة داخل بيتها وتمسك بابنها الشاب , ففرحت لما رأت أبنها ثم قالت لها هذه السيدة ... أن ابنك في فرح كبير ويشكرك على صلواتك التي ترفعيها لأجله و يفرح أيضاً لوجود بقعة بيضاء في ثوبك الأسود و لكنه يود أن تغيري هذا الثوب بثوب أبيض ... نظرت الأم إلى ثوبها فوجدت فيه فعلاً بقعة بيضاء , فتعجبت جداً و قالت في نفسها كيف أخلع الثوب الأسود وأبنى قد مات ولكنها صمتت ولا تعرف ماذا تقول وإذ نظرت إلى المرأة الجميلة قالت لها ... من أنت ؟ فقالت لها: أنا العذراء , ثم استيقظت السيدة من نومها وقلبها مملوء سلاماً وعزاء ووقفت أمام الأيقونة تشكر الله و العذراء على هذه التعزية . إن الله قادر أن يعزى قلبك مهما كانت المشاكل المحيطة بك , فالله قريب منك أكثر مما تتخيل بل هو ساكن فيك , أطلبه بدالة البنوة ليسندك و يملأ فراغ قلبك و يشعرك بحبه . إن لم تشعر بعزاء وظل القلق يتعبك , فلا تترك الله بل ألح عليه أكثر وأكثر و قل له لن أتركك إن لم تباركني وتعزيني , فهو ينتظر صلواتك وتمسكك به لينمى مشاعرك نحوه ثم يفيض عليك بسلام يفوق كل عقل . إن حاربك إبليس باليأس وغطاك الإكتئاب , فواصل صلواتك ولو بتغصب فصلواتك هذه أغلى مما تتخيل في نظر الله و ثق أن العزاء و الراحة لابد أن يأتياك .
تعليقات
إرسال تعليق