القائمة الرئيسية

الصفحات

سالم عبدالجليل يدافع عن مكارى يونان!

لم يخيب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ظناً، دوماً عند حسن ظن إخوة الوطن بقداسته، قرر إيقاف اجتماعات القمص مكارى يونان، كاهن كنيسة مار مرقص بكلوت بك، ومنعه من الخطابة وإلقاء العظات والكلمات الدينية، لأجل غير مسمى بسبب تصريحاته التى أغضبت المسلمين وأثارت جدلًا فى الآونة الأخيرة. أعلم أن قرار البابا الحكيم أغضب نفراً من إخوتنا المسيحيين، باعتبار أن ما جرى على لسان القمص مكارى كان رد فعل على تجاوز الدكتور سالم عبدالجليل فى عقيدة إخوتنا ووصفها بما لا يليق، ولهم بعض الحق، والعجيب أن يشاركهم الدكتور سالم عبدالجليل نفسه فى رفض قرار البابا، وقال لا فض فوه ومات كارهوه: «وددت أن يعدل البابا تواضروس عن قراره هذا، فالأفكار والمعتقدات لا ينبغى أن تُحاكم مادامت لا تشق الصف الوطنى». عجباً يشعلها ناراً ثم ينسل ليناهض قرار البابا بوأد الفتنة، برىء فعلاً الدكتور عبدالجليل، ومدافع شرس عن الحريات والأفكار والمعتقدات، ومن فرط براءته يرفض قرار البابا باعتبار أن ما صدر عن القمص أفكار ومعتقدات لا ينبغى أن تحاكم مادامت لا تشق الصف الوطنى. أنت من شققت الصف الوطنى، ولولا لطف الله بالعباد لصارت فتنة وقودها الناس والحجارة، اصمت قليلاً، ولا تفتِ فيما لا يعنيك وإلا أصابك ما لا يرضيك، معلوم عبدالجليل يطلب البراءة لنفسه، إذ يطلبها للقمص مكارى، وكأنه هو لم يشق الصف الوطنى، ولما هاجت الدنيا وغضب المسلمون قبل الأقباط عاد ليعتذر منهم، ثم يطلب للقمص العفو والسماح!. عفواً يا مولانا، المزايدة الشعبوية على قرار البابا لن تغفر خطيئتك فى حق إخوتنا، أخشى تغرى آخرين بالمزيد من شق الصف الوطنى، ولو مررها البابا مرة سنرى ما هو أمر مرات، وإذا كان البابا يتحسب لصدور كلمة أو لفظ من القمص يغضب المسلمين، فإن التحسب نفسه جادت به المؤسسات الدينية الإسلامية الأزهر والأوقاف والإفتاء، لم يقصروا جميعاً فى نبذ الفرقة التى تتحدث بها ألسنة الفتنة. أعلم أن ما صدر عن القمص مكارى رد فعل لفعل شائن من الدكتور عبدالجليل، والأخير اعتذر عن الفعل، لكن الاعتذار لم يشفع له عند الإجماع الشعبى الذى أدان تغوله فى شأن عقيدة إخوتنا فى الوطن، وأظنه يحتاج إلى وقت طويل لاستعادة الثقة التى فقدها، وأظن بدفاعه الباطل عن القمص مكارى يدافع عن نفسه، متى كانت المعتقدات مستباحة فى الخطاب العام؟! من جانبنا لم ولن ولا نطلب عقاباً كنسياً للقمص مكارى، والأمر متروك للبابا، أساقفة الكنيسة أدرى بشعابها، ولكن فى العموم لجم ألسنة الفتنة فرض عين على المؤسسات الدينية جميعاً، فإذا ما تحرك شيخ الأزهر أو بابا الكنيسة يجب دعم هذا التحرك، ومباركته حباً فى تراب هذا الوطن. القضية ليست مسلمين ومسيحيين، ولا مكارى فى مقابل عبدالجليل، ولا هذا فعل وهذا رد فعل، كلها أفعال وردود أفعال مرفوضة من القائلين بها والعاملين عليها، والقول بأن القمص مكارى لم يأت بجديد على الأسماع، وقال به مؤرخون مسلمون، هذا للتاريخ، أما الحاضر فيستأهل منا تنحية المختلف عليه، وتعلية المتفق عليه. تربينا كمصريين فى توادهم وتراحمهم مثل جسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولعل الألم الذى احتوى المصريين جميعاً حزناً على أطفالنا المغدورين فى المنيا خليق باعتبار الدعاة والقساوسة فى خطابهم العام حتى لا يمسوا معتقدا أو يشرخوا وطنا، وعليهم تأكيد هذه الرابطة الوطنية المتينة التى تجمعنا جميعاً برباط إلى يوم الدين.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات