بعد إغلاق 4 كنائس في المنيا الأنبا مكاريوس الأقباط دائمًا يدفعون ثمن التعايش صدرت مطرانية المنيا وأبو قرقاص بيانًا أمس، السبت، بخصوص وقائع إغلاق أربع كنائس خلال الأسبوعين الأخيرين في عدة قرى بالمحافظة. فيما قال إسحاق إبراهيم، مسؤول ملف الأقليات الدينية بالمبادرة المصري للحقوق الشخصية، إن كنيسة خامسة أُغلقت في سوهاج الجمعة الماضي.
وجاء في البيان الذي نشرته صفحتا مطرانية المنيا والأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا أبو قرقاص، أنه «حدث في أسبوعين ما لم يحدث في سنوات. تُغلق الكنائس ويتم الاعتداء على أفراد الشعب وإتلاف ممتلكاتهم. ولا رادع. وعادة ما تُستخدم المواءمة والمساومات تحت مسمى (التعايش السلمي). ودائمًا ما يدفع الأقباط ثمن هذا التعايش، وليس المعتدين. وتأتي ردود أفعال المسؤولين مُخيبة للآمال. وعندما يشب أي خلاف أو يحدث اعتداء، فالبديل الأول هو إغلاق الكنيسة والضغط على الأقباط».
وسرد البيان وقائع إغلاق أربع كنائس في المنيا. أولها كنيسة العذراء في قرية الشيخ علاء التابعة لمركز المنيا، والتي بدأت الصلوات فيها بشكل مُتقطّع في عام 2014 حتى أُغلقت بقرار من السلطات المحلية في 2015 بعدما تعرضت الكنيسة لهجوم من قِبل عدد من الأهالي المحتجّين على إقامة الصلوات بها. طوال العامين الماضيين لم يُعاد فتح الكنيسة، حتى يوم 15 أكتوبر الماضي، عندما أقيمت صلاة بها حضرها المئات، بحسب البيان، الذي أضاف أن المظاهرات الرافضة للكنيسة تكررت مرة أخرى في اليوم نفسه، فحضرت قوات الشرطة بصحبة موظفي الإدارة المحلية وأغلقوا المبنى.
وقال إبراهيم إن كاهن الكنيسة وثلاثة آخرين اعتصموا بداخلها بعد إغلاقها. وفي البداية منعت الشرطة عنهم الطعام والشراب، ثم سمحت لاحقًا بدخول مؤن لهم مع استمرار إغلاق الكنيسة.
أما في قرية القشيري التابعة لمركز أبو قرقاص في المنيا، فقد أغلقت قوات الشرطة كنيسة الأنبا موسى بعدما تظاهر عدد من الأهالي أيضًا، يوم 22 أكتوبر، احتجاجًا على فتحها للصلاة، وقاموا بقذف عدد من المصلين بالحجارة، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم، أحدهم ما زال قيد العلاج، ولم يُلق القبض على أي من المعتدين، بحسب البيان.
وأضاف إبراهيم أن السلطات المحلية عقدت «جلسة عرفية» اتخذت قرارًا باستمرار إغلاق الكنيسة، التي تعمل منذ 2015، لحين حصولها على ترخيص، فضلًا عن تنازل الأهالي من الأقباط عن البلاغات التي قاموا بتحريرها ضد المتهمين بالاعتداء عليهم.
وبعد عدة ساعات من الاعتداء على كنيسة قرية القشيري، قرر الأمن إغلاق كنيسة أبو سيفين بقرية الكرم التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، خوفًا من وقوع هجمات عليها، كما جاء في البيان. وكانت قرية الكرم قد شهدت اعتداءات طائفية في مايو 2016 بسبب تردد شائعة وجود علاقة عاطفية بين شاب قبطي وسيدة مسلمة. وقام عدد من الأهالي المسلمين على إثر تلك الشائعة بإشعال النيران بعدد من منازل ومحال بالقرية يمتلكها أقباط، وجردوا السيدة سعاد سالم من ملابسها.
وفي عزبة زكريا بالمنيا، تعرض عدد من المصلين في كنيسة مارجرجس يوم الجمعة الماضي لاعتداء من بعض الأهالي، ما أسفر عن إصابة سيدة قبطية. كما اعتدى رافضون لوجود الكنيسة على عدد من منازل وممتلكات الأقباط في القرية، بحسب البيان. وفي اليوم التالي قام عدد من «وجهاء القرية» بصحبة أحد نواب البرلمان بتهدئة الأوضاع، ومازالت قوات الشرطة متمركزة في القرية.
وأضاف إبراهيم أن مطرانية سوهاج كانت اشترت إحدى المباني في قرية الحاجر بسوهاج سنة 2006، وبدأت الصلاة بشكل منتظم في المبنى منذ 2013. وأصدرت الوحدة المحلية قرارًا في عام 2013 بإزالة المبنى لعدم وجود ترخيص بناء له، إلا أن القرار لم يُنفذ واستمرت الصلوات بالمبنى وقامت الشرطة بتعيين حراسة عليه. وفوجئ المصلون والقائمون على الكنيسة الأسبوع الماضي بقطع الكهرباء والمياه عن المبنى وقيام قوة من الشرطة بإغلاقه.
وعلّق إبراهيم على هذه الوقائع قائلًا إن الكنائس الخمس ضمن الكشوف التي قُدّمت إلى لجنة «توفيق أوضاع الكنائس»، التي تم تشكيلها بموجب المادة 8 من قانون بناء الكنائس الصادر في أغسطس 2016، مضيفًا أن القانون يحظر إغلاق المباني التي تُقام بها الصلوات بشكل منتظم لحين اتخاذ قرار بشأن وضعها القانوني من قِبل اللجنة.
وتنص المادة 8 على أنه «فى سائر الأحوال لا يجوز منع أو وقف ممارسة الشعائر والأنشطة الدينية في أي من المبانى المشار إليها أو ملحقاتها لأي سبب».
وتنص المادة 8 على أنه «فى سائر الأحوال لا يجوز منع أو وقف ممارسة الشعائر والأنشطة الدينية في أي من المبانى المشار إليها أو ملحقاتها لأي سبب».
تعليقات
إرسال تعليق