القائمة الرئيسية

الصفحات

بالصور تعرف على القبطيه التى كتب لها جمال عبد الناصر ( أكتب لك شاكرا وأريد أن أخبرك إن عملك يقدره كل مواطن في هذا البلد )

ليليان تراشر، أم النيل وقديسة أسيوط و أم الفقراء والأيتام، سطع نورها كرجاء وسط عوز المحتاجين واليتامى والفقراء.
ترى من هي هذه السيدة العظيمة التي كتب لها رئيسان متواليان لمصر هما محمد نجيب وجمال عبد الناصر؟ 
عاشت( 27 سبتمبر 1887 – 17 ديسمبر 1961) كانت مبشرة مسيحية پروتستانتية أمريكية ولدت في فلوريدا وعاشت في أسيوط وماتت فيها. ومؤسسة أول ملجأ للأيتام في أسيوط
بدأت عملها وشاركت في حملات التبشير داخل أمريكا بعد دراسة اللاهوت
شاركت في 1910 في مؤتمر للإرساليات حول الخدمة في أفريقيا وشعرت بحاجة الناس في تلك البلاد إلى الخدمة قبل معرفة كلمة البشارة
تعرّفت ليليات تراشر في أحد المؤتمرات على قسّ يخدم في أسيوط. وفكرت متسائلة: "إن مصر بلد إفريقي فلماذا لا أذهب إلى هناك؟" حاول القسّ أن يثنيها عن عزمها بسب اختلاف الثقافة وصعوبة المعيشة وغيرها من الاسباب التي تجعل من ذهاب فتاة أمريكية إلى هناك أمراً غير مستحب. لكنها لم ترتدع، فدعاها إلى الذهاب مع إرساليته إلى أسيوط لمعاونته في الخدمة. تأكدت ليليان من أن الله دعاها إلى الخدمة في أسيوط وفتحت، قبل سفرها، الكتاب المقدس وقرأت قول الربّ في سفر الأعمال (أعمال 7: 34) "إِنِّي لَقَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ".
تأسيس أول بيت للأطفال في مصر:
ركبت هذه الفتاة الأميركية القطار وبلغت اسيوط في 1910 لتبدأ فيها مرحلة جديدة من حياتها. وبعد ثلاثة أشهر على وصولها طلب منها أحدهم زيارة امرأة مريضة مشرفة على الموت، فلبّت النداء. ووجدت عند وصولها المرأة تعيش في غرفة صغيرة جداً مع ابنتها المولودة حديثاً. لم تتصوّر ليليان أن هناك من يعيش بهذا القدر من البؤس والفقر. ماتت الام المحتضرة بعدما أوصتها بالعناية بطفلتها التي لا معيل لها. خشيت ليليان أن تضايق زميلاتها المرسلات فاستأجرت في 1911 بيتاً صغيراً وجهزته ببعض الأثاث. أنفقت كل ما لديها من مال لتعتني بالطفلة المسكينة. وشكّل ذلك بداية تأسيس الملجأ الذي ذاع صيته فيما بعد.
لم تمتلك ليليان مورد رزق، فتجولت على حمار تنشد المساعدة من السكّان المحلّيين الذين أعطوها في أحيان كثيرة الاطفال عوضاً عن المال. تعجب رجال الشرطة لأن أحداً لم يزعجها أو يؤذيها. ولمـّا ازداد عدد الأطفال في الملجأ أخذت ليليان تصرف وقتاً في التفكير في الوجبة التالية، ومع ذلك كان يصلها على الدوام إما الطعام وإما المال. مدّتها كنيستها بكميات من الملابس وأحياناً ببعض المال، لكنها اعتمدت في شكل كبير على كرم جيرانها المصريين. وازداد عدد اليتامى في 1912 ليبلغ خمسين طفلاً فاضطرّت إلى بناء ملجأ أوسع. شيّدته من الطوب بمساعدة أطفالها الذين بدأت تعلّمهم الحرف وتعدّهم للحياة.
في مواجهة الأزمات
أوت بحلول 1923 أكثر من ثلاث مائة يتيم وأرملة غير أنها لم تحصد محصولاً روحياً كبيراً. وظلت تخيط وتغسل وتُطعِم وتبني وتتكل على الدوام على الله في كل شيء. وشهدت ليليان في العام 1927 النهضة التي صلّت من أجلها مدة طويلة. ففي إحدى الليالي التي أمضاها الأولاد في المأوى من دون طعام، توجّهت إليهم يائسة على غير عادتها واعترفت لهم بعدم قدرتها على إعالتهم بعد الآن وهي تفكر بتوزيعهم على مؤسسات أخرى. أحزنت هذه الكلمات الاولاد الذين أحبّوها. وبدأوا الواحد بعد الآخر يركعون مصلّين إلى الله طالبين منه التوبة والعون. وتغيّرت من بعدها حياة الكثيرين من الأولاد الذين صارت لهم علاقة شخصية مع المسيح.
واجهت ليليان تراشر في خدمتها الكثير من المشاكل التي أصابت مصر، ومنها الاستعمار البريطاني، الثورات، الأوبئة، الكوليرا والطاعون، بالإضافة إلى التعصّب الديني. لكن لم يثنها ذلك كلّه عن عزمها على خدمة الاطفال اليتامى المشرّدين في أسيوط، لأنها أخذت عهداً بأن تستقبل كل من يدقّ باب الميتم مهما صعبت الظروف متمسكة بكلمات المزمور 91: 7 – 9 "يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَأي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ"
أولاد ليليان تراشر
هذه هي قصة ليليان تراشر التي عشقت أطفال مصر. ماتت ولم تُرزق بأولاد من جسدها لكن عوضها الله بأن أعطاها خمسة عشر ألف طفل تولّت رعايتهم على خمسة وخمسين سنة من خدمتها وأصبحوا رجالاً وسيدات لهم حضورهم في المجتمع وانخرط عدد منهم في الخدمة المسيحية. وقد ردّدوا جميعهم لدى انتقالها إلى مثواها الأخير: "وداعاً ماما ليليان."
تقول في مذكراتها:
و عندما نشبت الحرب العالمية الثانية في أواخر 1939 طلبوا مني أن أغادر أسيوط لأختبىء مع باقي الأجانب لأكون في مأمن من الخوف ، لكني رفضت تماما أن أترك عائلتي وأبنائي الذين زاد عددهم زيادة هائلة.
زادت المتاعب عندما علمنا إنه لا سبيل لوصول أي مساعدات إلينا ، يا إلهي كيف أدبر لقمة العيش أمام سيل من الأيتام يتراكم أمامي وسط ارتفاع الأسعار؟ ظن الجميع أننا سنتخلص من الأطفال كما تفعل المؤسسات الأخرى ، لكن شكرا لله الذي أعاننا فلم نفعل ذلك ، وفي الشهر الخامس من بداية الحرب وصلت لنا معونات هائلة ، حقا إنه يعطي بسخاء ولا يعير.
كتب لها محمد نجيب:
( العزيزة مس ليليان ، لم يسعدني شيئا بقدر ما شاهدته اليوم حتى تصورت إني أحلم بجنة الإنسانية التي أتخيلها دائما حتى رأيتها اليوم حقيقة رائعة ، فالعناية بالضعفاء من أطفال وأيتام وعجزة ، بنين وبنات ، رجال ونساء ، تتجلى هنا بكل ما في معاني الإنسانية من قوة ، فشكرا لمس ليليان ولجميع العاملين بهذه المؤسسة )
الرئيس اللواء أركان حرب محمد نجيب.
وكتب لها عبد الناصر:
( أكتب لك شاكرا وأريد أن أخبرك إن عملك مع الأيتام يقدره كل مواطن في هذا البلد وأتمنى لك استمرارية النجاح في خدمتك الإجتماعية )





هل اعجبك الموضوع :

تعليقات