مين ما يحبش «مانويلا».. عاشت فى «عزبة الزبالين» وعضها «فار» وطردت راهبات لأن إحداهن وضعت منديلاً على أنفها.
على بعد عدة كيلومترات من عزبة النخل، ووسط المنطقة المسماة بـ«الزرايب» ـ حيث تقع مقالب فرز القمامة ـ بدأت الأخت الفرنسية إيمانويل مشروعاتها التنموية منذ السبعينيات، مع سكان يعملون جميعاً على جمع وفرز ونقل القمامة،
فرحلتها إلى هذه المنطقة بدأت بزيارة وامتدت إلى إقامة دائمة، غيرت خلالها بعضاً من ملامح المنطقة، لكنها لم تغير طبيعتها، فقد استبدلت بالزرايب الصفيح أخرى خرسانية، بينما بقيت القمامة أمراً اعتيادياً، والكلاب والفئران والدواجن داخل البيوت مثلما اعتادت أن تعيش بحرية.
وسط القمامة، أنشأت «إيمانويل» أو السير مانويلا كما يناديها أهل المنطقة، مدرسة «المحبة الخاصة» عام ١٩٨٨، لتكون الأولى التى تخدم تلك المنطقة، ومن أوائل المدارس فى مديرية الخصوص، إلى جانب أنها أسست ديراً وداراً للمسنين، وساهمت فى تعمير مسجد «النبى العربى».
أغلب من عاصرتهم «مانويلا» لم يجيدوا القراءة والكتابة، ولذا لم يلفت خبر وفاتها انتباههم، رغم أنه كان معلقاً على سور مدرستها، ولم يعرف أغلبهم خبر وفاتها إلا بسؤالهم عنها.
أما رواياتهم وذكرياتهم معها فتختلف إلى درجة التناقض.. ماجد إبراهيم عينين يسكن فى مواجهة المدرسة، قال إنه رآها «بأم عينيه منذ عامين وسلمت بنفسها على بناته»، وقال أبومحمد خيشة، إنها زارت المدرسة منذ ٣ سنوات، وذات مرة أصرت على أن تأتى معها خلال زيارتها السيدة جيهان السادات،
ومن بعدها السيدة سوزان مبارك.. أما عم مفيد أبوبخيت، فقد روى أن المدرسة عندما أغلقت بسبب تعنت المحافظة فى بداية إنشائها، ذهبت «مانويلا» إلى قسم الشرطة وطلبت الرئيس مبارك من هناك والموضوع «اتحل»، أما أغلب الروايات فتضيف إليها صفات أسطورية كـ«حكايات الغريب»، إلا أن الجميع اتفقوا على أنها كانت طيبة، تدخل بيوت الجميع وتقبلهم، وتأكل من أكلهم.
الأخت ديميان، مديرة مدرسة «المحبة» قالت إن «مانويلا» كانت راهبة كاثوليكية، تفكر فى خدمة البشر، لكنها حين سكنت فى المنطقة تعاونت مع دير «بنات مريم الأرثوذكس» لخدمة المنطقة، وكانت تفكر دائماً فى خدمة المناطق الأكثر احتياجاً،
رغم أن أغلب أهل «الزرايب» من بائعى القمامة ميسور الحال، وأنها كانت تفكر فى محاربة الجهل والفقر، فكانت تنزل إلى الناس وتحاول إقناعهم بأهمية التعليم، بمساعدة أحد زبالى المنطقة «عم لبيب»، لأن الأهالى ارتابوا منها فى بداية عملها فى المنطقة.
وتروى «ديميان» أيضاً: «كنت أستعد للسفر فى ١٨ نوفمبر المقبل لحضور احتفالات مئويتها فى فرنسا، لكننى فاجأتهم بالوفاة، وأنها زارت المدرسة مع سيدة فرنسا الأولى زوجة الرئيس متيران عام ١٩٩٠،
وكانت السيدة سوزان مبارك مدعوة فى تلك الزيارة، لكنها اعتذرت عنها فى اللحظات الأخيرة، ومنحتها رئاسة الجمهورية بعدها بعام الجنسية المصرية تقديراً لجهودها، وآخر مرة زارت المدرسة كانت عام ٢٠٠٣ ولم تقوَ على السير بمفردها لكبر سنها، ونعقد يوم السبت المقبل حفل تأبين داخل المدرسة».
عاطف كامل، مدرس التاريخ السابق، فى المدرسة قال: «بمجرد مجىء الأخت إيمانويل، أصرت على الإقامة وسط الناس، واختارت أن تحل ضيفة على سيدة تعمل فى القمامة اسمها (أم سمير)، وافتتحت مدرسة، ثم وحدة تسنين بعد أن اكتشفت أن الأطفال بلا شهادات ميلاد، وكانت تحمل شهادات الميلاد بنفسها وتوثقها».
شعبان محمد «٤٧ عاما» ـ زبال ـ قرأ لها الفاتحة بمجرد سماعه خبر وفاتها، ودعا لها كثيراً لأنها عالجته من الانتفاخ وهو طفل، وكانت تزوره وتضع يدها فوق رأسه، وعندما تزوج زارته فى العشة ثم عالجت ابنته التى سقطت من سيارة نصف نقل فوق زبالة محترقة فاحترقت معدتها بالكامل، حيث حملتها بين يديها وعالجتها بنفسها.
«جمعة فتح الله»، كان أحد شيوخ جمع القمامة، قال إن المنطقة لن تجد شخصاً متواضعاً مثلها، فعندما زارته مع وفد من الراهبات الأجنبيات وضعت إحداهن منديلاً على أنفها، فأوقفت الزيارة وأمرتهن بالخروج من المنطقة لأنهن يتعالين على الناس.
أم سمير هى السيدة الوحيدة التى أقامت «مانويلا» فى دارها لمدة عام، وكانت تنام على دكة خشبية إلى جوار القمامة، وتقول أم سمير: «فى يوم عضها فار وصابها فى رجليها، رغم إن الفيران بتروح وتيجى بشكل عادى فى البيت، ومع ذلك لم تخرج (مانويلا) من المنزل، لكنها أحضرت بطانية، وأحاطت بها نفسها بشدة حتى لا تتكرر قصتها مع الفئران».
على بعد عدة كيلومترات من عزبة النخل، ووسط المنطقة المسماة بـ«الزرايب» ـ حيث تقع مقالب فرز القمامة ـ بدأت الأخت الفرنسية إيمانويل مشروعاتها التنموية منذ السبعينيات، مع سكان يعملون جميعاً على جمع وفرز ونقل القمامة،
فرحلتها إلى هذه المنطقة بدأت بزيارة وامتدت إلى إقامة دائمة، غيرت خلالها بعضاً من ملامح المنطقة، لكنها لم تغير طبيعتها، فقد استبدلت بالزرايب الصفيح أخرى خرسانية، بينما بقيت القمامة أمراً اعتيادياً، والكلاب والفئران والدواجن داخل البيوت مثلما اعتادت أن تعيش بحرية.
وسط القمامة، أنشأت «إيمانويل» أو السير مانويلا كما يناديها أهل المنطقة، مدرسة «المحبة الخاصة» عام ١٩٨٨، لتكون الأولى التى تخدم تلك المنطقة، ومن أوائل المدارس فى مديرية الخصوص، إلى جانب أنها أسست ديراً وداراً للمسنين، وساهمت فى تعمير مسجد «النبى العربى».
أغلب من عاصرتهم «مانويلا» لم يجيدوا القراءة والكتابة، ولذا لم يلفت خبر وفاتها انتباههم، رغم أنه كان معلقاً على سور مدرستها، ولم يعرف أغلبهم خبر وفاتها إلا بسؤالهم عنها.
أما رواياتهم وذكرياتهم معها فتختلف إلى درجة التناقض.. ماجد إبراهيم عينين يسكن فى مواجهة المدرسة، قال إنه رآها «بأم عينيه منذ عامين وسلمت بنفسها على بناته»، وقال أبومحمد خيشة، إنها زارت المدرسة منذ ٣ سنوات، وذات مرة أصرت على أن تأتى معها خلال زيارتها السيدة جيهان السادات،
ومن بعدها السيدة سوزان مبارك.. أما عم مفيد أبوبخيت، فقد روى أن المدرسة عندما أغلقت بسبب تعنت المحافظة فى بداية إنشائها، ذهبت «مانويلا» إلى قسم الشرطة وطلبت الرئيس مبارك من هناك والموضوع «اتحل»، أما أغلب الروايات فتضيف إليها صفات أسطورية كـ«حكايات الغريب»، إلا أن الجميع اتفقوا على أنها كانت طيبة، تدخل بيوت الجميع وتقبلهم، وتأكل من أكلهم.
الأخت ديميان، مديرة مدرسة «المحبة» قالت إن «مانويلا» كانت راهبة كاثوليكية، تفكر فى خدمة البشر، لكنها حين سكنت فى المنطقة تعاونت مع دير «بنات مريم الأرثوذكس» لخدمة المنطقة، وكانت تفكر دائماً فى خدمة المناطق الأكثر احتياجاً،
رغم أن أغلب أهل «الزرايب» من بائعى القمامة ميسور الحال، وأنها كانت تفكر فى محاربة الجهل والفقر، فكانت تنزل إلى الناس وتحاول إقناعهم بأهمية التعليم، بمساعدة أحد زبالى المنطقة «عم لبيب»، لأن الأهالى ارتابوا منها فى بداية عملها فى المنطقة.
وتروى «ديميان» أيضاً: «كنت أستعد للسفر فى ١٨ نوفمبر المقبل لحضور احتفالات مئويتها فى فرنسا، لكننى فاجأتهم بالوفاة، وأنها زارت المدرسة مع سيدة فرنسا الأولى زوجة الرئيس متيران عام ١٩٩٠،
وكانت السيدة سوزان مبارك مدعوة فى تلك الزيارة، لكنها اعتذرت عنها فى اللحظات الأخيرة، ومنحتها رئاسة الجمهورية بعدها بعام الجنسية المصرية تقديراً لجهودها، وآخر مرة زارت المدرسة كانت عام ٢٠٠٣ ولم تقوَ على السير بمفردها لكبر سنها، ونعقد يوم السبت المقبل حفل تأبين داخل المدرسة».
عاطف كامل، مدرس التاريخ السابق، فى المدرسة قال: «بمجرد مجىء الأخت إيمانويل، أصرت على الإقامة وسط الناس، واختارت أن تحل ضيفة على سيدة تعمل فى القمامة اسمها (أم سمير)، وافتتحت مدرسة، ثم وحدة تسنين بعد أن اكتشفت أن الأطفال بلا شهادات ميلاد، وكانت تحمل شهادات الميلاد بنفسها وتوثقها».
شعبان محمد «٤٧ عاما» ـ زبال ـ قرأ لها الفاتحة بمجرد سماعه خبر وفاتها، ودعا لها كثيراً لأنها عالجته من الانتفاخ وهو طفل، وكانت تزوره وتضع يدها فوق رأسه، وعندما تزوج زارته فى العشة ثم عالجت ابنته التى سقطت من سيارة نصف نقل فوق زبالة محترقة فاحترقت معدتها بالكامل، حيث حملتها بين يديها وعالجتها بنفسها.
«جمعة فتح الله»، كان أحد شيوخ جمع القمامة، قال إن المنطقة لن تجد شخصاً متواضعاً مثلها، فعندما زارته مع وفد من الراهبات الأجنبيات وضعت إحداهن منديلاً على أنفها، فأوقفت الزيارة وأمرتهن بالخروج من المنطقة لأنهن يتعالين على الناس.
أم سمير هى السيدة الوحيدة التى أقامت «مانويلا» فى دارها لمدة عام، وكانت تنام على دكة خشبية إلى جوار القمامة، وتقول أم سمير: «فى يوم عضها فار وصابها فى رجليها، رغم إن الفيران بتروح وتيجى بشكل عادى فى البيت، ومع ذلك لم تخرج (مانويلا) من المنزل، لكنها أحضرت بطانية، وأحاطت بها نفسها بشدة حتى لا تتكرر قصتها مع الفئران».
تعليقات
إرسال تعليق