معجزة بجد رائعة ياريت نقراها للاخر
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
إن سكــت هــؤلاء ، فالحجــارة تصــرخ (لــو ١٩ : ٤٠)
كم كان قــدس أبونا المتنيح القمص بيشــوى كامــل يشتاق أن يبنى كنيسة على إسم رئيس الملائكة ميخائيــل ، بحث كثيرا عن قطعة أرض لمشروعة ولم يوفق إلا فى قطعة الأرض الكائنة بشارع محمد عبد الوهاب الضيق جدا وسط المبانى المزدحمة بحى مصطفي كامل ، كم كان يشتاق لو بنى الكنيسة على شارع رئيسى أو ميدان متسع ومشهور ، وكم كان غير راض على هذا الإختيار حتى بدأ العمل فعلا ، ومع أعمال الحفر عثر الحفارون على قربانة متحجرة فى باطن الأرض ، فرح قدس أبونا بها جدا ، وإعتبرها علامة رضا السمــاء على الموقع المختار ، ومن يدرى ، فقد يكون المكان لكنيسة أثرية إندثرت وأراد ربنا له المجد أن يقيمها ثانية فى نفس المكــان !!
كنت أحكى قصة القربانــة الحجــر كما سمعتها من قدس أبينا المتنيح ، أمام مجموعة من الخدام والخادمات ، حتى فاجأتنى إحداهن : “ هل تريد أن ترى القربانــة الذهــب ؟ "
( قربانــة من الذهــب ؟ ) تساءلت متعجبــا !!
فقالت : نعم ، دعنى أحكى لك :
كان جدى لأمى مزارعا بإحدى قرى مصــر ، كان معتادا أن يبكر إلى حقله للرى ورعاية زرعه باكرا جدا والظلام باق ، وفيما هو يمتطى دابته ويجر بهيمته فى طريقه إلى الحقل مرنما مزاميره ، إذ بأذنية تلتقطان نغمة جميلة للحن كنسى جميل ، أطرق السمع قائلا " أميــل وأنظــر " ، فإذا به ينساق دون أن يدرى وكأن مغناطيسا يسحبه إلى طريق جانبى بمحازاة نهر النيل ليجد نفسه أمام ( شق ) فى وسط صخر الجبــل ، والنور يتلألأ ضوءه منبعثا من داخل ، وصوت الألحــان يرتفع عذبا .
نزل جدى عن دابته ( والكلام لايزال للسيدة المباركة ) وترك بهيمته بالخارج ووجد نفسه مسحوبا لا إراديا فى داخل ( شــق ) الصخر ليجد نفسه وسط كنيســة جميله بكهف فى حضن الجبل ، ومجموعة من الآباء النورانين بتونيهم البيضاء يرتلون الألحان بصوت خورس سمــاوى ، وعلى المذبح كاهن نورانى ، ترتفع قدماه عن الأرض ولا تلمسها ، يقدس القداس الإلهى والآباء الآخرين شمامسة يردون عليه بأحلى لحن يمكن أن تسمعه فى حياتــك .
كان جدى فى حالة دهش روحى لا يدرى إن كان مازال على الأرض أم إرتفع إلى السماء ( كانت السيدة تحكى ، وعينيها ممتلئة بالدموع ) وما كان يدرى فعلا إن كانت قدماه تلمسان الأرض أم كان طائرا وسط هذا الجو الروحى العجيب .
وقف الآباء مصطفون لأخذ ( لقمة البركة ) من يد أبونا الكاهن بعد إنتهاء القداس وبعد أن تناول الكل من الأسرار المقدسة ، كان هو فى آخر الطابور حتى وقف أمام الكاهن النورانى الذى يادره قائلا : “ طوباك أيها الرجل الطيب ، لقد سمح لك ربنا له المجد أن تحضر معنا - نحن الســواح – القداس الإلهى وتتناول معنا من الأسرار المقدسة ، إنها بركة عظيمة عليك أن تحتفظ بسرها ولا تبوح لأحد بها أبدا " .. قال هذا ثم مد يده بقربانة من الحمل ، كانت القربانة متلألئة بلون الذهب ، ساخنة بنار الفرن ، ثم أردف الكاهن موجها الكلام إلى جدى ، " هذه القربانة المذهبة هى علامة وعهد إتفاقنا ، إحتفظ بها ولا تخبر أحدا بسرها ، وإن كسرت العهد وأفضيت بالسر ستتحول القربانة إلى الحجر ، تستطيع أن تأكل منها قطعة وتحتفظ بالباقى ، حذار من إفشاء سرنا وإلا صارت القربانة حجرا !! “
مد جدى يده ( تمضى السيدة الفاضلة فى الحديث ) ، وكسر جزاءا من القربانة ليأكله ، ثم وضع القربانة المذهبة الساخنة إلى جيب جلبابه ، وإمتطى دابته ساحبا بهيمته إلى حقله ، كان فى حالة نشوة روحية وفرح إستمر معه طيلة يومه بالحقل إلى أن عاد إلى منزله مع غروب الشمس ، ليجد زوجته فى الإنتظار وقد أعدت له الطعام بعد يوم طويل من العمــل .
تقول محدثتى أن جدها كان فى حالة إثارة يقاوم معها فكره الذى بدأ يساومه ، ( هل كان أبونا السائح النورانى يقصد أن السر لا يفشى على الأطلاق ، أم أن زوجته يمكن أن تعلم به ؟ أليس هو وزوجته جسدا واحدا ؟ فلماذا يكتم عنها السر ؟ أظن أن إخبارها بسر القــداس والقربانة الذهبيــة أمر طبيعى ، فهى شريكة حياتى ولابد أن تفرح معى ) .. وما وصل الرجل بفكره إلى هذا الحد حتى بدأ يحكى وكل علامات الدهشة والإثارة تظهر على وجهها وكأنها غير مصدقة ، كان الكلام عجيبا فعلا ، ولها الحق ألا تصدق ، ولكنه يملك الدليل !! ، وهذا هو الدليل ، مد يده إلى جيبه وأخرج القربانه ..... وما وقع نظرهما عليها حتى إكتشفا أنها قربانة من الحجــر !!! ، تماما كما أنبأ الكاهن السائح وحسب تحذيره ، لقد أفشى السر ولم تعد ذهبا ، ولكن الحجــر بقى شاهــدا .
زرت السيدة الفاضلـة فى منزلها حيث تحتفظ بالقربانــة الذهبيــة التى تحولت إلى حجر بعد إفشاء سرها ، تباركت بالقربانــة ، وكم فرحت أن تخبرنى السيدة الفاضلة أن أبونا بيشوى كامــل - نيح الله نفسه – كان قد زارها ورأى هذه القربانة ، وأخبرها أنها بركة كبيرة وثروة روحية لا تقدر بثمــن ، وكم فرحت معها وإطمأن قلبى أننا محاطين بأرواح قديسيــن وآباء سواح مازالت صلواتهم هى سر بقاءنا وهى التى تدر مراحم الله على العالـم وكنيسته وشعبــه .
كم كان قــدس أبونا المتنيح القمص بيشــوى كامــل يشتاق أن يبنى كنيسة على إسم رئيس الملائكة ميخائيــل ، بحث كثيرا عن قطعة أرض لمشروعة ولم يوفق إلا فى قطعة الأرض الكائنة بشارع محمد عبد الوهاب الضيق جدا وسط المبانى المزدحمة بحى مصطفي كامل ، كم كان يشتاق لو بنى الكنيسة على شارع رئيسى أو ميدان متسع ومشهور ، وكم كان غير راض على هذا الإختيار حتى بدأ العمل فعلا ، ومع أعمال الحفر عثر الحفارون على قربانة متحجرة فى باطن الأرض ، فرح قدس أبونا بها جدا ، وإعتبرها علامة رضا السمــاء على الموقع المختار ، ومن يدرى ، فقد يكون المكان لكنيسة أثرية إندثرت وأراد ربنا له المجد أن يقيمها ثانية فى نفس المكــان !!
كنت أحكى قصة القربانــة الحجــر كما سمعتها من قدس أبينا المتنيح ، أمام مجموعة من الخدام والخادمات ، حتى فاجأتنى إحداهن : “ هل تريد أن ترى القربانــة الذهــب ؟ "
( قربانــة من الذهــب ؟ ) تساءلت متعجبــا !!
فقالت : نعم ، دعنى أحكى لك :
كان جدى لأمى مزارعا بإحدى قرى مصــر ، كان معتادا أن يبكر إلى حقله للرى ورعاية زرعه باكرا جدا والظلام باق ، وفيما هو يمتطى دابته ويجر بهيمته فى طريقه إلى الحقل مرنما مزاميره ، إذ بأذنية تلتقطان نغمة جميلة للحن كنسى جميل ، أطرق السمع قائلا " أميــل وأنظــر " ، فإذا به ينساق دون أن يدرى وكأن مغناطيسا يسحبه إلى طريق جانبى بمحازاة نهر النيل ليجد نفسه أمام ( شق ) فى وسط صخر الجبــل ، والنور يتلألأ ضوءه منبعثا من داخل ، وصوت الألحــان يرتفع عذبا .
نزل جدى عن دابته ( والكلام لايزال للسيدة المباركة ) وترك بهيمته بالخارج ووجد نفسه مسحوبا لا إراديا فى داخل ( شــق ) الصخر ليجد نفسه وسط كنيســة جميله بكهف فى حضن الجبل ، ومجموعة من الآباء النورانين بتونيهم البيضاء يرتلون الألحان بصوت خورس سمــاوى ، وعلى المذبح كاهن نورانى ، ترتفع قدماه عن الأرض ولا تلمسها ، يقدس القداس الإلهى والآباء الآخرين شمامسة يردون عليه بأحلى لحن يمكن أن تسمعه فى حياتــك .
كان جدى فى حالة دهش روحى لا يدرى إن كان مازال على الأرض أم إرتفع إلى السماء ( كانت السيدة تحكى ، وعينيها ممتلئة بالدموع ) وما كان يدرى فعلا إن كانت قدماه تلمسان الأرض أم كان طائرا وسط هذا الجو الروحى العجيب .
وقف الآباء مصطفون لأخذ ( لقمة البركة ) من يد أبونا الكاهن بعد إنتهاء القداس وبعد أن تناول الكل من الأسرار المقدسة ، كان هو فى آخر الطابور حتى وقف أمام الكاهن النورانى الذى يادره قائلا : “ طوباك أيها الرجل الطيب ، لقد سمح لك ربنا له المجد أن تحضر معنا - نحن الســواح – القداس الإلهى وتتناول معنا من الأسرار المقدسة ، إنها بركة عظيمة عليك أن تحتفظ بسرها ولا تبوح لأحد بها أبدا " .. قال هذا ثم مد يده بقربانة من الحمل ، كانت القربانة متلألئة بلون الذهب ، ساخنة بنار الفرن ، ثم أردف الكاهن موجها الكلام إلى جدى ، " هذه القربانة المذهبة هى علامة وعهد إتفاقنا ، إحتفظ بها ولا تخبر أحدا بسرها ، وإن كسرت العهد وأفضيت بالسر ستتحول القربانة إلى الحجر ، تستطيع أن تأكل منها قطعة وتحتفظ بالباقى ، حذار من إفشاء سرنا وإلا صارت القربانة حجرا !! “
مد جدى يده ( تمضى السيدة الفاضلة فى الحديث ) ، وكسر جزاءا من القربانة ليأكله ، ثم وضع القربانة المذهبة الساخنة إلى جيب جلبابه ، وإمتطى دابته ساحبا بهيمته إلى حقله ، كان فى حالة نشوة روحية وفرح إستمر معه طيلة يومه بالحقل إلى أن عاد إلى منزله مع غروب الشمس ، ليجد زوجته فى الإنتظار وقد أعدت له الطعام بعد يوم طويل من العمــل .
تقول محدثتى أن جدها كان فى حالة إثارة يقاوم معها فكره الذى بدأ يساومه ، ( هل كان أبونا السائح النورانى يقصد أن السر لا يفشى على الأطلاق ، أم أن زوجته يمكن أن تعلم به ؟ أليس هو وزوجته جسدا واحدا ؟ فلماذا يكتم عنها السر ؟ أظن أن إخبارها بسر القــداس والقربانة الذهبيــة أمر طبيعى ، فهى شريكة حياتى ولابد أن تفرح معى ) .. وما وصل الرجل بفكره إلى هذا الحد حتى بدأ يحكى وكل علامات الدهشة والإثارة تظهر على وجهها وكأنها غير مصدقة ، كان الكلام عجيبا فعلا ، ولها الحق ألا تصدق ، ولكنه يملك الدليل !! ، وهذا هو الدليل ، مد يده إلى جيبه وأخرج القربانه ..... وما وقع نظرهما عليها حتى إكتشفا أنها قربانة من الحجــر !!! ، تماما كما أنبأ الكاهن السائح وحسب تحذيره ، لقد أفشى السر ولم تعد ذهبا ، ولكن الحجــر بقى شاهــدا .
زرت السيدة الفاضلـة فى منزلها حيث تحتفظ بالقربانــة الذهبيــة التى تحولت إلى حجر بعد إفشاء سرها ، تباركت بالقربانــة ، وكم فرحت أن تخبرنى السيدة الفاضلة أن أبونا بيشوى كامــل - نيح الله نفسه – كان قد زارها ورأى هذه القربانة ، وأخبرها أنها بركة كبيرة وثروة روحية لا تقدر بثمــن ، وكم فرحت معها وإطمأن قلبى أننا محاطين بأرواح قديسيــن وآباء سواح مازالت صلواتهم هى سر بقاءنا وهى التى تدر مراحم الله على العالـم وكنيسته وشعبــه .
( الصورة للقربانة المتحوله إلى حجــر ، ويظهر الجزء الناقص منها بعد أن أكله جدنا القديس الذى إستحق أن يعيش هذه الخبرة الروحية الحلوة ، ويحضر القداس الإلهى مع الآباء الســواح ، ليبقى الحجر شاهدا مخبرا بمجد اللــه - الصورة فى أكتوبـر ٢٠٠٩ ، والقصة تعود أحداثها إلى مطلع القرن العشرين )
تعليقات
إرسال تعليق