القائمة الرئيسية

الصفحات

روبير الفارس يكشف نبوءات نهاية العالم "المسكوت عنها" فى التراث المسيحى

ويكون على الأرض موت عظيم ووباء شديد فى ذلك الزمان، وتكون الأموات مطروحة فى الأزقة والشوارع والساحات فلا يجدون من يدفنهم من عظم الموت وكثرته على وجه الأرض فى ذلك الزمان" هذه واحدة من النبوءات الموجودة فى التراث المسيحى وبجرأة شديدة تحسب للباحث والكاتب روبير الفارس وقف أمام هذه النصوص وقدم قراءة لها فى كتابه "المسكوت عنه من الفلكلور السياسى للأقباط". 

وفى الكتاب الصادر عن دار روافد يقدم الباحث بعض أشكال التراث الدينى الشعبى التى شكلت العقل الدينى الموجه لسلوك الإنسان، ويسرد نماذج من التراث الشعبى المصرى تأخذ شكل "النبوءة" لدى المسيحيين، والحدوتة لدى المسلمين، كما يؤكد الباحث نبيل منير حبيب الذى كتب مقدمة الكتاب.

يحتوى الكتاب عددا من النبوءات التى تنتمى إلى ما يطلق عليه أدب المنتظرين، وأقدم بردية تحمل شكل من أشكال هذا الأدب هى جزء من نبوءة شهيرة تعرف باسم نبوءة الفخرانى "صانع الفخار" كتبت فى عصر الانحطاط (1085) قبل الميلاد بعد سقوط الأسرة الـ20، وفى عصر البطالمة أعيدت صياغتها باللغة الإغريقية، وظلت توزع وتتداول حتى القرن الثالث الميلادى، والفكرة الأساسية فيها هى التنبؤ بما سيحل بالبلاد والعباد خلال ألف سنة قادمة.

ويحتوى الكتاب عددا من النبوءات منها نبوءات الأنبا صموئيل المعترف، المولود سنة 597 ميلادية، ويرى الكتاب أن النبوءات المنسوبة له مدسوسة لأنها مكتوبة باللغة العربية وتستخدم لفظة النصارى وتدعو لتقديس اللغة القبطية، كما أنها تصف العرب بالأمة العربية وهو وصف متأخر.

كذلك نبوءات الأنبا بسنتاؤوس أسقف قفط وهى نبوءات سوداوية يبدأها بقوله "الرعب للعالم" ويتنبأ دائما بانتشار الشر والفساد وأن الأمة العربية التى يصفها بقاسية القلب جاءت لتأديب العالم وأن الخلاص يكون بمجيء المسيح، وهناك نبوءة فاى فاى فاى، ونبوءة "سبلة" الحكيمة.

ثم يحاول الكتاب أن يقرأ كيف أن الفلكلور القبطى كان يفعل ذلك لأنه نوعا ما كان يوجد اضطهاد ليس طوال الوقت لكنه لا يمكن إنكاره لذا يحاول البعض كتاب نصوص مجهولة المؤلف تقلل من الآخر، ومن ذلك "قصة مريم الزنارية"، لكن الفلكلور أيضا أحيانا ما يبحث عن التقارب والمعايشة كما فى قصة أهل الكهف ورابعة العدوية ومريم المصرية والأضرحة المشتركة.

ويمكن لنا أن نذكر نبوءة تسمى بـ"فاى فاى فاى" وقدم لها روبير قائلا (يقول بعض الأقباط أن هذه النبوءة موجودة داخل الحجرة السرية المغلقة بالهرم الأكبر، والبعض الآخر يقول إنها مكتوبة على بردية فرعونية موجودة بأحد متاحف فرنسا، وأيا ما كان المكان فالنبوءة متعلقة بحكم مصر حتى نهاية الأزمنة والجزء المشهور منها خاص بالملك فاروق وابنه، حيث إن حرف "فاى" باللغة القبطية يقابل حرف "الفاء" باللغة العربية، وتعرف بـ"فاى ثلاثة" فالملوك الثلاثة المتتاليون كانوا يحملون هذا الحرف فى أسمائهم "فؤاد، فاروق، فؤاد الصغير".

وتقول النبوءة "وفى آخر الأيام ينتهى حكم الترك عندما يكون آخرهم ثلاثة ملوك (فاى – فاى – فاى) فمن له قلب فليفهم فهذا الملك يولد من أمتين وسلالة شعبين غريبين عن أرض مصر. جاء آباؤه من الخارج والأرض تضطرب فى أيام مملكته ويكون حروب ولباسه لون الذهب وهو شجيع فى نفسه ويجمع أموالا طائلة ويفسد النساء والرجال وهو يبذل إنسانا للموت على دينار وليس فى أيامه راحة ولا فى أبيه، ابنه وحيد ابن وحيد، وهو قليل الشكر وسفك الدماء يجمع المال ويأخذ الرشوة ويسبى النساء وتحصل أتعاب كثيرة ويكون على الناس شدة عظيمة. بعد ذلك يحكم مصر رئيس جديد من أبناء البلاد يغير القوانين ويطرد الحكام الذين قبله وبعد سنة ونصف السنة من حكمه يذيع صيته فى الشرق والغرب وتخشاه الدول فتتآمر عليه وتحاصره بجيوشها من المشرق والمغرب".
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات