"كانت فترة ضئيلة من الزمن ولكنها كانت مشحونة بالألم وكان هو المتألم والحزين".. هكذا وصفت مجلة "مدارس الأحد"
القبطية الشهيرة، البابا القبطي الـ114 الأنبا مكاريوس الثالث، حيث اتسمت فترة اعتلاءه للكرسي البطريركي بالكثير من المشاكل رغم مدتها التي لم تبلغ السنتين.
وفي ذكرى رحيله يسرد "دوت مصر" في التقرير التالي، أبرز ما قد لا يعرفه كثيرين عن البابا مكاريوس الثالث.
فنان قبطي متعلم
رغم ضعف مستوى التعليم في الكنيسة القبطية في ذلك الوقت، إلا أن الأنبا مكاريوس كان من أبرز رجال الإكليروس المتعلمين في زمنه، إذ كان مدرسا للغات القبطية والإنجليزية والفرنسية، كما عرف بموهبته منذ الصغر في رسم جميع فنون الزخرفة القبطية وخاصة الصلبان القبطية التي توضع بالكنائس بكافة أشكالها، وأصدر 3 مجلدات في هذا المجال.
صاحب اتجاه إصلاحي
رغم ما جرى من مشاكل عند اعتلاءه الكرسي البطريركي، إلا أنه خلال تولي الأنبا مكاريوس مطرانية لأسيوط لمدة لمدة 47 عاما، عرف باتجاهه الإصلاحي، حيث قدم برنامجا للإصلاح الكنسي ورفعه للبابا كيرلس الخامس، كما عقد أول مؤتمر قبطي في أسيوط عام 1910.
وعند اعتلاءه الكرسي البطريركي في فبراير 1944، أصدر وثيقة للإصلاح الكنسي تضمنت إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميا ومحاسبة نظارها ورؤسائها، وتوحيد الأوقاف القبطية، وعمل سجل لأعضاء الكنيسة، وإنشاء لجنة لمراجعة كتب الكنيسة، بالإضافة لتنظيم مسؤوليات المجلس الملي الذي كان ينازع المجمع المقدس
في اختصاصاته في ذلك الوقت.
رأس أول مجمع لرفض لائحة الأحوال الشخصية
رغم عدم امتلاك المجلس الملي سلطة التشريع الكنسي إلا أنه أصدر منفردا ما يعرف بـ"لائحة 1938" للأحوال الشخصية والتي توسعت في أسباب الطلاق، لتتسع خلافاته مع المجمع المقدس، وعند اعتلاء البابا مكاريوس للكرسي البابوي لم يكتفي بعدم التأييد كما حدث مسبقا، وإنما عقد المجمع المقدس في يناير 1945، حيث صدر أول قرار مجمعي برئاسته برفض اللائحة قبل أن يرفع مذكرة لوزارة العدل لتغيير اللائحة، وأدان المجلس الملي قائلا بأنه "خرج عن الإنجيل".
هجر الكرسي البطريكي
خلال عام و6 أشهر أعتلى خلالهم الكرسي البابوي، عانى الأنبا مكاريوس من تدخلات المجلس الملي في اختصاصات البطريركية والمجمع المقدس، وقد حاول توفيق الأوضاع عن طريق منح المجلس الملي مسؤولية إدارة الأوقاف، إلا أن القرار لم يثني أعضاء المجلس عن التدخل في شئون الكنيسة، كما أغضب القرار عدد من أعضاء المجمع المقدس لتنازله عن إدارة الأوقاف دون استشارتهم، كما تسبب رفض الكنيسة للائحة 1938في اتساع الخلاف مع المجلس الملي.
وذكرت عدد من المراجع التاريخية أن البابا مكاريوس شعر بالندم على تركه إيبارشيته في أسيوط وتوليه البطريركية، وأنه لم يكن مستحقا للمنصب بعد ضياع حلمه في الإصلاح الكنسي، فهجر مقر الكرسي بالبطريركية وذهب لدير الأنبا بولا ومكث هناك 3 أشهر، قبل أن يتدخل رئيس الوزراء ويقنعه بالعودة مرة أخرى لكرسيه، خاصة بعد ضغط الشعب.
أمر أن يكفن كراهب
رغم إستقبال الشعب له استقبالا حافلا عقب عودته من الدير للكرسي البابوي، إلا أن المجلس الملي
أستمر في نفس سياسته، وقام برفع قضية ضد البابا مكاريوس، وذكرت عدد من المراجع القبطية أن البابا تولد لديه شعور بأن كل ما يحدث سببه عدم استحقاقه للمنصب، حتى أنه طلب في وصيته أن يدفن كراهب عادي لا كبطريرك، ولاحظ كثيرين بكاءه المستمر في القداسات التي كان يرأسها، ولم تمضي أيام حتى توفي في 31 أغسطس عام 1945.
القبطية الشهيرة، البابا القبطي الـ114 الأنبا مكاريوس الثالث، حيث اتسمت فترة اعتلاءه للكرسي البطريركي بالكثير من المشاكل رغم مدتها التي لم تبلغ السنتين.
وفي ذكرى رحيله يسرد "دوت مصر" في التقرير التالي، أبرز ما قد لا يعرفه كثيرين عن البابا مكاريوس الثالث.
فنان قبطي متعلم
رغم ضعف مستوى التعليم في الكنيسة القبطية في ذلك الوقت، إلا أن الأنبا مكاريوس كان من أبرز رجال الإكليروس المتعلمين في زمنه، إذ كان مدرسا للغات القبطية والإنجليزية والفرنسية، كما عرف بموهبته منذ الصغر في رسم جميع فنون الزخرفة القبطية وخاصة الصلبان القبطية التي توضع بالكنائس بكافة أشكالها، وأصدر 3 مجلدات في هذا المجال.
صاحب اتجاه إصلاحي
رغم ما جرى من مشاكل عند اعتلاءه الكرسي البطريركي، إلا أنه خلال تولي الأنبا مكاريوس مطرانية لأسيوط لمدة لمدة 47 عاما، عرف باتجاهه الإصلاحي، حيث قدم برنامجا للإصلاح الكنسي ورفعه للبابا كيرلس الخامس، كما عقد أول مؤتمر قبطي في أسيوط عام 1910.
وعند اعتلاءه الكرسي البطريركي في فبراير 1944، أصدر وثيقة للإصلاح الكنسي تضمنت إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميا ومحاسبة نظارها ورؤسائها، وتوحيد الأوقاف القبطية، وعمل سجل لأعضاء الكنيسة، وإنشاء لجنة لمراجعة كتب الكنيسة، بالإضافة لتنظيم مسؤوليات المجلس الملي الذي كان ينازع المجمع المقدس
في اختصاصاته في ذلك الوقت.
رأس أول مجمع لرفض لائحة الأحوال الشخصية
رغم عدم امتلاك المجلس الملي سلطة التشريع الكنسي إلا أنه أصدر منفردا ما يعرف بـ"لائحة 1938" للأحوال الشخصية والتي توسعت في أسباب الطلاق، لتتسع خلافاته مع المجمع المقدس، وعند اعتلاء البابا مكاريوس للكرسي البابوي لم يكتفي بعدم التأييد كما حدث مسبقا، وإنما عقد المجمع المقدس في يناير 1945، حيث صدر أول قرار مجمعي برئاسته برفض اللائحة قبل أن يرفع مذكرة لوزارة العدل لتغيير اللائحة، وأدان المجلس الملي قائلا بأنه "خرج عن الإنجيل".
هجر الكرسي البطريكي
خلال عام و6 أشهر أعتلى خلالهم الكرسي البابوي، عانى الأنبا مكاريوس من تدخلات المجلس الملي في اختصاصات البطريركية والمجمع المقدس، وقد حاول توفيق الأوضاع عن طريق منح المجلس الملي مسؤولية إدارة الأوقاف، إلا أن القرار لم يثني أعضاء المجلس عن التدخل في شئون الكنيسة، كما أغضب القرار عدد من أعضاء المجمع المقدس لتنازله عن إدارة الأوقاف دون استشارتهم، كما تسبب رفض الكنيسة للائحة 1938في اتساع الخلاف مع المجلس الملي.
وذكرت عدد من المراجع التاريخية أن البابا مكاريوس شعر بالندم على تركه إيبارشيته في أسيوط وتوليه البطريركية، وأنه لم يكن مستحقا للمنصب بعد ضياع حلمه في الإصلاح الكنسي، فهجر مقر الكرسي بالبطريركية وذهب لدير الأنبا بولا ومكث هناك 3 أشهر، قبل أن يتدخل رئيس الوزراء ويقنعه بالعودة مرة أخرى لكرسيه، خاصة بعد ضغط الشعب.
أمر أن يكفن كراهب
رغم إستقبال الشعب له استقبالا حافلا عقب عودته من الدير للكرسي البابوي، إلا أن المجلس الملي
أستمر في نفس سياسته، وقام برفع قضية ضد البابا مكاريوس، وذكرت عدد من المراجع القبطية أن البابا تولد لديه شعور بأن كل ما يحدث سببه عدم استحقاقه للمنصب، حتى أنه طلب في وصيته أن يدفن كراهب عادي لا كبطريرك، ولاحظ كثيرين بكاءه المستمر في القداسات التي كان يرأسها، ولم تمضي أيام حتى توفي في 31 أغسطس عام 1945.
تعليقات
إرسال تعليق