القائمة الرئيسية

الصفحات

معجزة جديدة : طفلة اصيبت بالكورونا وتوفيت مرتين وعادت الى الحياة

كانت جولييت دالي البالغة من العمر 12 عامًا بصحة جيدة إلى أن أُصيبت بفيروس كورونا ما تسبب بقصور في قلبها وتوقف نبضاته.
كانت الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا والمقيمة في كوفينغتون، لوس أنجليس، تعيش حياتها بشكل طبيعي، تستيقظ عند الساعة السابعة صباحًا، تتناول الفطور ومن ثم تستعد لمكالمة عبر الفيديو لمتابعة دروسها. طوال عطلة نهاية الأسبوع، كانت تشعر بتوعّك وآلام في البطن والغثيان وارتفعت درجة حرارة جسمها حتى بلغت 101.5 درجة فهرنهايت.
ظنت أنها بدأت تتحسن إلى أن لاحظت أن شفتيها بدت مزرقة وظهر عليها التعب؛ وكانت تشعر بالنُّعاس المُفاجئ: على الكنبة، أمام الكمبيوتر، في الحمام… وتقول: “اعتقدت أني بدأت بالتحسن قليلًا، لكنني لم أستطع إبقاء عيني مفتوحتين”.

ويقول والدا جولييت شون وجنيفر إنها كانت بحالة جيدة ولم تُصب بالسعال أو بضيق في التنفس أو بأعراض فيروس كورونا النموذجية. فظنت والدتها وهي أخصائية أشعة أن ابنتها مُصابة بالتهاب الزائدة الدولية أو ربما بالانفلونزا.

بعد ظهر اليوم، نقلت جولييت إلى قسم الطوارئ، حيث لاحظ الأطباء مجموعة غير عادية من الأعراض التي تُشير إلى مشاكل مُختلفة. كان معدّل ضربات قلبها منخفضًا للغاية. وعندما ضغطوا على أظافرها، تحولت إلى اللون الأبيض وبقيت كذلك، في حين كان من اللازم أن تعود إلى اللون الوردي.

حصل التهاب في قلبها وبات بالكاد ينبض. ولم يسبق للأطباء وصادفوا حالة مُشابهة لدى الأطفال. إلا أنهم اشتبهوا على الفور بإصابتها بفيروس كورونا، إذ يعلمون ما يكفي عن تأثيرات هذا المرض على البالغين.

وأصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها مساء الخميس اسمًا لهذه الحالة غير العادية- متلازمة الالتهابات المُتعددة لدى الأطفال- MIS-C.


وقد أُصيب بها أكثر من 145 طفلًا في مدينة نيويورك وما لا يقل عن 50 آخرين في الولاية. توفي منهم 3. وفي الأيام الأخيرة، أبلغت 14 ولاية أخرى المراكز الطبية عن حالات مماثلة. ولا يزال العلماء يعتقدون أن معظم الأطفال والشباب لا يعانون سوى من مرض خفيف أو لا شيء على الإطلاق إن أصيبوا بالفيروس. لكنهم قلقون حيال الطبيعة الخطيرة لحالات المتلازمة الالتهابية التي يبدو أنها تظهر في الأطفال بعد أسابيع من موجة انتشار العدوى في مجتمعاتهم. في حين أن أول مجموعة من الأطفال الذين أُصيبوا بفيروس كورونا ظهرت لديهم أعراض تنفسية نموذجية، بحسب طبيبة العناية المركزة للأطفال في مستشفى روبرت وود جونسون الجامعي في نيو برونزويك، نيوجيرسي، جنيفر أوينسبي. وتضيف إن “الغالبية العظمى من الأطفال تأتي مصابة بأعراض قصور في القلب وهو أمر نادر جدًا في طب الأطفال-وهذا أمر مثير للقلق للغاية”.

القلب

قيل لشون إنه من الأفضل نقل جولييت جوًا إلى مُستشفى أكبر ومُجهزة أكثر في نيو أورليانز. في تلك الأثناء، كان الوالد غير مُدرك لخطورة حالة ابنته. ويتذكر أنه حين خرجت الطبيبة من غرفتها كانت ترتجف. وقالت له إن جولييت تعرضت لسكتة قلبية لدقيقتين قبل إنعاشه.

وتقول الأم: “كان الأمر مرعبًا وصادمًا، فقد حصل كل شيء بسرعة”.

تأخرت طائرة الهليكوبتر إذ توقف قلب جولييت مرة أخرى، وأعاد الأطباء إنعاشه من جديد. ولكن مع مرور الوقت، تم نقلها إلى وحدة العناية المُركزة للأطفال في المستشفى الجديد، وقد بدأت بعض أعضائها الأخرى بالفشل أيضًا، رُبما لأن قلبها لم يكن قادرًا على ضخ الدم المليء بالأكسجين إليها. تجمّع الدم في رأتيها، وكان البنكرياس ملتهبًا.

أشار الأطباء إلى أن جولييت مُصابة بالتهاب خطير في عضلة القلب، وطلبوا ماكينة تشغيل القلب في حال اضطروا إلى استخدامها. وتقول الأم: “لم يكونوا متأكدين من أنها ستقضي الليلة الأولى”؛ “كل شيء كان كبوسًا”.

في ذاك الوقت، تعرضت لاختبار مسحة الأنف وأتت النتيجة إيجابية، ما يؤكد إصابتها بفيروس كورونا والفيروس الغدي. وكان ذلك مُربكًا، إذ ما من أحد من أفراد الأسرة كان مُصابًا بالمرض. ولكن، إن كانت حالتها ناجمة من مرور أسابيع من إصابتها بالفيروس-كما يعتقد العلماء-فثمة احتمال أنها التقطت العدوى حين كانت لا تزال تذهب إلى المدرسة ولم يكن هناك فرض لإجراءات العزل المنزلي.

بعد تأكد تشخيصها بالفيروس، تم تزويدها بالجلوبلين المناعي. كانت جنيفر طوال الوقت بجانبها، وهي ترتدي اللباس الخاص الوقائي. في حين أن والدها بقي في المنزل مع أولاده الآخرين، إذ لم يُسمح إلا ببقاء شخص واحد من أفراد الأسرة معها.

لم تستطع جنيفر النوم، فبدأت تُرسل الرسائل المُطمئنة إلى أسرتها. وضعت لجولييت الموسيقى التي تحبها، ظلت متفائلة قدر المستطاع، وأخذت تُصلي.

التعافي

كانت الليلة الأولى مُرعبة. فكان قلب جولييت ينبض أحيانًا بسرعة شديدة، وأحيانًا أخرى ببطء. ولكن، في غضون 24 ساعة، استقرت حالتها بأعجوبة. وبدأت أعضاء جسدها تتحسن وكذلك مخطط صدى قلبها.

ولدى استيقاظها، قالت لها والدتها: “نُحبك. ستصبحين بخير”. من جهتها، تمكنت جولييت من رفع إبهامها والضغط على يدها. وكان ذلك مؤشرًا إيجابيًا على سلامتها من الناحية العصبية.

وبحلول يوم الخميس، أزال الأطباء جهاز التنفس الصناعي، وجعلوها تتنفس من تلقاء نفسها، في حين كانت لا تزال تتناول الكثير من الأدوية.

وفي 15 نيسان، سمح لها الأطباء بمغادرة المُستشفى، على أن تتابع تناول أدويتها اللازمة. وها هي اليوم، تستعيد حياتها الطبيعية.

لا تتذكر جولييت توقف قلبها مرتين، ووالديها ممتنين لذلك.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات