جلست الأم الشابة الجميلة أمينة حزينة بصالة شقتها ودموعها على خديها بعدما ذهبت مع ابنها الجميل حازم لينام في سريره وهو في العاشرة من عمره ولكنه معاق , هذا الابن الذي طالما انتظرته هي وزوجها محمود الذي يعمل مقاولاً كبيراً وهو متيسر الحال لا يكدر حياته سوى إعاقة وحيده حازم الذي تمنى أن يصرف عليه كل أمواله في مقابل الشفاء , وبينما تجلس الزوجة تسمع صوت جرس الباب فتقف وتذهب لترى من القادم , وإذا بها أمام رجل عجوز يحمل برواز لصورة متوسطة الحجم للمتنيح القديس البابا كيرلس السادس وقد كسر زجاجها نظر إليها عم صبحي بأبستامة وقال : صباح الخير , فأجابته السيدة وهى تنظر إليه في تعجب : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هذه الكلمة التي حلت محل صباح ومساء الخير الكلمتين الغير مؤدبتين , وطلب منها عم صبحي أن تأخذ منه الصورة لتعطيها لجارها لكي يصلحها ويضع لها زجاج لأن المحل مغلق وقد طرق باب شقته ولم يرد أحداً , ولكن أمينة لم تتردد في الرفض وقالت : إحنا مسلمين ولا ندخل هذه الصور منزلنا عم صبحي نظر إليها بابتسامة عريضة وقال : حد يقول للبابا كيرلس لأ .. دا عمره ما قال لأ لأي حد , فردت عليه بسخرية :اشمعنى , وأمام إصراره خجلت ووافقت على مضض أن تأخذ الصورة وشكرها ثم مضى , ودخلت السيدة ووضعت الصورة تحت السرير الذي ينام عليه ابنها حازم حتى لا يراها محمود عندما يأتي فيغضب منها ولم تمضى ساعة حتى كادت تصرخ هذه السيدة بصوت عالي مما رأته حيث أنها وجدت ابنها يخرج من غرفته وهو يمشى على رجليه بصورة طبيعية جدا , ويمسك صورة القديس بيده ويقبلها أمينة لم تصدق نفسها وحملته بفرح والدموع تنهمر من عينيها فرحاً , ونظر إليها حازم وقال لها في عتاب : حد يحط الضيوف تحت السرير يا ماما , ولم تكن تتخيل ما حدث عندما قص عليها ما حدث معه عندما ظهر له البابا القديس وهو يبتسم وصلى له وشفيت رجله في الحال , وطلب منه أن يخرج لأمه ويفرحها على أن يقول لها أنه ما كان يجب أن تضع صورته تحت السرير وأخذت الأم الصورة وأخذت تقبلها بطريقة هيستيريا وعلقتها بالصالة بفرح ثم دخل المقاول محمود الملتحي ليرى صور القديس أمامه فجن جنونه وكان حازم جالساً مع أمه في الصالة فرحين , ولم ينتظر محمود حتى يعرف ما الأمر بل ذهب ناحية الصورة وهو يصيح : إيه اللي جاب الصورة دي هنا , وقبل أن يمسكها لكي يلقيها بالشارع صرخت فيه الزوجة : أستنى يا محمود دا شفى حازم وقام حازم بسرعة ليجرى نحو والده وهو يقول : بابا شوف أنا واقف على رجليا , ورأى محمود أبنه حازم لأول مرة واقفاً على قدميه , ولم يتمالك محمود أعصابه من الفرحة وأختنق صوته بالبكاء وهو يقبل أبنه بفرح ويقول بصوت عالي : حازم .. حازم أبنى , مش معقول .. عظيم هو أله الشيخ صاحب الصورة دي , ولم يمر أسبوع حتى بدأت الأسرة تذهب إلى الكنيسة لتعرف سيرة القديس وصاروا من أولاده وقبلوا الرب وأصبح البابا القديس شفيعهم وأحب اقول أن دا البابا كيرلس والهه بتاع المسيحين اله
تعليقات
إرسال تعليق