القائمة الرئيسية

الصفحات

جريمة بطلها ورقة وضحيتها ملك والمتهم أم طائشة وأب رد سجون

تمرد "نورهان" على كل شئ منذ نعومة أظافرها على الانضباط تمردت على التعليم تمردت على الأخلاق تمردت على أهلها تمردت على زواجها تمردت حتى بعد أن انجبت طفلتها "ملك" على الأمومة تمردت، وأصبحت "امرآه بلا قلب" فقتلت وحيدتها بدم بارد كنت كتمت أنفاسها وألقت بجثتها فى منطقة مقابر الإمام الشافعى وراحت تهيم فى الطرقات لم تكن "نورهان" بالتلميذة النجيبة يومًا وكانت دائمة التغيب والهروب من مدرستها وفى الصف الثانى الإعدادى قررت إنهاء رحلة الاستيقاظ مبكرًا والالتزام بمواعيد المدرسة والاستذكار وتركت التعليم نهائيًا وعاشت لنزواتها وشهواتها وتسكعت فى الطرقات.
كانت تترك بيت أسرتها أيام وليالى بعد أن تعرفت على عدد من الفتيات الساقطات تناولت بصحبتهم كل أنواع المخدرات وارتكبت الموبقات ولم يكن لوالديها سيطرة عليها.

وفى السابعة عشر من عمرها تقدم لخطبتها أحد الشباب لكنها كرهت طيبة قلبه وكانت كثيرًا ماتتهكمه وتنفعل عليه وتجاوزت حدود الأدب عندما شتمته بأقذر الألفاظ ومن فرط حب الشاب لها وأدبه تجاوز عن خطاياها وطلب اتمام الزفاف حينها رفضت بعد أن اتهمته بضعف الشخصية ثم تقدم لها شاب آخر توسمت فيه قوة الشخصية والهيبة وعند عقد القرن اعترض المأذون لكونها لم تكمل عامها الثامن عشر فى ذلك الوقت كان أهل العريس قد نصبوا الأرفاح وعلقوا الزينات ولم تكن لديهم فرصة لتأجيل الزفاف فاتفقوا على كتابة عقود الزواج على أن يتم الزواج عرفيًا والتوثيق بعد بلوغ السن القانونى كان والديها هم أسعد الناس بعد تخلصهما منها والإلقاء بمسئوليتها على عاتقهما.

تزوجت "نورهان" فى بيت أسرة زوجها لكن سرعان ماسيطرت عليها روح التمرد واصطدمت بقسوة الزوج الذى كان يميل للعنف فى ردود أفعاله وتطورت المناوشات بينهما إلى التشابك بالإيدى وذهبت غاضبة لأسرتها أكثر مما عاشت مع زوجها كانت أحيانًا تعود بعد جلسة صلاح بين العائلتين وأحيانًا تعود وحدها دون تصالح لأن والديها لايتحملاها وذات غضبة ذهب زوجها إلى بيت أبيها وتصالح معها ثم قضى ليلته معهم وعند إنصرافه ألقى عليها يمين الطلاق وماهى إلا أيام ووقع الزوج فى مشكلة أدخلته السجن لقضاء عقوبة بالحبس لمدة عام حينها بدت عليها أعراض بتحرك غريب فى أحشائها إنها علامات الأمومة.

حملت "نورهان" وأسرعت تزف البشرى لأسرة الزوج وتوددت لهم وفى الشهر الرابع من الحمل ذهبت لزيارة الزوج فى محبسه وحملت فى زيارتها مالذ وطاب وبعد مرور الأشهر التسع خرج من ظلمات رحمها وليدة أسمتها "ملك" وذهبت لقيدها بمكتب الصحة إلا أنها فوجئت بالرفض لعدم وجود عقد زواج وموثق وكذلك الأب فأسرعت لأسرة الزوج وطلبت من والده أن يوثق العقد لتستطيع استخراج شهادة ميلاد للطفلة إلا أن الوالد أنكر علمه بمكان النسخة الخاصة بإبنه وطلب منها مامعها فقدمتهاله وانصرف لكنه لم يوثق عقودًا ولم يف بالوعود وبدأ يتهرب منها وتنكر لها وخرج الزوج من السجن واختفى أيضًا.

عاشت ملك عاميين ويزيد قليلاً دون شهادة ميلاد لم يكن لها ذنب سوى أنها ابنه لزوجين مارقين وفشلت جميع محالاوت الأم فى إثبات قيدها وبدأت المشاكل بين نورهان وأسرتها التى ظنت يومًا أنها استراحت منها عندما تزوجت لكنها الآن تعود بطفلة، وكانت عند كل مشكلة تترك بيت الأسرة لعدة أيام ثم تعود وفى المرة الأخيرة خرج وحملت "ملك" تجوب بها الطرقات وتنام فى الحدائق والخرابات وساقتها قدماها إلى منطقة القلعة وجلست بإحدى الحدائق وطفلتها تلهو حولها حتى غلبها النعس ورقدت بجوارها كانت "نورهان" تفكر فى حل لمشكلة إبنتها إلا أنها لم تجد حلاً لها فقررت أن تتخلص من الطفلة لعل أزماتها تشتهى فوضعت يدها على وجهاا وكتمت أنفاسها لتصعد روحها لبارئها دون أن تصرخ أو تقاوم دون ذنب أو جريرة ثم حملتها بين أحضانها وهامت على وجهها تقضى وقتها بين الكافيهات والحدائق وبعد يومين توجهت لمقابر الإمام وتركتها هناك ثم عادت لوالديها وأخبرتهما بماحدث.

وفى مسرح الجريمة تلقى المقدم شادى مكارم بلاغًا بالعثور على جثة طفلة بين المقابر فانتقل على الفور بصحبة العقيد حاتم البيبانى حيث تبين أن الطفلة فى عامها الثالث وترتدى كامل ملابسها ولا توجد بها آثار لأية إصابات.

وبإخطار اللواءاين خالد عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة ومحمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث بإشراف العميد هشام قدرى رئيس مباحث قطاع الجنوب وتم وضع خطة بحث من بين بنودها فحص بلاغات غياب الأطفال فى سن المجنى عليها.. وفحص الفتيات المترددات على المقامات الدينية من المتسولات ودون المأوى وتجنيد المصادر السرية فى أوساط الساقطات بالمناطق المحيطة.

كانت الجريمة شديدة الغموض وبينما كان كان العميد هشام قدرى يستعرض نتائج التحريات مع فرق البحث فوجئ بدخول ثلاثة أشخاص هم نورهان ووالديها حيث تبين أنها بعد ارتكابها للحادث وعودتها لوالديها قررا تسليمها للشرطة واعترفت تفصيليا بجريمتها فتم تحرير محضرًا بالواقعة وعرضها على النيابة لمباشرة التحقيق.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات